وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بالصور- بعض جمال فلسطين في "الهاشمة"

نشر بتاريخ: 28/03/2014 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 00:07 )
بالصور- بعض جمال فلسطين في "الهاشمة"
بيت لحم- تقرير معا - احمد تنوح- تنفرد فلسطين بالعديد من جماليات البيئة والطبيعة، التي تتجلى بمحميات طبيعية غنية بالموارد النباتية والحيوانية، تنتشر من شمال البلاد إلى جنوبها، لتوفر الحماية للموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ولتحافظ على الاتزان البيئي.

هذه المحميات لا تسهم فقط في تجميل المناظر الطبيعية بل تعمل على إخصاب الطبيعة التي تزداد غنى كلما زادت مقومات العيش فيها.

فإلى الشمال الغربي من مدينة رام الله تتربع محمية طبيعية خلابة تملؤها الأشجار الحرجية وعيون المياه، وتحتضنها الجبال وتلفها الطبيعة الخضراء، أنها محمية "الهاشمة" أو كما تسمى "عين الزرقا" الواقعة غرب قرية بيتللو.

خرجنا بجولة استكشافية للتغطية الاعلامية إلى محمية "الهاشمة" فشاهدنا اعشاباً وازهاراً أرضعتها الشمس بالضوء، وسرنا في مساراتها فرأينا الطيور تتراقص على انغام رياحها افراحاً، هي مشاهد أكدت لنا أن الصورة بدأت تتبدل اليوم شيئاً فشيئاً لصالح تنامي الجهود المبذولة لحماية الطبيعة.

فنشطت مؤخراً جماعات تؤمن بأهمية الثروة البيئية في فلسطين، تدعو للعودة إلى الأرض واستصلاحها، لتصحيح الأضرار في السهول والجبال التي تجردت من خضارها أو بعض ينابيعها التي نضبت.

وللمحميات جمالها الخاص والخلاب، فهي عنصر جذب كبير للسائحين والدارسين والمهتمين بشؤون الطير والحيوان والتربة والأشجار والبيئة بشكل عام.

فيقول الباحث وخبير التنوع الحيوي في فلسطين بنان الحاج لـ معا إن محمية "الهاشمة" تقع ضمن مناخ البحر المتوسط، حيث تهطل الامطار عليها سنويا بمعدل 400- 600 ملم، وتتميز بتنوع غطاءها النباتي والحيوانات التي تحتضنها.

وأوضح الشيخ أن المحمية تضم انواعا نادرة من النباتات مثل نبتة الغاشية المتسلقة ونبتة لسان العسل والسمار، اضافة إلى اشجار السنديان والقطن الفلسطيني، وأيضا اشجار تم زراعتها قبل عام 1965 كالصنوبر.

وأشار إلى أن ابرز الحيوانات التي تحتضنها المحمية تتمثل بالحجل والحصيني والأرنب البري والغزال والقنفذ...

الحاجة أم عصام (74) عاما، تبدأ نهارها بالخبز على موقد الحطب أمام منزلها في محمية "الهاشمة" تقول لـ معا إن زوجها يحرس المحمية منذ ما قبل نكسة عام 1967، حيث تشتهر المنطقة بوجود أعداد كبيرة من المزارع الخضراء المنتشرة في المنطقة والمزروعة بأشجار السرو والصنوبر...، إضافة إلى بعض المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية، حيث إن كثرة وجود آبار المياه العذبة في المنطقة أسهم في انتشار الزراعة بأنواعها المختلفة.

وأضافت "أنه قبل النكسة كان يسكن المحمية قرابة عشرين عائلة إلا أن جميع العائلات رحلت ولم يبقى غير عائلتي هنا حتى اليوم، "اولادي تزوجوا وغادروا المنطقة فبقيت أنا وزوجي نعتاش من خيرات هذه الأرض".

وعن مصادر المياه والكهرباء، أكدت أم عصام أنهم يعتمدون على مياه الينابيع للشرب وري المزروعات، اضافة إلى اعتمادهم على المولدات الكهربائية لإيصال منزلهم بالتيار الكهربائي.

ولفتت أم عصام إلى أن المستوطنين يحاولون الاستيلاء على المحمية بشتى الطرق كتكرار زيارتهم لها وإقامة طقوس دينية ومداهمة الأراضي المحيطة واقتلاع الأشجار وحرقها وغير ذلك، مستذكرة ما تعرض له زوجها من ضرب مبرح على ايدي المستوطنين العام الماضي عندما حاولوا تدنيس بركة مياه مجاورة لمنزل العائلة.

وتحاذي محمية "الزرقا مستوطنة "نحلائيل" الواقعة على اراضي بلدة بيتللو إضافة الى مستوطنة "حلميس".

وتعرف المحميات الطبيعية بأنها مناطق محددة الأبعاد جغرافيا تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة للمحميات، وتصدر قوانين من أجل المحافظة على ما تتميز به من التنوع البيئي الطبيعي حفاظا على تلك الموارد من الاستغلال الجائر أو الانقراض نتيجة المتغيرات الطبيعية والتنموية.