وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صباحـك عروة أيتها الشمس..

نشر بتاريخ: 10/02/2015 ( آخر تحديث: 11/02/2015 الساعة: 11:53 )
صباحـك عروة أيتها الشمس..
بقلم: سيـراء حماد

اليوم وفي هذا الصباح وأنا أحتسي فنجان القهوة جاءني طيفك بصمت، كانت الغيوم تسير بهدوء لطيف في السماء، شعرت بها قريبة كما هي روحك، شعرت وكأنني أجلس واياك بينها، عروة شوقنا إليك تعدى هذه الغيوم أتشعر به ؟؟ أتشعر بهذه الدموع التي تذرفها قلوبنا لرؤيتك؟ أنا أشعر بها.. وأشعر في شوقك لنا، أشعر به مع كل اطلالة صباح ومع كل تغريدة لهذه العصافير، وفي كل قطرة مطر تذرفها السماء أسمع صوتك اللطيف وهو يردد أنا بخير ..

مر الكثير على غيابك.. الكثيرون يتحدثون عنك، عروة ما السر فيك ؟ الناس يذكرون اسمك في كل صباح ومساء وفي كل لقاء بينهم وفي كل بيت، عروة صغيري كيف للإنسان أن يقع في حب شخص لم يلتقيه سوى مرة أو مرتين!! كيف لبعض الأشخاص أن يحبوا هذا الطفل الجميل دون أن يلتقوا به أبداً؟ أو كيف لهم أن يحملوا في قلوبهم شوقاً لرؤية وجهك ؟

أتدري يا عروة في كثير من الأحيان أعود لحسابك على موقع التواصل الاجتماعي وأقوم بقراءة ردودك على أصدقائك، أنتظر أن تجيب أحدهم ترك لك تعليقاً، أو تجيب على بعض الكلمات التي نشرها لك أصدقائك، أبحث بين الصور علني أجد تعليقاً لك ولا أجده.. ذلك الصباح ومن بين طيات احدى الصفحات تعثرت بصورة لك عند غروب الشمس فيجذبني أحدهم بتعليقه أنك لطالما أحببت التقاط الصور في ذلك الوقت، جلست للحظات طويلة أتأمل هذه الصورة الخيالية المدهشة، لمع في ذهني ذلك المصور عندما قام بالتقاطها، هو لم يكن يعلم حينها أيها الغالي أنه قدم لنا جميعاً هدية كبيرة كي نكمل حياتنا بعدك.. هل تعلم لماذا ؟

تمر ضحكتك بروحي وأنت تحرك رأسك بـ لا.. حسناً سأخبرك أنا بتفاصيلها..: أنظر إليها إنها تحمل لحظة تاريخية لن تتكرر، تنظر أنت للسماء ومن وراءك شمس تنظر إليك، هذه الشمس هي ذاتها يا أخي التي غادرتنا برفقتها في مساء الرابع والعشرين من تشرين الأول كانت ترقبك من بعيد وتتبعك أينما ذهبت، تلتفت نحوك في الصباح والظهيرة وفي ساعات العصر وعند غروبها تودعك على أمل لقاؤك في اليوم التالي، أخبرتني هذه الصورة حجم المحبة التي حملتها الشمس في قلبها لك، الكثيرون يقولون أن الشمس تتوقف أحيانا في مجراها أعلمت هذه من قبل ؟ أنا صدقت هذ القول عند رؤيتي لهذه الصورة، أنظر إليها وقد توقفت وسرحت بإبتسامتك وأنت تلهو مع أصدقاؤك..

لم يعلم ذلك المصور أنه قدم لنا معروفاً أبديـاً عندما سطر لنا بصورتك حكاية الحب التي جمعت الشمس بابتسامك، وأنه زرع في قلوبنا يقين أنك ترجلت من السماء لأربعة عشر عاماً وكانت الشمس تعتني بك وتراقبك من بعيد، وجعلني اؤمن أيضاً أنه وفي هذا الوقت من اليوم ستكون أنت هناك، ستكون أنت وعطرك وحبك وابتسامتك، فمتى مررنا من جانب هذا المكان سنحييك ونبتسم لك.. فأنت ترانا هناك ولا نراك فنكتفي نحن بالإبتسامة لك..

أيها الجميـل كنت وحيدة رفقة السماء والعصافير وكنت معي، هذه الحروف لئيمة لا تفصح عن ما يدور في قلبي، هذه الحروف ألم يجري في عروقي، ولكن الموجع أكثر أن يداك الصغيرتان غير قادرتان على الرد، لا عليك سأكتفي بهذه الابتسامة التي لا يحق لها أن تغيب فهي ليست ملكا لك.. هذا صحيح أيها الجميل هذه الابتسامة ملكاً لنا نزرعها في قلوبنا لتثمر حقولاً من الجمال أساسه أنت..