وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز المرأة ينظم مهرجانا لتخليد ذكرى مها أبو دية

نشر بتاريخ: 11/02/2015 ( آخر تحديث: 11/02/2015 الساعة: 17:32 )
مركز المرأة ينظم مهرجانا لتخليد ذكرى مها أبو دية
رام الله- معا - بمناسبة مرور شهر على وفاة المناضلة النسوية مها ابو دية اقامت اللجنة الوطنية لتخليد ذكرى فقيدة الحركة النسوية والوطنية مها أبو دية المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي احتفالا لتخليد ذكرى الفقيدة. 

واقيم الاحتفال الذي حضره المئات من المشاركين في قاعة قصر رام الله الثقافي في مدينة رام الله. والقيت خلاله عدد من الكلمات، كما عرض فيلم وثائقي قصير يستعرض حياة والارث الذي تركته مها ابو دية. وقدمت فرقة صابرين عرضا فنيا غنائيا لروح الفقيدة.

افتتح المهرجان بكلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القاها عضو اللجنة صالح رأفت موجها تحية فخر واعتزاز لروح المناضلة مها ابو دية. ونقل رأفت باسم رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية وفصائلها بالغ التعزية والمواساة لعائلة الفقيدة مها ابو دية ولكل اصدقائها والمؤسسات النسوية وحقوق الانسان، معاهدا الفقيدة الراحلة بمواصلة العمل لتحقيق ما ناضلت من اجله، ولتحقيق اهداف شعبنا في انهاء الاحتلال، واقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وتأمين حق اللاجئين في العودة، وبناء مجتمع فلسطيني ديمقراطي وتعددي، يضمن الحقوق الكاملة للمرأة، والمساواة التامة بين المرأة والرجل ويصون حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة، ويحقق العدالة الاجتماعية لفئات المجتمع الفلسطيني.

واشار رأفت إلى أنه برحيل مها ابو دية خسرت فلسطين وحركتها الوطنية والنسوية قائدة وطنية وحقوقية ونسوية كرست نفسها للعمل المؤسساتي في الدفاع عن حقوق الانسان الفلسطيني، وعن الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال، ومن أجل إنهاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، ومن أجل سن التشريعات التي تكفل المساواة التامة بين المرأة والرجل وتشجيع المشاركة الكاملة على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وفي ختام كلمته أكد رأفت ثقته بأن القوى السياسية والمنظمات والمؤسسات الحقوقية والنسوية ستتمسك بتراث مها أبو دية، وستتابع العمل من أجل تحقيق كل ما ناضلت من أجله في ضمان حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية وصولاً إلى المناصفة التامة في قيادة هذه المؤسسات، وتعديل التشريعات الحالية التي تلحق إجحافا بالمرأة الفلسطينية، وسن تشريعات جديدة تحرم التمييز وتضمن لها الحقوق الكاملة والمساواة التامة مع الرجل.

وقالت  نهاية محمد في كلمة الامانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية " نلتقي اليوم لنجسد حلم مها، الحلم الجامع لنا، الذي يسري في دمنا وفي أرواحنا وفي حياتنا من أول العمر لآخر رمق في الحياة، حلم أن يعيش شعبنا فوق أرض وطنه فلسطين بحرية وكرامة في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين في العودة، وفي القلب من هذا الشعب العظيم تأخذ المرأة المكانة التي تستحق على قاعدة المساواة لتواصل دورها في تجلي هوية شعبنا المتميزة وطنيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا. نستذكر معا دورها كمرأة رائدة عرفناها في مختلف ساحات النضال والعمل بإرادة صلبة وإيمان عميق بدور المرأة الفلسطينية بيدين مشرعتين في الجانب الوطني في نضال شعبنا من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وفي الجانب الاجتماعي من أجل إنصاف المرأة وحقها الثابت في الحياة والعمل والتعليم والشراكة في صنع القرار والمساواة."

وأشارت محمد الى تجربة العمل المشتركة بين الأطر والمؤسسات النسوية طوال عقدين من الزمن حيث قالت انه كان "في مختلف قضايا المرأة سواء في قانون الأحوال الشخصية أو في قانون العقوبات، قانون حماية الأسرة، وفي كل الائتلافات الوطنية، من خلال نقاش حيوي وغني نتباين أحيانا، نختلف لكننا نعود للموحد بيننا، ولعل نقاش قانون الأحوال الشخصية من أكثر النقاشات حيوية وغني، حيث كانت مها من المبدعات اللواتي يتقن فن طرح الأسئلة عند كل قضية نبحثها حول أي قانون للأحوال الشخصية نريد؟ وما هي مرجعياتنا؟ وما هي آليات العمل؟"

وفي نهاية كلمتها أكدت محمد على أن "الاتحاد العام للمرأة وطاقم شؤون المرأة والمراكز والمؤسسات والجمعيات النسوية تعمل في صفوف نساء شعبنا على:

- التمسك بحقوقنا في التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وتعظيم دور النساء وتوسيعه في المقاومة الشعبية بكافة اشكالها، وفي جميع المواقع والدفاع عن هذا الحق في كل المحافل العربية والدولية.
- الدفاع عن وحدة الوطن والشعب وإنهاء صفحة الانقسام البغيض وانتزاع حقنا في المشاركة في كل مسارات الحوار الوطني وعلى كافة المستويات.
- العمل لموائمة القوانين والتشريعات السارية مع اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة والتي صادقت عليها دولة فلسطين.
- توحدنا كنساء أمام حالة التطرف الديني والإقصاء التي تستشري في منطقتنا العربية والعمل بحيوية وإبداع للنجاح في ذلك."

شذى عودة قالت في كلمة القتها باسم شبكة المنظمات الأهلية "نلتقي اليوم هنا لتأبين امرأة رحلت مبكراً بعد سنوات نضال طويلة دفاعاً عن وطنها السليب وعن عموده الفقري المرأة، دون أن تكل أو تمل، ولكن ما يعزينا اليوم نحن محبيها أنها رسمت الطريق الذي ارتضته لنفسها ورأت فيه البوصلة نحو الهدف، نحو فلسطين الحرة، ونحو العدالة والحرية للمرأة الفلسطينية. 

وأشارت عودة في كلمتها ان مها "رغم مرضها لم تفقد القدرة على العطاء، بل أضافت إلى سجلها مجالا أخر حاربت لأجله بمزيد من العمل الدؤوب الذي خلفته إرثاً نعتز به من بعدها ليبقى منهلاً لكل المناضلات والمناضلين في مجالات عدة ليس أقلها الدفاع عن حقوق المرأة". 

ورأت عودة ان ايفاء الفقيدة حقها "يلزمنا جميعا في الحفاظ على الانجازات التي استطاعت تحقيقها، ويلقي على عاتق كل مؤسسات المجتمع المدني وكل الناشطين والمدافعين عن حقوق المرأة وحقوق الانسان في حماية، بل وتطوير المكتسبات التي حققتها المرأة الفلسطينية". 

وبينت عودة التي عملت بصورة مباشر مع الفقيدة ما يزيد عن عشر سنوات " ان مها انحازت بصورة كاملة للمرأة الفلسطينية، ودافعت بشراسة عن أي انتقاص لحقوقها، وسعت دوما لتأخذ المرأة دورها في بناء المجتمع مثلما كانت شريكة في كل مراحل نضال المجتمع الفلسطيني، وقضت اكثر من ثلاثين عاماً في الدفاع عن حقوق شعبنا، وحقوق المرأة فيه، ووصلت إلى كل مكان قدّر لها وصوله لفضح ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين، بكل فئاتهم وشرائحهم، ولم تدخر جهداً على الصعيد المحلي إلا وبذلته في محاربة العنف الذي تتعرض له المرأة والدعوة الى مجتمع مدني فلسطيني ديمقراطي حر تسوده قيم العدالة والمساواة بين مواطنيه دون تمييز على اي اساس او نوع".

المحامية فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي القت كلمة الحركة الاسيرة التي عبر فيها مروان البرغوثي من سجن "هداريم" عن هذه المناسبة قائلا إنه عرف "المناضلة والصديقة مها كنموذج للمرأة الفلسطينية الجميلة القوية والمثقفة والمتعلمة والتي تحمل معها هموم شعبها، وتحمل معها رائحة عطر مدينة القدس وازقتها وشوارعها وكنائسها ومساجدها وتاريخها، وتحمل معها رائحة جامعة بير زيت بكل ما تشكله من حضور في الحياة الفلسطينية. 

واضاف البرغوثي انه عرف مها ابو دية "وجلدها والحاحها الدائم واصرارها وحوارها لتنجيد الرجال وقيادات فصائل العمل الوطني، ونواب المجلس التشريعي والقيادات العامة لنصرة قضايا المرأة، وشاركت معها في لقاءات كثيرة اكتشفت خلالها امرأة حادة الذكاء وعميقة ومؤمنة بالرسالة التي تكافح من اجلها، ولا تقوم فقط بوظيفة روتينية".

 واشار البرغوثي انها كانت في كل اللقاءات "مستعدة لما تريد طرحه، وعلى نحو يثير الاعجاب والتقدير، وبارعة في طرح موضوعها بكل هدوء، وكانت مؤمنة بأهمية احداث التغيير، ولعبت دوراً هاما في متابعة وصياغة القوانين في المجلس التشريعي، وادت دوراً نبيلاً وعظيماً لصالح المرأة الفلسطينية التي تستحق كل تقدير واحترام".

واكد البرغوثي في نهاية كلمته على ان " كفاح المرأة الفلسطينية يشكل نموذجا لكفاح المرأة العربية والعالم بأسره، وهي شريك كامل في النضال الوطني في مختلف مراحله وشريك في بناء الوطن ومؤسساته، وانني اتوجه بالتحية لنساء فلسطين واشد على اياديهن مؤكدا اننا شركاء في النضال والكفاح وفي الحقوق والواجبات، وشركاء في مواجهة ظاهرة العنف والتمييز ضد المرأة لان معيار الحرية للوطن لا يكتمل الا بحرية المرأة."

وفي كلمة مسجلة من قطاع غزة تحدث عصام يونس من مركز الميزان لحقوق الانسان، عن ايقونة مها أبو دية، وشخصيتها الاستثنائية التي ما زالت مؤثرة وستؤثر في الأجيال اللاحقة، وتركها هذا الاثر الكبير والواضح على المرأة الفلسطينية وجميع قضايا نضالها، ورسمت لها خططا تُعلي مكانتها.

ابنة الفقيدة ديالا شماس القت كلمة العائلة معبرة عن شكرهم لكل من شارك في تخليد ذكرى مها أبو دية مشيرة إلى "انه بوفاة والدتها فقدت العائلة ام واخت وابنة وصديقة وفية، وخسرت فلسطين مدافعة متواضعة لا تهاود عن المرأة الفلسطينية". 

وقالت شماس انها لو تذكرت ما الذي كانت تريده والدتها فانه سيكون "الاحتفال بحياتها، وان نكرم الاشياء التي احبتها، ونتذكر ما هو مهم ولماذا نختار القيام بما نقوم به فعلا". 

وعبرت شماس عن تجربتها بعد شهر من وفاة والدتها بممارسة كل الانشطة التي كانت تقوم بها في تفاصيل الحياة اليومية، وانها ادركت "مقدار الجهد الذي كانت تبذله في ممارسة كل هذه النشاطات في كل المجالات الاجتماعية والمهنية والشخصية وسط عوائق وصعوبات تعترضها في كل لحظة، وتعترض طريق كل من يريد الحفاظ على فكر خلاق". 

واكدت شماس ان كل ذلك "عبر عن حب الحياة وتحدي كل البؤس الذي تتضمنه تفاصيل حياتنا". وقالت ان العائلة كلها تفخر بحياة وارث مها ابو دية، ونفخر كعائلة بهذا الدعم الذي لقيناه من اصدقائها وصديقاتها وزملائها وزميلاتها في كل الاماكن والهيئات والمؤسسات.

في نهاية المهرجان القت النائب سحر القواسمي رئيسة مجلس ادارة مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي كلمة المركز بهذه المناسبة استهلتها بأبيات مؤثرة من قصيدة الشاعر محمود درويش فلسطينية العينين والوشم- فلسطينية الاسم - فلسطينية الأحلام والهم - فلسطينية اليدين والقدمين والجسم- فلسطينية الكلمات والصمت- فلسطينية الصوت- فلسطينية الميلاد والموت. 

وعبرت القواسمي عن تجربتها ومعايشتها للفقيدة قائلة ان "مها فلسطينية الانتماء، إنسانية المبادئ، أممية الهوى حملت قضية شعبها في أمل طفلة يخترق ضوء الشمس، وفي جرح وطن يصعد من جوف الأرض مشكلا ألوان الفضاء بقوس قزح وشارات النصر". وعن مسيرة الفقيدة ونضالها في مركز المرأة اشارت القواسمي ان الفقيدة "استطاعت أن تجمع المتناقضات في سلاسة الجدية، الموضوعية والإرادة والإنسانية، وتثبت أن هذا هو الطريق لمنظومة عمل جماعية يكون الكل فيها شركاء. لقد أمنت بقضايا النساء كجزء من حقوق المواطن وحقوق الإنسان، وبما أن الظلم لا يتجزأ فان العدل أيضا لا يتجزأ، وان العدالة الاجتماعية وحقوق النساء الفلسطينيات هم مصابيح على درب الحرية وإنهاء الاحتلال."

وفي ختام كلمتها أعلنت القواسمي وتخليدا لذكرى مها أبو دية عن تأسيس صندوق باسمها بالمشاركة بين أسرتها الصغيرة والكبيرة وأصدقائها يخصص ريعه لكل من يحمل رسالة مها أبو دية. وفي نهاية المهرجان قدمت عدد من المؤسسات دروعا تقديرية لأسرة الفقيدة. 

حيث قدمت ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة درعا لعائلة الفقيدة، وقدمت ربيحة ذياب درعا باسم أسرة طاقم شؤون المرأة، وأمل خريشة باسم جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية، ونهاية محمد باسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والنائب مصطفى البرغوثي، وجمعية طوباس الخيرية، والنائب سحر القواسمي.