وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الانقسام في اسرائيل - الليكود في واد والشعب في واد

نشر بتاريخ: 14/08/2005 ( آخر تحديث: 14/08/2005 الساعة: 10:50 )
ترجمة :معا
هنالك حقيقة ثابته هنا اليوم،انها وجود حالتين (دولتين) في أسرائيل انهما يعملان جنباً الى جنب ، لكن بينهما تفكير مختلف ، تتصرفان بشكل مختلف ، كما انهما ترغبان في اشياء مختلفة ، الحالة ( الدولة ) الاولى ، هي دولة الليكود واعضاؤه ، اما الثانية فهي دولة عموم الشعب .
ليس هناك امكانية لتفسير الفجوة العميقة في نتائج الاستفتاءات والتي اظهرت ان احد الطرفين يؤيد عملية الانسحاب بينما يعارضها الطرف الآخر ، الجمهور الاسرائيلي يرغب برؤية عملية الانسحاب وقد تم تنفيذها كما هو محدد لها ، بينما يدفع اعضاء الليكود بأتجاه تنظيم انتخابات.
ان الشخص الذي يعمق الشرخ بين ( الدولتين ) ( الحالتين ) ويظهر معارضة كبيرة لشارون وسياسته ، انما هو الوزير السابق بنيامين نتانياهو ، الذي استقال استناداً الى ما اسماه "لحظة الحقيقة", وخلال هذه الفترة يقول نتانياهو " لا اريد ان اخدع نفسي ".
كما تحدث عن البحث الروحي المكثف ووصف الحالة العميقة من " التمزق " التي كان يعيشها حتى يصل الى قرار صائب ..... لكن من الظاهر ان قراره بالاستقالة جاءت على خلفية ما يمكن ان يعتبر مزيجاً من " صحوة ضميرية وحسابات سياسية " وهناك وجهة نظر تميل اكثر الى السخرية ، ان دوافع نتانياهو للاستقالة كانت تعتمد على اعتبارات وتكتيكات سياسية ، من خلال استطلاعين قام بإجراءهما ، وكان احدهما قد تم قبل ثلاثة ايام من الاستقالة ، وقد تم الاحتفاظ بنتائج ذلك الاستطلاع بصورة سرية من قبل مساعديه ، لكن وفي نفس اليوم الذي تم الكشف عن نتائج ذلك الاستطلاع ، كشف راديو اسرائيل عن النتائج المذهلة لاستطلاع اكد فيه %51 من اعضاء الليكود انهم لا يرغبون في رؤية شارون يدخل حلبة التنافس على قيادة الليكود في انتخابات الحزب القادمة ....
وحيث ان اي من رؤساء الوزراء السابقين لم يواجه هكذا معارضة من اعضاء حزبه ، فقد سارع نتانياهو الى الطلب من كبير مساعديه الى اجراء استطلاع ، وعندما علم مساعدوه بنتائج الاستطلاع ، سارعوا الى عقد لقاء في بيته في قيساريا لدراسة الخطوة التالية التي يجب عليه ان يخطوها وما هي النتائج المتوقعة فيما لو اعلن استقالته.
ففيما لو كانت نتائج الاستطلاع الذي قام به نتانياهو قريبة من الاستطلاع العام، فلابد انه كان سيدرك مجموعة من المداخل الى الارقام الاحصائية ، وفيما لو كانت الانتخابات الاولية لليكود ستجري بين متنافسين اثنين هما شارون ، ونتانياهو فانه سوف يحصل على %53 من اصوات اعضاء الحزب, لكن لو دخل لينداو الى ساحة المنافسة فإن شارون سيحصل على %36 ونتانياهو %40 ولنداو %16 وهكذا ادرك نتانياهو ، ان هذه هي فرصته الاخيرة, فإن لم يستقل الان ، فقد لا يكون بإمكانه منافسة شارون .
في هذا الوقت ، قامت صحيفة يديعوت احرونوت بإستطلاع اظهر ان %58 من الجمهور الاسرائيلي يدعم خطة شارون ، فيما عارض ذلك %33 فقط ، بينما كانت المعارضة للخطة ضمن صفوف اعضاء الليكود %54 وقد اظهر الاستطلاع ان %64 يعتقدون ان شارون لابد ان يقود الدولة حتى الانتخابات القادمة ، فيما ابدى %29 انه لابد من اجراء انتخابات جديدة ، وهنا ايضاً فقد ابدى اعضاء الليكود %60 تأييدهم لاجراء انتخابات جديدة واظهر الاستطلاع ان استقالة نتانياهو لم تفاجىء الكثيرين ولم تسبب لهم اي صدمة ،%49 ، بينما %15 قالوا ان استقالته قد تكون ايجابية على الوضع الاقتصادي ، وكان %12غير متأكدين من ذلك ، بكلمات اخرى ، فإن %76 من الجمهور لا يرى في الاستقالة انها حدث كارثي ، الا ان النتائج الاكثر اثارة كانت في الرد على السؤال فيما سيحدث لو ان الليكود انشق الى حزبين ، او فيما لو ان شارون قاد تحالفاً يضم حزب العمل " بقيادة بيرس" وشينوي "بقيادة لاييد " ، وفي الاجابة على السؤال الاول ، اظهر الاستطلاع ان %29 سوف يصوتون لحزب ليكود يقوده شارون ، فيما سيصوت فقط %14 للشق الذي سيقوده نتانياهو ، اما السؤال الثاني وهو تحالف شارون مع العمل وشينوي ، فإن %38 من المستطلعة آراءهم سيصوتون لذلك التحالف ، تاركاً نتانياهو بعيداً في المؤخرة .
بقلم سيمــــــــا كدمـــــون
يديعــــوت احرونــوت