نشر بتاريخ: 27/03/2015 ( آخر تحديث: 27/03/2015 الساعة: 14:18 )
إن الثقافة هي كفاح إنساني مستمر يهدف إلى التحرر من أوهام المادة المحسوسة و سحر المظاهر لإدراك الحقائق، و الإستيلاء على القوى الخفية الكامنة ، هي تجربة غير عادية كحياة شعب غير عادي و طريقة تعبير مختلفة طوعت المادة المحسوسة إلى حس فني يخفي الكثير من الأبعاد، إنها التجربة النادرة للفنانة الفلسطينية المتألقة الطالبة الجامعية ميرنا عيسى ، هذه الفنانة التي ترعرعت على فكرة الوطن المغتصب و الشتات و الظلم و الإحتلال الساعي إلى طمس الحقائق و التعتيم على الموروث الثقافي و التاريخ الفلسطيني الذي أبى إلا أن يكون جليا واضحا و بارزا أمام كل العالم في شكله الفني مبتكر و نابع من رحم فلسطين القضية والشعب والارض والوطن والشهداء وهي ما سعت إلى إثباته.
اني اكتب عن فنانة فلسطين من عائلة مناضلة اكتب عن مسيرتها الفنية ، تقديرا ً لدورها في نشر ثقافة المقاومة ، ولنضالها من أجل ان تبقى فلسطين في صدارة الاهتمام ، لأن شعبها صنع بالدم والتضحيات الجسام قرابين عطاء على مذبح الحرية و تحرير الأرض والانسان ، حيث ما يحرّض فنها على الخلق والإبداع والمقاومة ويدفعنا إلى مدايات الحرية وكسر القيود والتقاليد البالية وباتجاه التطور والتقدم ورفض الواقع المرير، حيث سخرت فنها لخدمة الإنسان والقضية، فهي انسانة آية الجمال والوجه الضحوك والإطلالة البهية الصادقة التي تسكن القلب والذاكرة، المجللة بالقيم والأخلاق، البسيطة المتواضعة القلب الطيب، المثقفة علما وثقافة وحنكة من خلال الكلمة الصادقة، الثورية المناضلة الثائرة المتمردة على كل ما هو سائد من تخلف و قهر اجتماعي واستبداد، وفقر، وحدود مصطنعة، واحتلالات، فهي من تصرخ من خلال اغانيها بأعلى صوتها فليرحل المحتل.
فنانة متميزة مهما تحدثت عنها، فـَهِمت الفن كقضية ورسالة وليس ترفا أو جنوحا نحو شهرة وجمهور، وبقيت حيث هي مثال يحتذى لم يتغير جلدها ، بقيت وفية لفنها ولقضية الانسان، ترى ، فلسطين في عالمها العربي ورأت فلسطين شهيدة و ضحية التآمر والتخاذل، رغم ذلك فهي مؤمنة بهزيمة الاحتلال والنصر القادم لا محال .
ميرنا الإسم حلق في فضاء الإبداع الفني والعطاء الفكري الانساني والإلتزام هي تجسد العنوان والقضية في ليلنا العربي الدامس المثـقل بالهموم بالنكسات والمفتوح على عذابات الأرض وآلام الغربة، والتشرد.
الفنانة ميرنا عيسى هي بنت مخيم عين الحلوة مخيم الشتات، مخيم الصمود والكرامة, من بلدة حطين قضاء طبريا ولدت في 17-11-1996، وهي الان تستكمل دراستها في الجامعه ، فهي لها باقة من الاغاني الوطنيه والثورية ذات أبعاد عميقة و واضحة تنبع من الواقع الممزوج بإرث ثقافي هائل ، حيث استطاعت بأسلوبها الإنساني الفني الراقي ، لأن الله خلق من خلال حنجرتها ولسانها ليكون صوت حربة في وجهة المحتلين ومن اجل فلسطين فغنت لفلسطين وللقدس وللأقصى وللارض وللمقاومة وللشهداء وللكوفية والرئيس الشهيد ابو عمار، فلسطينية الكلمات والصمت ، حيث تمكنت من خلال هذه التجربة من تفجير طاقات و معان و رؤى و أبعاد و انتظارات كامنة لتتجلى المفاهيم الإنسانية و الإجتماعية .
إن ما حققته ميرنا عيسى في أعمالها هو في حد ذاته يتحدث عن الكينونة الذاتية و الهوية فالفنانة تطوق أعمالها بكل الوطن و تحتويه كاملا بكل الموروث الفعلي و القولي الذي يثبت تشبثا عميقا بالأرض، وباقة الاغاني الثورية هي ذات الأبعاد الرمزية تخلق نوعا فنيا جديدا هو في حد ذاته ثورة و نضال و تحديد و ديمومة و استمرارية على نفس الخط و الإبتكار الخلاق فهذه الأعمال لا تقدم قوالب جاهزة بل تتعداها لكي تثير ملكة التفكير والمشاعر الكامنة خاصة والتزامها بقضايا شعبها ووطنها، وتمسكها بالأرض والهوية الوطنية، رغم الواقع الماساوى الذي يعيشه شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات .
ميرنا فنانة مثقفة تتميز بالذكاء الفنى حيث تبحث دائما ما تحققه لشعبها من خلال اغانيها ، وتتحرى الدقة فى اختيار الكلمات وموضوع الاغنية وما يحدث في حياتنا من آلام وأحزان ، فهي بالنسبة لنا فنانة فسطينية اسطورة ، تامل في عينيها تحمل اسم فلسطين بمعنى الكلمة ، لانه من رحم المأساة الفلسطينية ولدت ا، وهي من تتمتع بكل اسلوب الجمال والفرح، وعي من تحمل من خلال صوتها الذاكرة الفلسطينية، من خلال اغنيات الوجدان الفلسطيني، الذي تعبر عنه وحبها لفلسطين، وعذابة صوتها يكسر كل الحواجز التي تفصل بين المكان والمكان، في اجمل حضن تبكي فيه وتكبر فلسطين، من صوت وشخصية قوية ، فهي غير متكبرة، ومتواضعة ،إذ يلاحظ عليها أنها لا تهتم بإظهار نفسها، إنما بأظهار القضية الفلسطينية كما من خلال اغانيها .
ختاما : تحية للفنانة والمناضلة والثائرة ميرنا عيسى المتألقة دائما في مشوارها الفني ومشوراها العلمي وبمنسوب الحرية العالي وبمستوى التحدي لم أجد كلمة وفاء أجمل من تلك الكلمة ، حاولت جاهداً أن أبحث عن كلمات تليق بالفنانة ميرنا فلم أجد، لقد فتشت عن مفردات أصفها بها فلم أجد، ولقد بحثت عن عبارات أمدحها بها فلم أجد، ولقد تذكرت ان الثقافة هي الصورة التي تعكس حضارة الاوطان وبها تقاس عمليات التطور والرقي والتقدم ، ولكن اقول لها انت نقاء الثلج وصفاء المرج، من خلال رسالة الفن الملتزم عن فلسطين وصوتها المبدع ، فهي تستحق كل التقدير و التكريم وتستحق أن نرسم الابتسامة على وجهها تقديرا لدورها ودور كل فنانة في فلسطين، لانها مناضلة وصلبة، تحمل كل معاني فلسطين في قلبها من خلال مشوراها الفني المبني على المحبة والعطاء، وايصال الرسالة لكل الشعب الفلسطيني.