وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بين العام والخاص .. مشهد ثقافي بلا خواص

نشر بتاريخ: 15/02/2015 ( آخر تحديث: 15/02/2015 الساعة: 11:39 )
بين العام والخاص .. مشهد ثقافي بلا خواص
الكاتب: سليم النفار
لقد كان للكلمة وكتابها دور هام , في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني , ودائما في تلك المسيرة , كانوا صُناع وحدة , فلم يكونوا ابدا صُناع فرقة , واستطاعوا ان يشكلوا الضمير الجمعي , والمتراس المتقدم لأجنحة الحلم الفلسطيني , في الوطن الفلسطيني غير القابل لقسمة المصالح المرحلية , او الأنية او الحزبية .

وهذه المكانة المرموقة للكاتب الفلسطيني وللمثقف بشكل عام , والتي شكلت مروحة الدفع في الموكب النضالي , بدأت تتآكل منذ عقود , بفعل الانحناءات السياسية والارتباطات المعيشية للكاتب , التي تحدُّ من قدرته على المواجهة , وبعد الانقسام السياسي البغيض ما بين الضفة وغزة , ارتفعت وتائر العجز بفعل سياسة البطش وتكميم الافواه مرة هنا ,ومرة اخرى هناك بفعل التهميش , وعدم تلبية أي من احتياجات المشهد الثقافي ... فاتحاد الكتاب الذي أنا عضو أمانة عامة فيه عن قطاع غزة , وعلى مدار السنوات الخمس من عمر وجودنا ,لم نستطع تلبية احتياجات المثقفين وجيلهم الشاب باي شيء سوى بعض الفعاليات , فلا طباعة ولا ايجار مكان ولا موازنات تليق باتحاد الكتاب وقدراته على خدمة المشهد ، وهل سفر بعضنا لمرة او لمرتين للمشاركة بفعالية ثقافية يكفي ,لكي نقول نحن بخير ؟؟

وفي هذه الايام العصيبة التي تمر بها غزة , ينجح صديقنا الكاتب عاطف ابوسيف , عضو الامانة العامة في الاتحاد بالصعود لقائمة البوكر في الرواية العربية الطويلة , فالقصيرة الآن , ويسجل انجازا لصالح الابداع الفلسطيني , غير أن حماس تمنعه من مغادرة غزة للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالمغرب , كما اسرائيل حتى الآن لم تجز لكاتب هذه السطور المرور لرام الله ايضا للذهاب للمغرب ايضا ...وكل هذا لم يتجشم اتحادنا عناء كتابة سطور , تدين هذا السلوك او تحاول فكفة الامور بما يسهل مرور الكتاب ومشاركتهم في الفعاليات الثقافية خارج الوطن .

فاين دور اتحاد الكتاب وقيادته مما يجري , وهل نواصل دورنا في جوقة الامانة العامة ,مجرد شهود لم يرو أي شيء؟
في ذات الوقت الذي يقوم الاتحاد , وبيت الشعر وكافة المؤسسات الثقافية في الشق الاخر من الوطن , بكافة اعمالهم وكأننا غير موجودين ...نحن غير معنيين بسماع تبريرات , لأن المسؤول لا يجوز له فعل التبرير , عليه أن يجترح الوسائل الكفيلة بحل مشاكل الناس , على الصعيد الثقافي وسواه من الصعد المختلفة ,وعليه فان مشهدنا الثقافي هذا الذي نعتز به , يضيع بين العام والخاص ويفقد خواصه التي تصلبه ,وتجعل منه مكونا رئيسا في تحصين المجتمع ,أمام الهرطقات الدخيلة والثقافة السوداء ...وعليه فان القوى الفاعلة في المؤسسة الفلسطينية مطالبة بالإجراء المناسب الذي يحمي المثقف ويعزز من دوره ومكانته ,واعتقد انها لن تعدم الوسيلة , ولن تضل السبيل لو ارادت.