وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مصير خطة "سيري" لإعمار غزة بعد غيابه !

نشر بتاريخ: 02/03/2015 ( آخر تحديث: 02/03/2015 الساعة: 17:16 )
مصير خطة "سيري" لإعمار غزة بعد غيابه !

غزة- تقرير معا - يرحل روبرت سيري مبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط عن المشهد السياسي في المنطقة بعد ستة أشهرمن توقف القتال بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة، دون إحراز أي تقدم في خطته التي وقعت بين ثلاثة أطراف (السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأمم المتحدة) لإعمار غزة.
خطة "سيري" التي رفضها الفلسطينيون كونها تدير الحصار المفروض على القطاع منذ ثمانية أعوام، تتضمن آلية رقابة وفق نظام حاسوبي تشرف على إدخال واستخدام جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في غزة.
لكن "معا" تسأل ما هو مصير خطة إعمار غزة بعد غياب "سيري" عن المشهد السياسي ؟
فيصل الشوا نائب رئيس مركز التجاري الفلسطيني - بال تريد يرى بأن هذه الاتفاقية معتمدة من ثلاثة أطراف وهي السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل والأمم المتحدة ستبقى مستمرة رغم النتائج السلبية على الأرض في ظل عدم وجود تمويل للمواطنين المتضررين لشراء المواد اللازمة لإعادة اعمار منازلهم.


وناشد نائب رئيس مركز التجاري الفلسطيني في حديث لمراسل "معا" الأمم المتحدة أن تقوم بإصلاح الأضرار وإعادة إعمار المنازل المدمرة عن طريق مناقصات لضمان إعمار المنازل وتشغيل المقاولين المحليين وتوفير فرص عمل للجميع.
وأكد الشوا في حديثه أنه لا يوجد شيء في الأفق لتغيير الآلية.
من ناحيته طالب أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الاهلية بإلغاء خطة سيري التي أثبتت فشلها منذ اللحظة الأولى في تحقيق الإعمار.
وقال الشوا في حديث لمراسل "معا" إن هذه الآلية فرضت مزيدا من القيود على الأرض وكنا نأمل أن ينهي سيري عمله في الأراضي الفلسطينية باتفاق يكرس حقوق الشعب الفلسطيني وحريته في ظل الالية التي أعلن انها آلية مؤقتة وجاءت من أجل التعجيل في الاعمار لكن من الواضح أنها شرعنة الحصار- على حد قوله.
وأعرب الشوا عن أمله في أن يعمل المبعوث الجديد للسلام في المنطقة جاهدا من أجل التراجع عن مشاركة الأمم المتحدة في الآلية .


وقال :" كما نأمل من السلطة أن تتراجع عن خطة سيري لان شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى الحرية الكاملة في حرية حركة البضائع والافراد في كلا الاتجاهين بدون أي قيود او شروط".


واعتبر مدير شبكة المنظمات الأهلية مشاركة الامم المتحدة في الالية تشارك في مفاعيل الحصار وفرضه على القطاع، مؤكدا أن الكل بات يؤمن بما فيهم مسؤولون بالأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية بعدم فعالية هذه الآلية.
وكان سيري قد وصل امس الاحد، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون في زيارة غير رسمية وعقد لقاءات مع رجال أعمال.
ومنذ توقف القتال في السادس والعشرين من أغسطس الماضي الذي استمر 51 يوما لم يتم بناء أي منزل لأي متضرر سوى تقديم بعض المعونات الاغاثية العاجلة للمتضررين ولا زال يعيش قرابة ال 100 الف مواطن يعيشون ظروفا سيئة في مراكز الايواء والكرفانات وبيوتهم المدمرة جزئيا.
كما أن أموال مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في أكتوبر الماضي الذي جمع 5،4 مليار دولار لم يصل إلى القطاع منها سوى 200 مليون دولار وفق مسؤولين فلسطينيين.
وأعربت 30 وكالة دولية وأممية تعمل في مجال تقديم المعونات الإنسانية أعربت عن قلقها إزاء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتدهور الظروف المعيشية للفلسطينيين المحاصرين في القطاع ، داعية إسرائيل إلى رفع الحصار عن القطاع بشكل كامل.
وقال البيان المشترك: "يجب علينا ألا نفشل في غزة"، محذراً من أنه بعد مرور ستة أشهر على وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، "فإن التقدم المحدود في إعادة بناء حياة المتضررين ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع بات مدعاة للقلق".
لكن مؤسسة "أوكسفام" الدولية حذرت قبل أيام من أن إعادة إعمار قطاع غزة قد تستغرق مائة عام بحسب المعدلات الحالية إن لم يتم رفع الحصار الإسرائيلي، مشيرة إلى انخفاض كميات مواد البناء الأساسية التي وصلت إلى القطاع خلال الشهر الماضي.