وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسرحية "القفص" لعلى أبو ياسين نكأت واقع غزة الكليم

نشر بتاريخ: 05/04/2015 ( آخر تحديث: 05/04/2015 الساعة: 09:34 )
مسرحية "القفص" لعلى أبو ياسين نكأت واقع غزة الكليم

غزة - معا - على مسرح المسحال بغزة، افتتحت مؤسسة عشتار لإنتاج وتدريب المسرح أول عروضها الاحتفائية لمسرحية القفص لمؤلفها ومخرجها على أبو ياسين، بحضور حشد واسع من المثقفين والإعلاميين والمعنيين والجمهور وتعالج بالأساس الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمعنوية الصادمة لمواطني قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، العام المنفرط، ولاسيما خلال تواجدهم في مراكز الإيواء في المدارس التي تشرف عليها الأونروا.

"حنين" فتاة غزية تصاب أثناء الحرب بعدة شظايا بقدميها تقعدها وتتطلب حالتها السفر خارج القطاع لعدم توفر الأجهزة والأطباء المختصين بحالته، ولكن حالة الحصار وإغلاق المعابر تحول دون سفرها ما يدفع أحد الصحفيين لمناشدة جهات عدة محلية وعالمية لمساعدة حنين، الأمر الذي يجعل من قضيتها قضية مهمة، لكن حنين ليست الحالة الوحيدة التي تحتاج الرعاية والعلاج والمساعدة فهناك صف طويل من الشرائح والناس في القطاع ممن يعانون المرارة والألم وانعدام المأوى نتيجة العدوان والحصار.


فهل نجح أبو ياسين وممثلوه ونصهم المسرحي في الخروج برؤية واضحة لمسرحيتهم أم اكتفوا بمسرحيتهم ـــ التي تضمنت فصلاً واحداً وعدداً من المشاهد من ضمنها إسكيتش مسرحياً نال إعجاب وتصفيق الجمهور ـــ بتسليط الضوء دون ضوء على الواقع المعيش في القطاع في ظل العدوان والحصار ونتائجه المتفاقمة على البشر والحجر والشجر في القطاع الكليم. بداية نقول" إن الممثلين ورغم صغر سنهم و قلة تجاربهم المسرحية وقلة الإمكانيات استطاعوا بقليل من المؤثرات والديكور التأثير في الجمهور ،وانتزعوا منه في أكثر من مشهد حرارة التصفيق ،وهو أمر يسجل لهم،ويحفزهم على المزيد من العطاء والاحتراف ،إذا ما تضافرت الجهود وتوفر الدعم والنص الغني المطلوب الذي لا زالت تفتقر له الحالة المسرحية الموسمية في القطاع، فالصوت ورغم الجهد الواضح الذي بذلة الممثلون كان في كثير من المشاهد يكاد يختفي عن الآذان الصاغية لغياب المايكات خاصة صوت حنين محور المسرحية وسيدة الحضور في معظم المشاهد و،والديكور في منتهي البساطة وهو لا يزيد عن عدد من أحبات الغسيل التي نشر عليها سكان مدرسة الإيواء ملابسهم القليلة كما نشروا واقع معاناتهم والعسف الواقع عليهم وانشغال أولى الأمر بالتصور وتسليط الضوء علي ذواتهم المنتفخة، والتعبير عن عجزهم بالمزيد من الدروع لمواطنة وجدت نفسها كسيحة وضحية لجار اكتفى بالفرار من منزلة دون أن يعلم من جني عليهم قبل أن تجني عليهم صواريخ الاحتلال وتركهم عرضة لمصير ما كان ينبغي أن يكون ، لو تحلي ببعض الشجاعة التي جاء ليعتذر عنها ــ دون خجل لحنين وأبيها ،وفي ذات السياق فقد غابت المؤثرات الضوئية عن مشاهد المسرحية وإن حضرت بقوة صارخة المؤثرات الصوتية دون مبرر أمام جمهورعاش الحدث بكل تفاصيله ومآسيه، الأمر الذي يدل دلالة واضحة على ضعف الإمكانيات. وبدا لي خلال متابعتي للمسرحية أن القفص لم يكن العنوان الأنسب للمسرحية،وان ثمة عنوان أكثر تناسباً وشفافية لا زال يلوح في عقل كل من شاهد العرض.


اكتفاء على أبو ياسين في نصه المسرحي بالتصريح وبقليل من التلميح لحالة القطاع وسكانه وتشعبه وامتداد نقده والذي طال الجميع أغني عن الرؤية ولمح لها في آن في وقت امتلأت فيه أفواه الجميع بالماء وهو أمر يسجل له لفرقته المسرحية التي ألقت حجارتها في بركة القطاع الراكدة وأقنعتنا إلى حد كبير أن ثمة سواعد واعدة ومبشرة في قطاعنا الحبيب رغم سباته الطويل الطويل.