وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدوة: إسرائيل تصور خطتها احادية الجانب في غزة على انها تنازل مؤلم لا يمكن تكراره

نشر بتاريخ: 20/08/2005 ( آخر تحديث: 20/08/2005 الساعة: 17:56 )
غزة- معاً - نبه وزير الشئون الخارجية الدكتور ناصر القدوة إلى أن إسرائيل تحاول تصوير خطتها لفك الارتباط أحادية الجانب تنازلاً مؤلماً لا يمكن تكراره، وقال "إن حكومة إسرائيل تحاول تصوير الخروج من قطاع غزة وأربع مستوطنات شمال الضفة الغربية إنجازاً هائلاً وتنازلاً مؤلماً ومكلفاً يصعب تكراره في الضفة الغربية ".

وتوقع الدكتور القدوة أن تحاول إسرائيل خلق حالة تفاوض طويلة الأمد حول القضايا العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحاليا حول المعابر والتنقل بين الضفة وغزة للبضائع والأفراد.

وأضاف:" أن إسرائيل تتوقع أن يحدث فشل فلسطيني بعد خروجها من قطاع غزة في إدارته لكي يكون ذريعة لتصوير الشعب الفلسطيني وكأنه لا يستحق نيل حقوقه - رغم أن ذلك حق طبيعي - برحيل الاحتلال وقيام دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مؤكداً أن السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني سيعملون على نجاح تجربة تحرير غزة لتكون نموذجا يفتح الطريق للعودة للعملية السياسية وخريطة الطريق ومقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية فى تكريس الاستيطان بالضفة، لافتاً إلى أن بقاء سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المعابر والحدود والجو والبحر لن ينهى احتلال قطاع غزة وسيحوله إلى سجن، مشيراً إلى أن الخروج من غزة وإخلاء المستوطنات يعد هزيمة للمشروع الاستيطانى الاسرائيلى، ومؤكداً ان هذا الإخلاء الأحادي ينهى الجانب المتعلق باستعمار الأرض ولا ينهى الوضع القانونى لإسرائيل باعتبارها قوة احتلال فى قطاع غزة، مستشهداً بما ينص عليه القانون الدولي الذي يفسر حالة انهاء الاحتلال بأنها لا تتم باعلان السلطة المحتلة عدم السيطرة الفعالة على الأراضى إذا كانت لهذه السلطة القدرة على ممارسة هذه السيطرة، كما لا يعف إسرائيل من التزامات مترتبة على ذلك تجاه الأرض والسكان بما لا يخل بالحقوق الفلسطينية خصوصا الحق فى تقرير المصير و إقامة دولة مستقلة ذات سيادة فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومؤكداً أن اقتراح الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة الوارد فى خطة خريطة الطريق الذى ورد كخيار هو مرفوض فلسطينيا وبشكل قاطع والمطلوب هو استئناف مفاوضات الوضع النهائى وتنفيذ خطة "خريطة الطريق".

وبالنسبة للتحديات التى تواجه السلطة والشعب الفلسطينى بعد خروج الاحتلال والمستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وسبل مواجهتها لكى لا تكون غزة أولا وأخيرا كما يعلن ارئيل شارون، توقع الوزير أن يتم التركيز دوليا على قطاع غزة بعد التحرير لإعادة إعماره وبنائه الأمر الذي يتطلب استعدادا فلسطينياً كبيراً ودعماً عربياً ودولياً.

ورداً على سؤال حول هدف إعادة هيكلة وزارة الشئون الخارجية وتنظيم العمل الدبلوماسى فى هذه المرحلة أوضح القدوة ان الهدف هو تفعيل عمل السلك الدبلوماسى واعادة هيكلية الوزارة للتعامل مع الوضع السياسى الجديد الذى سينشأ بعد الانسحاب من غزة لاسيما وان الدعم الدولى سيكون مركزا على غزة كمنطقة محررة وهو ما يتطلب خطابا سياسيا ودبلوماسيا للتعامل مع مقتضيات هذه المرحلة، مشيرا الى أن الوزارة تنفذ برنامجا لإعادة الهيكلة والتنظيم وفق أسس سليمة تساعد على أداء الوزارة لمهامها وتفعيل العمل الدبلوماسى الفلسطينى الذى سينشط مستقبلاً، منوهاً إلى أن المردود السياسى هو المعيار المتحكم والأساس فى إعادة هيكلة الوزارة حيث يقوم المجلس التشريعى بمناقشة قانون موحد يحكم العمل الدبلوماسى.