![]() |
حديث الدوري -- كأنك يا أبو زيد ما غزيت ..!! بقلم / ناصر العباسي
نشر بتاريخ: 13/06/2007 ( آخر تحديث: 13/06/2007 الساعة: 16:47 )
بيت لحم - معا - لم تطأ قدماي أرض بلدة الخضر في السنوات العشر الماضية سوى مرتين ، ولا ابالغ اذا قلت ان زيارتي لهذه البلدة وصلت الى عشر مرات في الشهرين الماضيين، والسبب: هو تشييد صرح رياضي شامخ سعدنا كثيرا بافتتاحه في البلدة التي اشتهرت ببوابتها العملاقة من الجنوب، وعرفت بكروم العنب الابيض والاسود او الاحمر اذا اردت، ويحيطها جدار الفصل العنصري والذي لا يبعد الا عدة امتار عن هذا الصرح الذي اتحدث عنه وهو استاد الخضر الرياضي، كل هذا لمتابعة فصول عديدة مع الساحة المستديرة على ارض خضراء حتى انني كتبت في مقالة سابق متفائلا بعنوان"اخضرت الخضر".
بالأمس القريب تشرفت بحضور نهائي بطولة الربيع الاولى والتي نظمها نادي الخضر الرياضي بالتعاون مع بلدية البلدية وبمشاركة نخبة من فرق الدرجة الممتازة بالمحافظات الثلاث القدس وبيت لحم والخليل, وتابعتها جماهير غفيرة متعطشة لتلك اللقاءات، وكنت امني النفس بمشاهدة لقاء من العيار الثقيل في ديربي تلحمي سيجمع الشقيقين وادي النيص ونادي الخضر الرياضي. ولأنني عقدت العزم ان تكون تلك الليلة ممتعة مع الساحة المستديرة لمعرفتي التامة بأن المباراة الختامية سيتبعها مباراة اخرى، ولكن من نوع اخر امام الشاشة الصغيرة هناك في بلاد الاندلس في صراع «الليغا» بين الريال والبرشا لخطف اللقب لكن سرعان ما تحولت هذه المتعة الى كابوس وحدث ما كنا نخشاه بل واصاب كل من تابع اللقاء الختامي احباط ما بعده احباط. حقيقة اصيبت البطولة الربيعية في مقتل بعد ان وصلت لمحطتها الاخيرة، ولم يتبق على اسدال الستار عنها سوى دقائق معدودة وهذا ما حدث ايضا في بطولة المرحوم فيصل الحسيني بين الاشقاء في نادي الموظفين ونادي العيسوية في الدور قبل النهائي والتفنن بالاعتداء على حكم اللقاء، واتمنى ان يكون لقاء الليلة بين الشقيقين سلوان والهلال مثالا للروح الرياضية والعطاء من فريقين عريقين ليكون افضل وسيلة للرد على المتهورين لا سيما وان البطولة تحمل اسم مرحوم كبير. وللعودة الى البطولة الربيعية فان المجهود الكبير الذي بذل من المنظمين ذهب ادراج الرياح ليتحدث المأثور الشعبي "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت" ان الحقيقة مرة وقد لا تعجب احداً لكنها تظل الأمانة التي لا يمكن التخلي عنها فالجماهير واقصد هنا بعض الدخلاء والطائشين والخارجين عن القيم والاخلاق والعادات افسدت حلاوة اللقاء الذي بدأ رائعا بثلاثية جميلة في شباك الفريق المستضيف ولان الفوز او تسجيل الاهداف محظور على البعض قوبل ذلك بوابل من الزجاجات الفارغة وبالمفرقعات النارية التي تعمل على انهاك ارضية الملعب الخضراء وحدث ولا حرج عن الهتافات اللاأخلاقية على حكم المباراة واللاعبين كل ذلك على مسامع الحضور والضيوف وحتى على مسامع النساء اللواتي حضرن هذا اللقاء. لقد كانت النهاية حزينة بل مشاهد مخزية بين كر وفر داخل المستطيل الاخضر، وكأن شعبنا بات لا يهوى ان ترتسم البسمة على شفاهه رغم هذه الضغوطات والتي تحيط بنا من مختلف الاتجاهات. لا اريد ان اخوض بالتفاصيل لكن لا بد من القول ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع من سلوكيات جماهير الاندية وتذبذب اداء قضاة الملاعب والتمرد غير المبرر من بعض لاعبي كرة القدم ولا بد من التطرق الى القرارات الخجولة من المنظمين والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق اتحاد الكرة بأن يضرب بيد من حديد كل من يسيىء لهذه اللعبة وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب. |