وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شهد معاناة قبل الولادة.. وإصرار البقاء

نشر بتاريخ: 12/05/2013 ( آخر تحديث: 12/05/2013 الساعة: 17:51 )
غزة- معا - لم تكن تعرف أم خالد حيدر (36 عاما) أنها ستواجه في حياتها موقفا من بين مواقف متعددة سيجعلها أمام اتخاذ قرار حياة أو موت عندما أخبرها الأطباء وهي حامل في الشهور الأولى بابنتها شهد (10 سنوات) بأن الجنين عبارة عن كتلة لحمية خالية من العظم وأنه لا أمل في إمكانية أن يبقى على قيد الحياة ويتمتع بحياة طبيعية.

أم خالد تسرد لـ معا قصتها مع ابنتها شهد فتقول "عندما علمت أنا وزوجي بأن الجنين سيولد مشوه خلقيا قمنا باستصدار فتوى شرعية بإجهاضه ولكن كان هناك صوت بداخلي يمنعني من القيام بذلك على الرغم من إجماع الأطباء أنه لا أمل بان يبقي الجنين على قيد الحياة".

وترجع أم خالد بنا لذكرياتها الصعبة في تلك الفترة قائلة "على الرغم من إصراري بأن يبقي الجنين وتحملي لكل الآلام والأوجاع حتى يأتي الطفل إلى هذه الحياة وبعدها تركت كل شئ لأمر الله ورضيت بقضاء الله وقدره وعندما جاءت ساعة الولادة حيث رزقني الله بإبنتي شهد التي استعدّينا أنا ووالدها لوفاتها في أية لحظة وقمنا بشراء كفنها لاستحالة بقائها على قيد الحياة كما قال لنا الأطباء".

|218361|

وتضيف أم خالد "بعد أن مرت عدة ساعات على ولادة شهد فوجئت بأحد الأطباء يأتي ليقول لي أن ابنتي سليمة كأي مولود طبيعي فهنا كانت الفرحة والدهشة فشكرت الله وحمدته لإصراري على عدم إجهاض الجنين".

الزوج محمد حيدر (40 عاما) والذي يعمل استاذا لمادة اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين يقول "بدأت معاناة شهد عندما اكتشفنا أنها تعاني من وجود الماء البيضاء في عدسة عينها بالإضافة إلي فقدانها للرؤية بعينها الاخرى عندها قمنا بإجراء عملية سحب الماء البيضاء عندما كانت تبلغ من العمر 3 أشهر ولكن شاء الله أن تبصر شهد بربع عين فقط بنسبة نظر 6/24".

ويوضح حيدر أن شهد حازت على الاهتمام الاكبر من بين اخوتها نظرا لوضعها فقضت طفولتها بأنها لم تتمتع كبقية الاطفال في حرية اللعب فكنا دائما حريصين عليها فإذا أرادت أن تلعب مع صديقاتها كنا ندعوهن إلى البيت كي تلعب معهن ولا تشعر بأنها محرومة من حقها وبعد أن بلغت الخمس سنوات سجلناها في مركز النور للمكفوفين بصريا لتقوم بالدراسة فيه والتفوق في مستوى تحصيلها ودراستها العلمية.

ويتابع أثبتت شهد جدارتها في مستواها الدراسي في المركز والذي وصلت به إلى مستوى الصف الرابع الأمر الذي شجع إحدى مدارس الوكالة بأن تنتسب شهد إليها وتحظى باهتمام من المدرسين والمدرسات وإدارة المدرسة والتي استطاعت ايضا أن تحقق نجاحا أخر بامتياز بعد انتسابها إليها.

|218359|

ويضيف حيدر أن المدرسة بالتعاون مع مركز النور للمكفوفين بصريا قاموا بتوفير مقعد مدرسي متحرك وكتب مدرسية حجم الورقة فيها A3 بالإضافة إلى عدسة مكبرة حتى تستطيع تكبير الخطوط وتمكنها من القراءة بشكل مريح.

والدة شهد تصف لنا وضع ابنتها في البيت فتقول إن شهد تقوم بمساعدتي بإعداد الطعام والاعمال المنزلية فعلى الرغم من إعاقتها إلا أنها تصمم على أن تعيش حياتها كبقية أخوتها.

الطفلة شهد ختمت اللقاء بكلماتها البسيطة لتتحدث عن أمنياتها وأحلامها المستقبلية وهواياتها فتقول لنا "هوايتي الرسم وأحلم بأن أكون دكتورة أطفال متميزة حتى أستطيع أن أعالجهم وأرسم البسمة على شفاههم".

|218358|