وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فك الارتباط بين الماضي والحاضر

نشر بتاريخ: 15/08/2005 ( آخر تحديث: 15/08/2005 الساعة: 12:25 )
معا - تقرير اخباري - منذ احتلال قطاع غزة عام 1967 والذي رافقه احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية, بالاضافة الى الضفة الغربية وهضبة الجولان السورية من خلال ما عرف بحرب الأيام الستة واسرائيل ماضية في بناء المستوطنات واستحضار مئات الآلاف بل الملايين من يهود العالم اليها بشتى الطرق, وحشدهم في التجمعات الاستيطانية وتشجيعهم على العيش فيها بتوفير كل ما يحتاجونه حتى المستلزمات المعيشية الثانوية. وبشكل شبه مجاني.
ومنذ أكثر من ثمانية وثلاثين عاماً والحقوق الفلسطينية تهدر بشكل يومي, اذ مرّت العملية السياسية بعدة مراحل, والأراضي الفلسطينية بعدة مواجهات بدءً بحرب السبعة وستين (الأيام الستة) واحتلال الضفة والقطاع. فقد صدر بعيد الحرب قرار مجلس الأمن الدولي 242 في تشرين الثاني 67 والذي يدعو اسرائيل الى الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها ذلك العام وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) في السابع من نوفمبر عام 87 والتي قادتها منظمة التحرير آنذاك, وانتهت بتوقيع اتفاقية أوسلو بين اسرائيل والمنظمة عام 1993.
أما بالنسبة لـ "فك الارتباط" اليوم, فهو مصطلح أطلق أصلاً على ما عرف آنذاك (باعادة تعريف للوضع القانوني للضفة الغربية بالنسبة للأردن). عند قيام الحكومة الأردنية باتخاذ سلسلة من الاجراءات بتوجيهات من الملك الأردني الراحل حسين بن طلال والتي لم تعد الضفة الغربية من خلالها جزء من الأردن.
وأما "فك الارتباط" الاسرائيلي اليوم, فهو بداية لاسترداد بعض الحقوق الفلسطينية منذ قيام الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود في غزة ومناطق معينة في الضفة الغربية عام 1994, وانتخاب ياسر عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية عام 1996.
فقد عملت اسرائيل على توسيع أكبر التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000, اذ اندلعت ردة فعل شعبية كبيرة على قيام أريئيل شارون بدخول باحات المسجد الأقصى المبارك, بالاضافة الى استشهاد 12 فلسطينياً من عرب ال 48 عند تضامنهم مع أهلهم في الضفة والقطاع بالاحتجاج على دخول شارون الأقصى.
وتعود اسرائيل اليوم عن قرارها حشد المستوطنين في القطاع بعد 38 عاماً من الوجود الذي تخلله القتل والتدمير ونهب الأراضي والمياه والسيطرة على الحدود والمعابر, وتبدأ قوافل المستوطنين بالمغادرة الطوعية والاجبارية منها لمنازلهم في أراضي القطاع المحتلة نائحين وحاقدين بعد أن استقدموا من مختلف بقاع العالم ليعيشوا فيها, ليتمركزوا في مستوطنات كبرى في الضفة الغربية واسرائيل.
المصطلح الاسرائيلي "فك الارتباط", هو ذاته الانسحاب من قطاع غزة بقوة المقاومة كما يعتبره الفلسطينيون يبدأ اليوم بقرار شارون وحكومته, وفي ظل جو من التخبط والذهول وسط حزب الليكود الذي يكاد لا يصدق اقدام حكومته على مثل هذه الأفعال غير المبررة في نظرهم. و يتوقع محللون اسرائيليون أن يسقط شارون عن حكمه بعد انتهاء تنفيذ المخطط.
أما بالنسبة لقيام دولة فلسطينية مستقلة, فالرئيس الفلسطيني أبو مازن اعتبر الانسحاب هو بداية للدولة, من غزة لجنين والقدس, والحماس في الشارع الفلسطيني يكاد يلهب العالم في أول يوم أيام الجلاء عن أراضي فلسطينية احتلتها اسرائيل في القطاع. لكن التساؤل الأبرز, من يضمن عدم العودة وقيام دولة فلسطينية مستقلة؟ ومن يؤكد ان هذا الانسحاب هو جزء من العملية السلمية السياسية؟