وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جماهير قطاع غزة فاقدة للوعي والادراك والوصول الى مدينة العريش المصرية يكلف 3 شواقل فقط

نشر بتاريخ: 13/09/2005 ( آخر تحديث: 13/09/2005 الساعة: 16:39 )
خانيونس -معا- منذ اللحظات الأولى لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وخروج آخر جندي محتل عن ارض القطاع ، سيطرت على مشاعر المواطنين حالات غريبة، فالمواطن الفلسطيني بدأ يتصرف وكأنة فاقد ا للوعي والإدراك والمشاعر والأحاسيس ، فاقد للذاكرة ، فكل تصرفاته التي صاحبت خروج قوات الاحتلال أظهرت حجم المعاناة التي كان يرزح تحتها المواطن الفلسطيني ، ومدى حالة البؤس والشقاء ، التي كان يعيشها بالإضافة إلى الشعور الكبير بالحرمان التي كانت مسيطرة عليه من جراء ممارسات الاحتلال التي بقيت جاثمة عليه لمدة ثمانية وثلاثين عام (38 عام ) .

مراسلي وكالة معا كانوا على بوابة صلاح الدين وتجولوا على طول الشريط الحدودي مع جمهورية مصر العربية ، اذ وجدوا الحدود التي كانت من اقوى التحصينات أصبحت مستباحه في مدينة رفح فالمواطنين وفور انسحاب الاحتلال قاموا بأحداث فجوات كبيرة وضخمة في الحدود بما يمكن اللشاحنات والمركبات الضخمة التحرك بكل سهولة ويسر دون مضايقة أو إعاقة بل أن المئات من النساء والأطفال و الرجال والشباب ، جميعهم تدافعوا على الشريط الحدود وان كان التدافع من قبل أهالي رفح المصرية كان واضحا وغير طبيعي .

الأمر المضحك في استباحة الحدود وكأنها وحدة جغرافية واحدة هم التجار والمهربين من الطرفين الفلسطيني والمصري حيث كانت حركة نقل البضائع بينهم واضحة لدرجة أن أحد التجار يقول: "بأنه لم يتبقى في شمال مصر ( العريش ) أي سلعة يمكن المتاجرة بها جميع البضائع من ( الدخان ، والأجبان ،والألبان ، والمعسل ، والأنواع المختلفة من الأسماك جميعها نقصت ولم يتبقى شئ ) في إشارة واضحة على حجم التجارة الواسعة وعمليات التهريب التي تمت ).

المواطن الفلسطيني محمد شلح 24 والذي كان من أول الذاهبين إلى مدينة (العريش المصرية ) قال :" أن حالة الحرمان الكبيرة التي أحييناها ، دفعتني بطريقة غريبة إلى التوجه إلى مصر لمدة زادت عن ثمانية ساعات تجولت أنا وأصدقائي في مدينة العريش وقمنا بشراء الأسماك من هناك والتجوال في اغلب مناطقها ، وكنت أفكر أنني أول من ذهب إلى هناك وذهلت عندما كنت في تجوالي أن غالبية المواطنين هناك هم من مدينة رفح الفلسطينية ".

ويشير التاجر محمد. ك 55 عام أن ما حدث فرصة لا تعوض من حيث حجم التجارة ويقول قمت بشراء كميات ضخمة من دخان (الرويال المصري والملبوروا ) وهذا سيجلب علي المزيد من الأموال ، لقد كنا في السابق محرومين من السفر إلى مصر للتجارة بفعل سياسة الإغلاق المستمرة للمعبر أما ألان فكل شئ مباح ولا وبسهولة حتى أن المواصلات في الطرف المصري تدفع بالشيكل دون الحاجة إلى تبديل العملات !!

الشاب علي عابد هو الاخر من مدينة رفح وقد ذهب الى مدينة العريش المصرية ،برفقة العديد من اصدقائهة ، أوضح بأنه كان متردد من الذهاب إلى مصر ولكن حجم التدافع الكبير للمواطنين والإشاعات التي أطلقها المواطنين من أن الحكومة المصرية سوف تسمح للمواطنين بالتحرك في شطري الحدود لغاية يوم الجمعة القادم دفعني بالانطلاق نحو مصر والذهاب إلى مطعم للسمك وتناول وجبة فاخرة من سمك ( الدنيس ، والفريدة ) بثمن بخس .

وقال : " أن مشاعر غريبة سيطرت على عقلي الباطن ، بحيث لم استطع السيطرة على نفسي فالذهاب الى مصر قد يوقعني في مخاطر جما ، ولكنني لم أبالي فالمهم أن اذهب واشعر بالحرية واكل السمك من العريش!!
المواطنين المصرين بدورهم لم ينتظروا وقاموا بالدخول إلى مدينة رفح للالتقاء بأقاربهم الذين حرموا من رؤيتهم منذ سنوات طويلة.

أحد المواطنين المصرين والذي رفض ذكر اسمه خوفا من الحكومة المصرية ، قال اشعر ألان بأن معجزة جديدة قد حصلت فأنا الآن في فلسطين وعلى أرض مدينة رفح لم أكن أتوقع ذلك حتى في الأحلام !! أبناء عمي حرمت من رؤيتهم منذ سنوات ، ولكن ألان أنا على بعد أمتار معدودة منهم !! الله الكبر ما أعظمها من لحظات !!

فيما يشير المصري ح. س الى أن سبب قدومه الى قطاع غزة وهو تقديم التهنئة لسكان قطاع غزة والأحتفال معهم في الأيام الأولى لانسحاب قوات الإحتلال لانهم على حد تعبيره قدموا الكثير من التضحيات الكبيرة ، وأشار الى أنه سيعود بعد يوم ويجلب اسرته للمباركة للاسر الفلسطينيه في مدينة رفح !!!

ما يحدث في غزة الان لا يستطيع أحد وصفة أو تخليه فكل ما كان ممنوع اصبح مباحا وسهل المنال ، دون المضايقة من أحد كان !! ولكنه جميل ورائع لأنه بطعم الحرية والأهم من ذلك إلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه ويعود الوعي الإدراك واتزان العقل إلى المواطنين من اجل ضبط الأوضاع وفرض سيادة القانون المغيب .