وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكومبرادور

نشر بتاريخ: 20/01/2014 ( آخر تحديث: 24/01/2014 الساعة: 15:28 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين تنعقد المؤتمرات الدولية في دول العالم الثالث يستتب الامن وتسير الامور على أكمل وجه ، اما حين تنعقد في عواصم اوروبا ، فان الفوضويين ( وهم ائتلاف جماعة اليسار مع الوجودية مع الراديكالية العبثية ) لا يفوّتوا الفرصة دون الاشتباك مع الشرطة والتظاهر ضد البرجوازية العفنة والرأسمالية الجشعة .. وبالفعل اشتبك متظاهرون معارضون للمنتدى الاقتصادى العالمى المنعقد فى دافوس للبحث في الصحة والتكنولوجيا ، مع الشرطة السويسرية فى جنيف واستخدم المحتجون الزجاجات والالعاب النارية فى رشق الشرطة، التى استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع مياه لتفريق المتظاهرين.وبالفعل اعتقلت الشرطة هناك 60 متظاهرا خلال قيام نحو مائة شخص بالتظاهر ضد المنتدى والقاء الاحذية وكرات الثلج باتجاه مركز الاجتماع .
ومع انطلاق أعمال المنتدى الإقتصادي العالمي في دورته الرابعة والأربعين في مدينة دافوس السويسرية،بمشاركة 2500 رجل اعمال وخبير اقتصادي ومسؤول حكومي من حوالي مئة بلد بينهم حوالي 40 رئيس دولة وحكومة مثل جون كيري والرئيس الايراني ونائب رئيس الوزراء محمد مصطفى ومن اسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس .ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ونظيره الياباني شينزو أبي، والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف. وحاكم بنك انكلترا (المركزي البريطاني) مارك كارني، ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

الاغنياء لا يكلّون ولا يملّون في البحث عن اي طريقة لزيادة ارباحهم وتراكم ثرواتهم فيما الفقراء ، لا سيما فقراء العالم العربي لا يستخدمون طاقاتهم الفكرية في ادارة الازمة لصالحهم ، بل انه وفي ظل غياب احزاب حقيقية تمثل قطاعات الجماهير ، واقتصار العمل السياسي على احزاب النخبة التي لم تعد تمثل قطاعات الجماعير الاقتصادية الفقيرة بل انها تحالفت تلقائيا مع السلطات في تقسيم غنائم المرحلة ، وهو ما جعل النقابات هي التي تقود نضالات العمال والفقراء ، ولكن غالبية النقابات غير مؤهلة لقيادة عمل سياسي منظم وترمي بكل ثقلها في اسلوب الاضراب السلبي الذي يستفز الجماهير اكثر مما يلبي حاجة الفقراء . فهو في النهاية يخدم شريحة الموظفين ولا يخدم الفقراء والعاطلين عن العمل .

غالبية فقراء العالم العربي في معظمهم يعانون من نقص اماكن العمل وعدم وجود وظيفة ، وهم ليسوا ايتاما او معاقين او مشلولين ، بل انهم في غالبيتهم عاطلين عن العمل ... ولو كانت الاحزاب والنقابات العربية والفلسطينية تطرح هذه المشكلة للحل لكان لنا وجود في مؤتمرات دولية مثل دافوس .. الا ان وجودنا هناك لا يمثله سوى الاغنياء ورجال الاعمال الذين اكتفوا بعدد معين من العمال لتشغيلهم والقطاع الخاص في فلسطين لا يزال في طور الكمبرادور وليس في طور الرأسمالية او حتى البرجوازية الصناعية .
ليس لدينا برجوازية ولا رأسمالية في القطاع الخاص الفلسطيني ، بل هم مجرد كومبرادور يعيش على الكوميشن الدولي . والتحدي الحقيقي لخبراء الاقتصاد في فلسطين هو كيف نجد اماكن عمل للعاطلين وليس كيف نشرح لهم لماذا هم عاطلين عن العمل .