وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القمة العربية القادمة في تل ابيب

نشر بتاريخ: 29/08/2013 ( آخر تحديث: 01/09/2013 الساعة: 12:05 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين كان عرفات محاصرا في المقاطعة برام الله؛ اجتمع القادة والزعماء العرب في بيروت ورفضت اسرائيل السماح له بحضور القمة العربية هناك. بل ورفض الزعماء العرب السماح له بإلقاء كلمته عبر التلفزيون بدعوى ان "البرتوكول" لا يسمح بذلك. وانه لا يوجد سابقة.

وزير الداخلية الفلسطيني حينها كان طيب الذكر هاني الحسن قال للصحافة: إن امريكا قررت تغيير الوطن العربي وانها ستقلبه رأسا على عقب. وقال حرفيا "ان جبالا ستختفي وأودية سترتفع ودول ستتحطم ودول اخرى منخفضة الشأن ستصبح مقررة وان مهمة العرفاتيين ابقاء القدس على رأس عناوين السياسة الدولية".

وكان ما قال الحسن. ودخلت جيوش الغرب الى بغداد الرشيد وشنق صدام حسين، وطحنت الحرب غزة ولبنان، وانقسمت السودان الى نصفين، ودخل الجيش الاثيوبي "جيش ابرهة الحبشي" الى مقديشو، ودخل الجيش الفرنسي "الفرنجة" الى مالي، وضرب الجيش السعودي صعدة، وطار زين العابدين وعلي عبد الله صالح، وطار أمير قطر، وغرقت سوريا في دمها، ومات القذافي على اليوتيوب، ونزل الطوارق عن سفح الجبل، وأطلق البرابرة صيحة المجد على اطراف الصحراء الكبرى. وجاعت ممالك، وزحفت جيوش على بطنها، وخرج الاخوان من السجون وتربعوا فوق العروش ثم حشروا في النعوش وصار الفيسبوك أهم من مكتبات بغداد وتويتر أهم من معجم المنجد.

جيوش ما وراء البحار تقف الان في قبرص لضرب الامويين بعدما هام العباسيون في اصقاع الارض يبحثون عن كهف وكسرة خبز؛ وترى التاريخ يكتب من جديد والسلاجقة " الاتراك" لم يجروا جيشهم هذه المرة لمناصرة المماليك؛ وكسرى يصنع من شعر بنات فارس مشنقة حرير للاعداء ويرمي عباءته على البصرى.

ما بعد سوريا سيأتي دور السعودية؛ ومن أطعم الامويين والعباسيين بطرف الملعقة سيطعم الوهابيين بمغرفة القدر. ولو اعاد المهندسون العرب قراءة ما يجري لادركوا ان امريكا حطمت الجيوش العربية الاربعة؛ والممالك الخمس؛ والتحالفات الست؛ والقصور السبع. ولم يبق امامها الان سوى قريش التي لن تجد جيوشا تؤازرها ولا ممالك تساندها ولا تحالفات تحميها ولا قصور تعصمها.

وليدرك العرب بعد 60 عاما من الانتظار انه حين ضاعت القدس ضاعت قصورهم. ولم يبق على امريكا سوى ان تدعو لعقد القمة العربية القادمة في تل ابيب. أم أن هناك زعيما عربيا يجرؤ بعد اليوم ان يقول لا؟