وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير اسرائيلي: دحلان ورجوب يتنافسان على الرئاسة والبرغوثي الاقوى حظا

نشر بتاريخ: 07/02/2014 ( آخر تحديث: 07/02/2014 الساعة: 16:30 )
القدس - معا - تحت عنوان "الملياردير من غزة يضرب ثانية"، كتب المحقق الصحافي الاسرائيلي آفي زخاروف في موقع واللاه العبري تقريرا يقول فيه الجميع يتهرب من الحديث عن الموضوع الهام الذي يحدث في المناطق الفلسطينية، وهو البحث عن بديل لابو مازن حيث ان المرشح الاقوى هو الاسير رقم واحد يقابله رئيس اتحاد كرة القدم، ويضاف اليهما محمد دحلان من وجهة نظره.

ويقول زخاروف ان قادة فتح ومنظمة التحرير لا يتحدثون علانية عن هذا الامر، لانه امر من المحرمات طالما ان الرئيس محمود عباس وهو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باق في منصبه من دون نائب له.

ولكن - يقول الصحافي الاسرائيلي - ان عددا من قادة فتح يومئون ويتهامسون انهم هم الورثة في هذا المنصب لخلافة عباس الذي اصبح كبيرا في السن حيث سيتم في الشهر القادم 79 عاما من عمره وهو مدخن بشكل جيد ويعاني عدة مشاكل صحية.. ولكن الامر لا يتعلق بالصحة وانما بتهديداته اكثر من مرة لترك منصبه اذا لم تقم دولة فلسطينية. ولكنه لم يكرر تهديده هذا منذ فترة رغم تعثر المفاوضات.

هل يقود من داخل السجن؟ ترون الامر مضحكا؟ لكن فتح لا تضحك وتتحدث بكل جدية.
ان تعثر العملية السياسية لا يمنع قائمة من المسؤولين ان يجهزوا انفسهم استعدادا لهذا المنصب ولكن نسبة تأييد الجمهور لهم منخفضة ولا يستطيعون التغلب على المنافسين الاخرين. باستثناء مروان البرغوثي "الاسير رقم واحد" والذي يحظى يتأييد جارف. وذلك يفسر قيام عدد من قادة فتح مؤخرا باعلان تصريحات نارية ضد الاحتلال واظهار انفسهم "مقاتلين" وانهم "وطنيون" أملا في تحسين صورتهم امام الجمهور ورفع نسبة تأييد الجمهور لهم، وكثير من المحللين الفلسطينيين قالوا لنا ان تصريحات هؤلاء القادة مؤخرا جاءت فقط لتحسين صورتهم ورفع شعبيتهم املا في الميراث المنتظر. ويمكنكم انتظار المزيد من التصريحات المتطرفة التي ستجعل منهم اشد تطرفا من قادة حماس.

والاسبوع المنصرم اقيم في غزة عرس جماعي، وخلال العرس رفعت صورة عباس وياسر عرفات بل ان الرئيس عباس القى كلمة مباركة ولكن وراء الاكمة كان يتهامس الجميع ان هذين العرسين الجماعيين في اريحا وغزة يقف وراءهما محمد دحلان وهو "امير فتح" والذي يمكث في الامارات وهو الوحيد الذي يجاهر بانتقاد عباس ويطالب بتغييره وقد تحوّل الى مطرود وغير مرغوب فيه في المناطق الفلسطينية لانه انتقد ابناء الرئيس طارق وياسر.
ويصف الكاتب محمد دحلان بالملياردير وامير فتح الذي يرغب ان يكون رئيسا.

وبالمقابل اتهمت الرئاسة دحلان انه انقلابي وتولوا امر اجباره على مغادرة البلاد ومنذ ذلك الحين يستغل دحلان وجوده في المهجر لانتقاد عباس علانية. بل والتجهيز لعودته الى هنا ليرث السلطة.

دحلان صغير في العمر 53 عاما فقط ومن مواليد مخيم خانيونس، ولكنه اليوم يصنف من الاغنياء جدا بل يمكن القول انه ملياردير وقد استفاد من علاقته بالعائلة الحاكمة في الامارات. وبذلك جهز الاموال اللازمة لاقامة العرس الجماعي فاكتشف عباس الامر وسارع لتبني العرس الجماعي واعطى كل عريس 4000 دولار وهذه صورة عن الصراع المحتدم بينهما على الارض.

جماعة الرئاسة لم يكتفوا بطرد ابو فادي مدير الامن الوقائي السابق في غزة وانما طاردوا جماعته بينهم سمير مشهراوي ورشيد ابو شباك ( جرى الحكم عليه امام محكمة فلسطينية بتهمة الفساد ) فتركا البلاد وحتى جماعة دحلان ومنهم قادة اجهزة جرى طردهم من وظائفهم او من حركة فتح.

ومن بين المطاردات احد مقربي دحلان وهو سفيان ابو زايدة من قيادات فتح ووزير سابق واتضح له ان مجهولين رشقوا سيارته بوابل من الرصاص وابو زيادة حمّل الرئيس المسؤولية.

ورغم المحاولات العديدة للصلح بين الرئيس ودحلان باءت بالفشل، لكن مؤخرا كان هناك لقاء جمع عزام الاحمد ومسؤول المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مع مشهراوي وقد وافق عباس بعدها على اعادة جماعة دحلان الى فتح والى مواقعهم ولكنه رفض عودة دحلان شخصيا حيث ان دحلان الملياردير تحول الى فاعل دائم من الامارات للحفر تحت عباس واضعاف سلطته. وان معظم مؤيديه الان في نابلس وجنين لا سيما المخيمات وانه يصرف ملايين الدولارات التي يحصل عليها من الامارات على مخيمات لبنان وللتأثير على القوى في سوريا.

ولكن دحلان لا يحرج حاكم الامارات فهو جاء الى مصر والتقى الرجل الاقوى هناك الجنرال السيسي والتقى برئيس المخابرات المصري احمد فريد تهامي والتقى بقائد الاقباط في مصر والتقى بوزير خارجية امريكا جون كيري، وبالتأكيد هؤلاء لم يلتقوا دحلان لانه رجل اعمال ناجح وانما لانه صاحب طموح ان يكون الرئيس القادم.وان المصريين يريدون عودة دحلان على الارض والتأثير على غزة من اجل اسقاط حماس لذلك يضغط المصريون الان على عباس لقبول مصالحة دحلان.

ان طريق دحلان والرجوب تفرقتا في العام 2002، ولكن عودة دحلان للبلاد وربما عودته للرئاسة لن تكون سهلة رغم ما يملكه من مال، وذلك ليس بسبب عباس وانما بسبب معاناته من انخفاض شعبيته في صفوف فتح فالجمهور الفلسطيني لم ينس له ازمات الفساد في غزة حين كان مسؤول الامن الوقائي لاتصاله الامني مع اسرائيل بل انه لا يذكر في نتائج استطلاعات الرأي القائمة والتي تحمل قوائم المرشحين للرئاسة من قادة فتح وبالاساس ان هناك معارضة شديدة من جانب اللجنة المركزية لحركة فتح ضده.

واحد اكبر خصوم دحلان هو عضو المركزية ونائب امين سر فتح جبريل الرجوب " ابو رامي " 62 عاما من بلدة دورا جنوب الخليل وكان في السابق صديق محمد دحلان المقرب وامضى في سجون اسرائيل 17 عاما ومثل دحلان ذهب الى تونس وتقرب من عرفات وعاد للضفة وتم تعيينه مسؤول الامن الوقائي اي انه نظير دحلان. وكانا متفقان ومتوافقان "معا" على الاقل حتى اجتياح الضفة عام 2002 حين اجتاح الجيش الاسرائيلي مقر جبريل الرجوب في بيتونيا وخرج دحلان على وسائل الاعلام وغمز ان الرجوب قام بتسليم نشطاء حماس للاسرائيليين.

وحتى اليوم يتذكر رجوب السكين الذي غرسه دحلان في ظهره، ورد عليه ان دحلان هو من سلم معلومات عن مروان البرغوثي للاسرائيليين والذي كان مطلوب رقم واحد للامن الاسرائيلي حينها والذي كان يختبئ في احد مقرات الرجوب في رام الله ولكن قبل ساعات من اعتقاله نقل دحلان برغوثي من مقر جبريل الرجوب بحجة انه يريد تخبئته جيدا.

ومنذ 12 سنة والاثنان يتهمان بعضهما بالاسوأ، وترك الرجوب الامن واستثمر كل وقته في الرياضة واتحاد كرة القدم والاولومبيات، وهو يدير باسم عباس اتصالات مع حماس للمصالحة وارسله الرئيس الى طهران لتولي العلاقة الحساسة مع ايران وفي اخر سنوات اثقل الرجوب العيار في تصريحاته ضد اسرائيل وهاجم اسرائيل في كل المناسبات ما جعله من الشخصيات القوية في فتح ولكن ورغم ذلك من المشكوك فيه ان الرجوب يمكن ان يكون رئيسا او وريثا لعباس فهو يعاني من مشاكل شبيهة بمشاكل دحلان وان اللجنة المركزية لحركة فتح لن تقبله كمرشح للخلافة كما ان الجمهور الفلسطيني لم ينس لاتصاله الامني مع اسرائيل.

الجمهور الفلسطيني يبحث عن سيسي
ولا بد من تكرار بعض الكلمات التي ذكرناها سابقا وكيف ان مروان البرغوثي هو المرشح الاقوى لخلافة عباس، وهو اعتقل في العام 2002 وحكم لستة مؤبدات ولا يتوقع خروجه من السجن قريبا ولكنه لو رشح نفسه للرئاسة سيفوز حتى من داخل زنزانته.

وهذا الاسبوع نشرت نتائج استطلاع في رام الله - نشر منها كثيرا في السنوات الاخيرة - تشير الى ان البرغوثي سيكتسح على جميع مرشحي فتح وحماس، مروان وهو 55 عاما ولد في قرية صغيرة تدعى كوبر شمال رام الله وهو لا يحظى بشعبية في اوساط اللجنة المركزية لحركة فتح ولكن الجمهور في قطاع غزة والضفة الغربية يحبونه. وحتى لو ان اعضاء اللجنة المركزية لفتح اختاروا مرشحا اخر غيره فان هذا لن يؤثر على فرصته في الفوز . وكما قال هذا الاسبوع ناصر اللحام رئيس تحرير معا وهي احدى وكالات الانباء المهمة: في حال ان اعضاء اللجنة المركزية لم يؤيدوا ترشيح مروان البرغوثي فان هذا سيكون ممتاز بالنسبة لترشيحه، ومثال على ذلك ان المركزية رفضت ترشيح غسان الشكعة في بلدية نابلس فرشح نفسه من دون قائمة وفاز باكتساح. وهذا ما سيحدث مع مروان لو رشح نفسه ورفضت اللجنة المركزية لفتح ترشيحه.

ويبدو ان اللحام مقتنع بأن الوريث القادم هو مروان البرغوثي، ويقول انه جيد لو ان عدد منافسي مروان كانوا اكثر وجربوا حظهم فهذا افضل لمروان. واضاف اللحام :انسى ذلك لن يفوز اي مرشح على مروان لان الجمهور الفلسطيني لن يعطي اي مرشح من فتح ما سيعطيه لمروان، سواء كان المنافسون من القيادات القديمة او الجديدة . ومن وجهة نظر اللحام فان مروان البرغوثي هو سيسي فلسطين ( على اسم عبد الفتاح السيسي في مصر ) .وان الجمهور الفلسطيني سيفضّل اسير رئيس على رئيس اسير.

وفي الفقرة الاخيرة من تقرير زخاروف: في المؤتمر السابع لحركة فتح سيفوز المرشح الذي يريده عباس ان يفوز. وسيكون وريث على الورق فقط وان معركة الميراث قد بدات. بل ان محمد اشتية عضو اللجنة المركزية قال : ان حركة فتح ستتحول الى حركة مقاومة في اشارة الى ضرورة عودة مقاومة اسرائيل.

اما عضو المركزية توفيق الطيراوي فقال : ان حركة فتح قادرة في كل لحظة للعودة الى الكفاح المسلح. فيما يتحدث صائب عريقات عن خطوات احادية الجانب في الامم المتحدة، وبالمناسبة فان صائب عريقات قد يكون مرشح التوافق بين اقطاب اللجنة المركزية .. ويختم الصحافي الاسرائيلي تقريره بالقول: " لا احد من قادة فتح يتحدث عن السلام، بل ان لا احد يتحدث عن الهدوء".