وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرسول محمد صلى على ملك الاقباط حين توفي وداعش ذبحوا احفاده

نشر بتاريخ: 21/02/2015 ( آخر تحديث: 21/02/2015 الساعة: 22:09 )
الرسول محمد صلى على ملك الاقباط حين توفي وداعش ذبحوا احفاده
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لن نقف عن مراسلات النبي محمد صلوات الله عليه وبين الملك المقوقس وصولا الى زواجه من ماريا بنت شمعون القبطية ابنة اهم ملوك مصر في تلك المرحلة ، وقبط تعني مصر ، وقد انجبت ماريا للرسول ثالث ابنائه الذكور ... وانما يمتد الامر الى اعمق من ذلك والى علاقة الدفاع الاستراتيجي المشترك بين المسلمين وبين الاقباط في حماية الرسالة السماوية .
في العام 610 ميلاديا وحين كانت الرسالة السماوية المحمدية تنازع من اجل البقاء ، وحين كان خطر الفناء يهددها على يد المشركين والوثنيين الذين طاردوا محمدا واتباعه في ارجاء الارض ، استقبل ملك الحبشة ( قبطي ) وفد المسلمين وحماهم من شر القتل ، وكان النجاشي كان أحد ملوك الحبشة استقبل الصحابة المهاجرين إليه، وهو الوحيد الذي صلى عليه رسول الإسلام صلاة الغائب لما علم بوفاته .

وللتذكير  نكرر نشر رسالة سيدنا محمد له : بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك فإني أحمد إليك الملك القدوس، المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى روح الله وكلمته القاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخته كما خلق آدم بيده ونفخته، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فإني رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فاقرهم ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى".

ان السيرة النبوية لا تشير ابدا الى اي عدائية بين المسلمين والاقباط ( الحبشة او اثيوبيا 70 مليون قبطي ) بل على العكس فان حكم الاقباط كان يمتاز بالحكمه، انتشر عدله رغم الجاهلية المستفحلة ، وذهبت سيرة الاجاشي الطيبة إلى كل مكان.

وفي السنة الخامسة للدعوة نصح الرسول محمد المسلمين بترك مكة والهجرة إلى الحبشة لأن فيها "ملك لا يُظلم عنده أحد وعادل في حكمة كريماً في خلقة"، وهناك يستطيعون العيش في سلام آمنين على أنفسهم وعلى دينهم، وكان عددهم في ذلك الوقت ثمانين رجلاً غير الأطفال والنساء، ويقال أن الهجرة قد تمت بين 610 ـ 629 م.

عندما علمت قريش بذلك انزعجت، فأرسلت إلى النجاشي عمرو بن العاص، وهو "داهية العرب"، وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا حتى يسلمهما المسلمين، فرفض النجاشي ذلك إلا بعد أن يسمع الطرف الآخر.

النجاشي أمر بضرب الناقوس. فاجتمع إليه كل قسيس وراهب. فقال لهم: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين: عيسى وبين يوم القيامة نبيا؟ قالوا : اللهم نعم. قد بشرنا به عيسى، وقال من آمن به فقد آمن بي، ومن كفر به فقد كفر بي. فقال النجاشي لجعفر: ماذا يقول لكم هذا الرجل؟ وما يأمركم به؟ وما ينهاكم عنه؟.

فقال: يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر ويأمرنا بحسن الجوار وصلة الرحم وبر اليتيم، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له.

فقال: اقرأ مما يقرأ عليكم. فقرأ سورتي العنكبوت والروم. ففاضت عينا النجاشي من الدمع. وقال: زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم سورة الكهف.

فأراد عمرو أن يغضب النجاشي. فقال إنهم يشتمون عيسى وأمه. فقال: ما تقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم سورة مريم. فلما أتى على ذكر عيسى وأمه رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين. فقال: والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا.

توفي النجاشي في العام التاسع للهجرة وقال الرسول محمد لأصحابه: "اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم مات بغيْر أرضكم"، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب،

كيف يجوز ان محمدا يصلي على ملكهم ونحن نقطع اعناق عمالهم ؟