|
استعار غول الإستيطان في سلفيت
نشر بتاريخ: 28/05/2014 ( آخر تحديث: 28/05/2014 الساعة: 23:51 )
سلفيت - تقرير معا - لم يتوان لحظة واحدة عند سماعه بمصيبة ستحل بأرضه ... فأستشاط غضبا.. إرتدى ملابسه .. وأخذ قلبه يسبق خطاه الضعيفة.. بيد يتوكأ بها على عصاه.. و اليد الأخرى المرتجفة تحمل ما يثبت أن هذه أرضه.
فكان ثائرا ناقما يلعن ويندد بالانصاف في مرحلة قذرة يسرق فيها وطنه ويسلب بلا رحمة وبلا إنسانية..تريث قليلا وحاول الإحتماء من أشعة الشمس فقد تبوأت مكانا في صدر السماء ..لحظات ويستجمع قواه وينهض ليكمل السير وهو يحدث نفسه بصوت عال " ظهر صبح"هي ارضنا ولا نسمح بسلبها منا. فهذه هي صورة واقع اصحاب الاراضي في منطقة ظهر صبح في محافظة سلفيت "ظهر صبح" تقع ما بين بلدتي بديا وكفر الديك وتمتاز تلك المنطقة بموقعها المرتفع المترامي الاطراف بمساحة تتجاوز الـ 3000دونم واصحابها من كفر الديك وبديا وبروقين وسرطة،معظمها مزروع بأشجار الزيتون وفيها مواقع أثرية لخرب وبقايا قرى قديمة. علاوة على ذلك تربتها الخصبة مما يجعلها محط أنظار مغتصبي الارض "المستوطنين "فبالدم والنار والاستيلاء انشأنا وطننا ،فأنت فلسطيني يعني انك مستهدف في كل شيء، ولا شيء يحميكم من عنجهيتنا حاولنا الوصول الى منطقة "ظهر صبح" مشيا على الأقدام، وبعد ساعتين من السير وصلنا المنطقة فكانت تعج بالجنود الاسرائيليين الذين يقفون لحماية المستوطنين الذين جاءوا للإستيلاء على الأرض الفلسطينية، فيمنع أصحابها الاقتراب منها من أجل إعطاء المجال للجرافات بتنفيذ أعمال التجريف، بداية كان لقاءنا بالمواطن "يوسف ابو صفية" من بديا أخذت أنفاسه تسابق كلماته ليتحدث بقهر وسخط قائلا" هذه الأرض النا وما الهم حق فيها، لدي 60 دونم وهناك قرار محمكمة عام 1990 أن هذه الارض لي، ولا يحق للاحتلال مصادرتها وسلبها، ويضيف بلهفه"قبل أربع سنوات جاءوا لمصادرتها وقمنا بطردهم بالقوة،ولدي أوراق تثبت أنها ملكا لي، واليوم عادوا الى نفس الموال، وأنا هنا من أجل الدفاع عنها،والوقوف أمام حقدهم وسلبهم للأرض، وحجة الاحتلال أنها أراضي خزينة أردنية كونها مصنفة أراضي صخرية غير قابلة للزراعة وأن دولة الإحتلال وريثة للحكومة الأردنية فهل يعقل ان يكون هناك قرار محمكة أن الارض لنا وفي نفس الوقت يدعون ويفترون أنها أملاك دولة ؟ وفي اللحظة التي توقف فيها أبو صفية حديثه ليبدأ المواطن عبد الحميد علي من كفر الديك بحسرة وألم يحدثنا بصوت عالي وبكلمات مختصرة قائلا": أكثر من 100 دونم ملكا لي ولا يحق للاحتلال مصادرتها وهذا ما قررته المحكمة الاسرائيلية في عام 1990 وها هي الأوراق تثبت هذا الكلام ،فحجج الاحتلال كلها واهية من أجل سيطرتهم على الارض، فكل فترة يأتون للسيطرة عليها، ونتصدى لهم حتى يعودوا أدراجهم، وهذا ما سنفعله ولن نسمح لهم بالاستيلاء عليها مهما كلفنا الأمر" علت أصوات الجنود الاسرائييلين على أصحاب الاراضي من أجل مغادرتهم المكان كي يقوموا بأعمال التجريف دون مضايقة، فكان رفضهم بترك أراضيهم، ليقع نظرنا على مواطن يقف جانبا،ونظراته تتوزع في جميع الاتجاهات،مشاعره مختلطة ما بين الحزن والقهر والاستياء، إقتربنا منه ليتحدث الينا عبد الناصر الاحمد لي قائلا":صاحب هذه الارض والتي تقدر ب 146 دونم هو جدي محمود عبد الله احمد ، ومعي قرار قيد بإسم والدي يوسف عبد الله و قرار حكم رسمي من قبل المحكمة أن هذه الارض ملكا لنا ،وتم رفع قضية للمحكمة عن طريق المحامي سعيد العتيلي، فكانت لصالحنا، وبالرغم من هذا أن الاحتلال يضع أطماعه على جميع منطقة"ظهر صبح" من أجل الاستيلاء عليها، فنحن أمام لصوص وقراصنة أرض ومنطق القوة هو من يحكم ، فنحن بحاجة الى من يقف بجانبنا، بحاجة الى مؤسسات محلية ودولية وعالمية للوقوف معنا أمام عنجهية الاحتلال" رئيس بلدية كفر الديك جمال الديك: إن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستهدفون منطقة ظهر صبح ويعملون على حرمان المواطنين وأصحاب الأراضي الزراعية من أراضيهم في المنطقة لهجرها وتسهيل السيطرة عليها وضمها لأغراض استيطانية. وأكد الديك أن مزارعي كفر الديك يملكون أوراقاً ثبوتية تؤكد ملكيتهم لتلك الأراضي في منطقة ظهر صبح، وان ادعاء المستوطنين أنها ملك لهم وأراضي دولة، هو أمر باطل، حيث درجوا على تزييف ملكية الأراضي الفلسطينية لشرعنة سرقتهم واستيطانهم المخالف للقانون الدولي، وإضفاء نوع من الصبغة القانونية على نهب وسرقة المزيد من الأراضي. ونوه الديك الى أن سلطات الاحتلال تدعي ملكية الأراضي بقرار من المحكمة لاسرائيلية حيث كانت أصدرت عام 1985 قرارا بوقف العمل والتجريف في أراضي ظهر صبح، لحين البت في القضية. واضاف أن ما بني على باطل فهو باطل وان الاحتلال باطل وقرارات محاكمه باطلة، وان الاستيطان برمته يخالف القانون الدولي الذي لا يجيزه ويمنع تغيير معالم الأرض المحتلة أو إنشاء أبنية من قبل المحتلين على تلك الأرض. وأكد أن تزامن الإعلان عن بدء العمل في هذه المنطقة مع زيارة البابا هو للتأكيد على إصرار الاحتلال على مواصلة الاستيطان برغم الاحتجاجات الغربية والمسيحية وبرغم مخالفة الاستيطان للقانون الدولي. ودعا رئيس البلدية مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات القانونية والدولية العاملة في الأرض الفلسطينية إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء محافظة سلفيت خاصة في بلدة كفر الديك. المسن صالح الشنار يقول بصوته المتحشرج":لدي ما يقارب ال100 دونم وهذه ملكا لي ومعي قرار من المحكمة العسكرية تثبت ذلك، فأين المؤسسات مما يحدث ؟ أين ردات الفعل الشعبية ؟لا أفهم معنى السكوت من قبل المؤسسات على ما يحدث بحق أرضنا،اذا كان القانون الدولي لا يعترف بالإستيطان ولا بإجراءات الاحتلال الاسرائيلي، فأين نحن من هذا، لماذا لا يوجد وقفة جدية مع أصحاب هذه الاراضي، لماذا لا تتكلف الدولة بتعيين محامي بأسرع وقت ممكن من أجل الدفاع عن هذه الاراضي وأجل حمايتها من الاحتلال الاسرائيلي؟ |