وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ثلاثة آلاف تلميذ مقدسي تظاهروا احتجاجا على منع معلميهم من ابناء الضفة من الالتحاق بمدارسهم

نشر بتاريخ: 05/09/2005 ( آخر تحديث: 05/09/2005 الساعة: 14:21 )
القدس- معا- تظاهر اليوم الاثنين نحو ثلاثة آلاف تلميذ من مدارس خاصة وأخرى تابعة للأوقاف الاسلامية في ساحة " باب العامود" بالقدس المحتلة احتجاجاً على منع سلطات الاحتلال معلميهم من ابناء الضفة الغربية من الالتحاق بأماكن عملهم في مدارس القدس المحتلة، حيث يطال هذا الاجراء اكثر من 700 معلم من ابناء الضفة يعملون في هذه المدارس.

وكان من المقرر أن تجري هذه التظاهرات قبالة مبنى القنصلية الأميركية في شارع نابلس بالقدس الشرقية إلاّ أن شرطة الاحتلال منعت منظميها من ذلك، مما اضطرهم للانتقال الى ساحات " باب العامود" حيث منعت التلاميذ من التجمع فوق المدرج المفضي الى البلدة القديمة بدعوى أن وجود هذا العدد الكبير من التلاميذ يعرّض حياتهم للخطر، فتم نقل المشاركين الى ساحة مجاورة كبيرة، هتف خلالها التلاميذ بشعارات تطالب بتمكينهم من التعليم، وتمكين معلميهم من الالتحاق بأماكن عملهم، فيما قامت مجموعات من الطالبات بعرض كتبهن المدرسية للبيع على السابلة، في اشارة رمزية الى ما يواجه مستقبلهن التعليمي في مدارس المدينة المقدسة في حال استمرت اجراءات منع دخول المعلمين.

وقالت المربية اعتدال الأشهب، من مدرسة الفتاة " اللاجئة- ج" في حديث مع مراسلنا بالقدس:" إن تظاهرة اليوم هي صرخة احتجاج على اجراءات المنع الظالمة بحق الهيئات التدريبية، والتي لم تعد تفرق بين حامل البطاقة الزرقاء من المقدسيين أو حامل البطاقة البرتقالية من ابناء شعبنا في الضفة الغربية، فالحواجز تعيق وصول المعلمين جميعاً، مما يعطل انتظام الدراسة ويلحق الضرر بحقوق التلاميذ في التعليم.

وقدّرت الأشهب نسبة المعلمات والمعلمين من ابناء الضفة في مدرستها لوحدها بنحو 26% من اعضاء الهيئة التدريسية، حين ترتفع هذه النسبة في مدارس أخرى الى الضعف أو أكثر.

في حين استهجن ديمتري دلياني، من لجنة متابعة قطاع التعليم الخاص في القدس منع شرطة الاحتلال تنظيم اعتصام للتلاميذ قبالة القنصلية الأمريكية في شارع نابلس بالمدينة، وقال:" كان من المفترض أن يقوم التلاميذ بابلاغ مسؤولي القنصلية برسالتهم التي تشتمل على مطالبة بتأمين حرية التعليم لهم".

وأكد دلياني على أهمية تنظيم هذا النوع من فعاليات الاحتجاج، متوقعاً استمرارها خلال الفترة القادمة. وقال: " ما لم يتم منح التصاريح للمعلمين، وضمان حقوق الطلبة في التعّلم فان الفعاليات الاحتجاجية ستتواصل، مشيراً الى وجود اكثر من 700 معلم بحاجة الى تصاريح دخول القدس، أعطت السلطات موافقة مبدئية على منح 255 منهم فقط، في حين لم تمنح فعلياً الاّ الى ثمانية معلمين فقط".

من ناحيتها دعت رنا النشاشيبي، مديرة مركز الارشاد الفلسطيني السلطة الوطنية الى اتخاذ اجراءات ضاغطة عبر حكومات العالم المختلفة للضغط على اسرائيل لرفع القيود المفروضة على حرية الدخول الى القدس سواء للتعليم، أو للعلاج، وقالت:" العملية التربوية برمتها مهددة في القدس، وما لم تسارع السلطة الى الاجراءات المناسبة، فان انهيار هذه العملية أمر محتم".

وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال أحاطت بالمكان الذي نظمت فيه التظاهرة، حيث تجمع ايضاً حشد من اولياء أمور الطلاب والهيئات التدريسية في مدارس القدس، وحضر جانباً من هذه التظاهرة د. سري نسيبة رئيس جامعة القدس، فيما غاب عنها اعضاء المجلس التشريعي عن دائرة القدس.