وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ألم يحن للأغبياء أن يفهموا ؟!

نشر بتاريخ: 13/02/2015 ( آخر تحديث: 13/02/2015 الساعة: 11:40 )
ألم يحن للأغبياء أن يفهموا ؟!
الكاتب: مأمون هارون
كانت السفينة منذ أربعة أيام تمخر بنا عباب البحر الاحمر , في طريق رحلتها من بيروت الي عدن في بلاد اليمن السعيد , بعد حصار اسرائيلى دام مايقارب من الثلاتة شهور, للعاصمة اللبنانية بيروت , فهاهي السفينة تقترب بموازة ميناء جدة في المملكة العربية السعودية داخل المياة الدولية , فبعد أن أبحرت من بيروت جنوبا باتجاة ميناء بور سعيد المصري , الي ميناء السويس ,عبورا لقناة السويس , فالبحر الاحمر ها نحن نوازي ميناء جدة والشواطىء السعودية .

كنت ملازما معظم الوقت في هذة الرحلة للحاج مطلق ( احمد القدوة ) أطال الله عمرة , والذي كان مسؤولا للتنظيم والادرة في الثورة الفلسطينية فى ذلك الوقت , وكان مسؤلا عن القوة الفلسطينية التي كانت علي ظهر السفينة بعد مسؤولها الاول غازي مهنا , أذكر أن قبطان السفينة وهو يوناني وكان متعاطف جدا معنا , أذكر أنة جاء الينا وقد كنا نجلس في احدى قاعات السفينة , حيث قال مخاطبا الحاج مطلق , أن ماء الشرب على ظهر السفينة قد نفذ , وأنه أرسل اشارة الي السلطات السعودية في ميناء جدة طالبا السماح للسفينة بدخول الميناء للتزود بمياة الشرب , ألا أن السلطات رفضت دخول السفينة الى المياة الاقليمية السعودية , مقترحة ارسال سفن خاصة الى عرض البحر لتزويدنا بالمياة , فثارت هنا حمية الحاج مطلق , رافضا هذا العرض الذي اعتبرة مذلا ومهيننا, وأنة لا يتناسب مع موقف وتضحيات هؤلاء الابطال على ظهر السفينة , والذين كانوا يقاتلون عن شرف الامة وكرامتها , وألقى بنا الحاج خطبة عصماء أذكر أنني رأيت الدموع في عيني قبطان السفينة اليوناني خلال خطبة الحاج .

التقطت البوارج الامريكية الأشارات المتبادلة بين السفينة والميناء السعودي, فأرسلت اشارة للقبطان اليوناني عارضة تزويدنا بالماء , وكل مايلزم حتى استكمال رحلتنا , والذي بدورة أبلغ الحاج مطلق بالعرض الامريكي , فما كان من الحاج الا أن انتفض رافضا العرض الامريكي قائلا ( أبلغوهم أنة , لو شربنا من ماء البحر , وحتى لو متنا , لن نشرب من ماء حلفاء أعدائنا, اللذين كانوا ولازالوا يحاصروننا في بيروت , وأننا خرجنا من بيروت بأسلحتنا منتصرين , ولم نرفع راية بيضاء , لذى لن نشرب من مائهم حتى لو متنا جميعا ) ضجت قاعة السفينة بالتصفيق والهتاف , مما أذهل القبطان , الذي حارة الموقف ,فأبلغ البوارج الامريكية بة , وأجهش هو بالبكاء , وفعلا كان أن شربنا واغتسلنا من ماء البحر مدة يومين , حيث استخدمنا مياة البحر التي كانت تكرر في السفينة لتبرد ما كيناتها , بقينا كذلك الى أن دخلنا المياة الاقليمية اليمنية , فأذا بسفن يمنية تنتظرنا في عرض البحر , محملة بالاكل والماء والمستقبلين من أهل اليمن الكرام , الذين احتفلوا بنا أيما احتفال , وأحاطونا بمودة أعادت لنا توازننا وثقتنا بامتنا , فيقيت لليمن وأهلها محبة في القلب منذ ذاك اليوم, لم ولن تتغير أو تتبدل , قصر أو طال الزمان , حيث أنشد دوما ( لابد من صنعاء وان طال السفر ).

تحضرني هذة الواقعة وأنا سمع كل يوم أصوات مسؤولون اسرائيليون وأمريكان يطالبون الأدارة والكونغرس الامريكي بوقف المساعدة المقدمة للسلطة الفلسطينية , أسوة بما قامت بة أسرائيل من حجز أموال الشعب الفلسطيني , وذلك كعقاب نتيجة التوجة الفلسطيني للام المتحدة وللمنظمات الدولية , مطالبة بالحق الفلسطيني الذي تغتصبة اسرائيل , وكأن الشعب الفلسطيني صاحب الحق , وصاحاب التضحيات , وحارس وعد الله على هذة الارض سينهار وينهزم وينكسر أمام وقف المساعدات , فيخضع متنازلا عن حقة وحقوقة , مخالفا وعد ربة وايمانة .

حقا انهم أغبياء , فرغم هذة المدة الطويلة من الصراع , لم يفهم هؤلاء معنى الوطن عند الفلسطيني , لم يفهموا أن الارض , هى أيقونة الفلسطيني وعشقة الابدي , وأنها السر الالهي الواصل بين الفلسطيني وربة , وأن الله اذ أكرم أهل هذة البلاد وكرمهم , جعلهم ووعدهم أن يبقوا مرابطين بها الى يوم الدين , يحافظون عليها , يأكلون خيرها , يحمون أسوارها , يحرسون مهد النبين وخطى أقدامهم الطاهرة على ارضها , يعمرون كنائسها ومساجدها , أنها أرض الرباط , مهد عيسى علية السلام , وخطى أقدام سيد الخلق محمد صلى الله علية وسلم , في طريقة الى السماء لملاقة ربة , أرض الاسراء والمعراج , اولى القبلتين وثالث الحرمين , بوابة الأرض الى السماء , وأرض المحشر والمنشر , أنها الارض المقدسة للفسطيني , ورابطة الازلي بالخالق , وهذا ما لا يفهمة الامريكان والاسرائيليون وغيرهم حتى الان , فلم يقرؤا كتب الغزاة من قبلهم , ولم يفهموا أن الوطن عند الفلسطيني ليست أرضا يسكنها , فكل البلاد أرض الله , لم يفهموا أن للناس أوطان يسكنونها , لكن الفلسطيني مسكون بوطنه ,ولم يفهموا أن الفلسطينى لو سكان أخر الكون لا حلم لة الا فلسطينة , ولا بوصلة تشير الا الى فلسطينة , هذا هو اللغز الذي عجز عن فهمة مجرمي العصر, فلم يقرأوا التاريخ جيدا ,لم يستفيدوا من عبرة , ولم يسالوا الغزاة الذين مروا من هنا , أين أصبح مألهم ؟ علهم يتعظوا , ويأخذوا من التاريخ العبر و ألم يحن للأغبياء أن ييفهوا؟؟؟!!!