وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الوزير محمد دحلان : نريد انسحابا وليس اطلاق نار

نشر بتاريخ: 18/08/2005 ( آخر تحديث: 18/08/2005 الساعة: 20:50 )
ترجمة -معا- دخل محمد دحلان الى مكتبه ورفع سماعة الهاتف قبل ان ينفجر بركان الغضب في داخله بعد تلقيه نبأ الجريمة الارهابية في مستوطنة شيلو .

دحلان تلقى النبأ اثناء لقاءه مع ابو مازن حيث شعر الاثنان بالاحباط والغضب ليس فقط على مقتل الفلسطينيين الثلاث بل خشية من رد فعل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غزة التي تعج شوارعها بالمستوطنين والجنود الامر الذي يعني تعقيد الامور وعرقلة الانسحاب الاسرائيلي .

دحلان خاطب رجاله في الميدان عبر الهاتف قائلا " نريد انسحاب اسرائيلي وليس اطلاق نار وطلب منهم بإسم ابو مازن منع تدهور الوضع بأي ثمن كان ".

قبل ليلتين وفي تمام الساعة الثالثة صباحا انتشر الالاف من رجال الامن الفلسطينيين في محيط المستوطنات واستطعنا القول ان ابو مازن قد وفى اخيرا بوعده، ولكن وزير الشؤون المدنية محمد دحلان لم يكتفي بذلك وارسل اكثر من 20الف متطوع بلباس مدني لمساعدة قوات الامن الفلسطينية ومراقبة المسلحين والسيطرة على انفعالهم ، وعند تلقيه نباء شيلو طلب من مساعديه الاتصال بكافة المجموعات المسلحة مهما بلغ حجمها وابلاغهم طلبه وابو مازن عدم فتح النار او الرد على الجريمة بشكل عنيف .

الدحلان استدعى على عجل اللجنة المشتركة المكونة من قيادة السلطة وقادة المجموعات المسلحة واخبرهم ان وزير الدفاع الاسرائيلي قد ابلغه ان المجرم اليهودي مجنون وسوف يقدم للمحاكمة .

انهى الدحلان سلسلة الاتصالات الهاتفية والتفت اليّ حيث صب جام غضبه وقال " جريمة القتل نتيجة التحريض من قبل رجال اليمين والوزراء عندكم "ويبدو ان الوزير دحلان قصد بحديثة نتنياهو وافي ايتان ، واردف قائلا "رغم الجريمة النكراء لن نسمح لاحد ان يعرقل الانسحاب لانه نافذة فرص حقيقية يجب عدم اغلاقها ويجب ان نسير على طريق الحل السلمي الذي يلوح في افق الانسحاب واتمنى ان يكون شارون وحكومته بنفس الفهم الفلسطيني للقضية ".

ويبدو ان دحلان يخشى هذه المرة حقيقةً ان تدمر جريمة القتل في شيلو عملية الانسحاب في حين استمرت الفصائل الفلسطينية المختلفة في تنظيم الاحتفالات وليس ادلّ على ذلك من الاستعراض البحري الذي نظمته حركة الجهاد الاسلامي على شواطئ غزة .
السلطة الفلسطينية لا تجد حرجاً في تنظيم الفصائل للاحتفالات والاستعراضات العسكرية وتنظر اليها كطريقة جيدة لتفريغ الغضب والانفعال وما يهمها هو عدم اطلاق النار ويبدو انها نجحت في ذلك حتى مساء امس .
يديعوت احرونوت - روني بن يشاي