وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معلم وكالة مضرب عن الطعام حتى الموت

نشر بتاريخ: 10/04/2013 ( آخر تحديث: 10/04/2013 الساعة: 17:23 )
غزة- معا - يجلس على سرير منهمك الجسد في احد صفوف المدرسة التي من المفترض أن يكون مدرسا بها، فهو يبيت في هذا الفصل منذ 12 يوما مضربا عن الطعام احتجاجا على إيقافه عن العمل من قبل إدارة وكالة الغوث وعدم عودته رغم إعلان البراءة.

المعلم الموقوف إبراهيم الحميدي أوقف عن العمل عام 2005 بعد 20 عاما قضاها في سلك التعليم إلى أن تثبت براءته، جراء زج أسمة من خلال شكوى "كيدية" في مشكلة عائلية مما تسبب بسجنه لمدة قصيرة ومن ثم أطلق سراحه.

وقام الحميدي بتبليغ إدارة الوكالة بما حدث معه- وذلك وفق ابنته تسنيم- والتي تدرس في الجامعة حيث بلغ الأستاذ اشرف وشاح المستشار القانوني في وكالة الغوث فاخبره انه سيوقف عن العمل حتى أثبات براءته ومن ثم سيسمح له بالعودة إلى العمل.
|212266|
وبذلك استلم المعلم ورقة بوقفه عن العمل ليدخل عالم المحاكم ولأسباب كثيرة تم تأجيل القضية لأكثر من خمس سنوات وفي عام 2011م استطاع الحصول علي البراءة من القضية المنسوبة له لتتكرر البراءة من محكمة الاستئناف ومن ثم المحكمة العليا.

أرسل الحميدي كتاب البراءة الأول إلى الدائرة القانونية بوكالة الغوث وبقي لمدة 8 شهور وهو يترجم ومن ثم ترجم هو الكتابين الآخرين على نفقته الخاصة وأوصلها أيضا إلى الجهة المختصة لتسريع قرار العودة إلى العمل.

ورغم ذلك لم يعد إلى العمل، وتضيف تسنيم "والدي عانى كثيرا خلال هاتين السنتين فكل أسبوعين كان يذهب إلى مقر الوكالة ليسأل عن موضوعة بدون وجود أي أمل بالعودة للعمل، وأصبح الوضع الاقتصادي سيئا وخاصة مع انقطاع الراتب لأكثر من 8 سنوات فنحن أربعة أخوة ندرس بالجامعات وهذه تكلفة كبيرة على والدي".

وتعتبر ابنة المعلم المضرب أن مسألة وقفة عن العمل لا تقف فقط عند قطع الراتب مع أن من حقه أن يعود للعمل وان يحصل على راتبه وفق القانون بل أيضا أصبحت المشكلة أخلاقية ونفسية فكثيرا ما سئل هو وأبناؤه عن سبب الفصل مما زاد من الضغوطات عليهم.

يعاني الحميدي اليوم بعد مرور أسبوعين على إضرابه عن الطعام ونومه في المدرسة الفخاري التابعة لوكالة الغوث "الاونروا"شرق مدينة خان يونس من نقص في وزنه وشحوبه في الوجه وأصيب مرتين بحاله من الإغماء ,و بين لحظة وأخرى يصاب بحالة غثيان وهو مصمم علي عدم فك الإضراب إلا برفع الظلم الذي وقع عليه من قبل إدارة الوكالة.

وفي محاولة من المجتمع المحلي لمساعدة عائلة الحميدي، قام عدد من وجهاء المنطقة برفع عريضة وتسليمها إلى مدير عمليات الوكالة، حيث أكد محمود العمور رئيس بلدية الفخاري سابقا ورئيس مجلس أولياء الأمور بمنطقة الفخاري وعضوا في المجلس المركزي لأولياء الأمور في مدينة خان يونس أن مدير الوكالة لم يكن على علم مسبق بما يحدث مع المعلم الموقوف.

ويضيف "أخذنا وعودا من قبل مدير عمليات الوكالة في قطاع غزة عندما سلمناه العريضة بالنظر إلى قضية المعلم الحميدي، فهو لم يكن على علم بالموضوع إلا قبل شهرين ونحن ننتظر رده".

وتطالب تسنيم وكالة الغوث بضرورة إنهاء ملف والدها وإعادته لعمله تماشياً مع ظروف العائلة فهو يعيل 8 أبناء، أربعة منهم بالجامعة والباقي ما زال يدرس بالمدرسة.

وتبين أن والدها مُصر على أن يبقى مضربا عن الطعام وانه في حال تعرضه لأي مكروه- لا سمح الله- سيتم دفنه في ارض مدرسة الفخاري، وتختتم قولها "هل يجب أن يموت والدي وتدمر عائلتنا لتشعر الوكالة بما نعانيه".

لا يستطيع الحميدي أن يصرح بأي تصريح بشكل علني وذلك بسبب السياسة التي تتبعها الوكالة بمنع أي موظف لدية من التحدث بأي شيء وخوفا من أن يضع تحت المساءلة القانونية وفق قوانين الوكالة.