وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصلاةُ الأخيرةُ على جدارِ المدينة

نشر بتاريخ: 14/03/2015 ( آخر تحديث: 14/03/2015 الساعة: 19:01 )
الصلاةُ الأخيرةُ على جدارِ المدينة
الكاتب: بهاء رحال
(1)
كم نكرهُ هذا الجدار ..
كم نكرهُ تلكَ البواباتِ العاليةِ والأبراجِ العاتيةِ ..
كم نكرهُ رائحةَ الجنودِ ..
كم نكرهُ ضعفَنَا ..
نبحثُ فينا عن طفلٍ يعيدُ لنا فرحَ البشارةِ ..
يولدُ من بقايا الرجفةِ في ليلةِ الانتصارِ على وحيِ الخرافةِ ..
ليجدَنا نقدِّمُ لهُ قرابينَ الحياةِ بالوعدِ المقدِّسِ ..
ويباركُ خُطانا الواثقة ..
هل من أحدٍ !! ..
هل من طفلٍ يولدُ من أحشاءِ المعجزةِ ويبعثُ للحياةِ ليكحِّلَ حاضرَنا !! ..
هل من معجزةٍ تخرِجُنا من ظلامِ الطريق !! ..
من قسوةِ الأشياءِ .. من عبثيةٍ قلنا وما قلنا ..
من جدليةٍ قالوا وما قالوا ..
هل من أحد !! ..
لا .. لا أحدَ
في الزمانِ المرِّ .. لا أحد ..
ونحن نحاولُ
ونكتبُ وفاءَنا للأرضِ
بسفرِ الأولين الذين كتبوا في البلادِ
تاريخَ هذا الترابِ .. ووهبوا الحياة ضحكتها
وصعدوا أنبياءً للسماء
ونسألُ!!
متى يصبحُ هذا الجدارُ حطاماً في حطامٍ ؟؟
متى ينتصرُ الخندقُ الصغيرُ على تلك الأبراجِ العاتيةِ
متى نكون نحن .. سادةَ هذه الأرضِ
فوق الأرضِ !!أحياءاً
لتتبعنا الأجيالُ وتنبعثُ المعجزةُ

(2)
في السؤال نُسقط أمنياتنا كجرعَةِ دواءٍ مخدر ..
ويضيعُ الجواب ونضيع في البقية ..
ويراودنا شبح الامتحان
يارب ..
كم مرةً في الحياة تمتحنا !!
وكم مرةً ستفشل في الاختبار !!
وهل سننجو الى محطتنا الأخيرة ..
تتدحرج الخطئية بنا .. تكبر دائرة الأشياء ..
نهوي الى القاع .. نهان في بعض الرتابة ..
نختلف .. نتخاصم .. ثم ننقسم على ذاتنا ..
نصبح منفيين في وطن اللجوء .. نصمت
فيصرخ داخلنا وننفجر غضباً في أرض الغضب ..
يكابر عجوز في السبعين واقعة المتردي ..
يشاكس شاب في العشرين زمانه المتعالي ..
يرتفع صوت الضجيج في أعماقنا ..
ونعيد السؤال ثانية ؟؟
يا زماننا الحرّ .. أينك ؟
أينك يا زماننا الحر !!