وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صالح يستغيث بنا بلسان لا ينطق !!!

نشر بتاريخ: 17/04/2015 ( آخر تحديث: 17/04/2015 الساعة: 01:10 )
صالح يستغيث بنا بلسان لا ينطق !!!

بيت لحم- كتبت رولا سلامة - في غرفة تقع وسط مدينة بيت لحم ، في سوق شعبي مكتظ بالناس ، وحركة نشطه للمحال التجارية ، وسيارات تتكئ على الرصيف لتمر في هذا الشارع الضيق ، ورجال الشرطة ينتشرون نشطين في محاولة للسيطرة على الأوضاع وتسهيل مرور المركبات وتيسير عبور المارة من هنا وهناك ، يرقد صالح في غرفته الصغيرة تحت أحد الشوارع حيث يصعب الوصول اليه دون وجود دليل ليقودنا الى تلك الغرفة الصغيرة التي يرقد فيها صالح وحيدا الا من تلفاز يعمل على مدار الساعة ليقضي على الهدوء المنتشر في الغرفة ويضفي بعض الحرارة والحركة على ساكن هذه الغرفة ويعده بغد قد يكون أفضل وقد يحمل معه خبرا سعيدا لمريم التي انتظرت طويلا موافقة على نقل أخيها لأحدى المؤسسات التي تعنى بالمسنين والمقعدين والأفراد ذوي الاعاقة والتي باتت معدودة ومحدودة وممتلئة بمن أجبر أو خير أو حتى نقل بعلم أو بدون علم لأحدى هذه المؤسسات النادرة في وطننا التي باتت تئن من كثرة زوارها وروادها وقاطنيها وكذلك القوائم الطويلة التي تنتظر دورها اما بوفاة أحد قاطني هذه المؤسسة أو انتقاله للمشفى أو حتى خياراخر ندر ما حدث وهو اقتناع الأسرة بعد سنوات من الجفاء والجمود والقسوة بأن مكان هذا الشخص أو هذه المسنة هو منزل الأسرة وهو المرقد الأخير لمن ينتظر الفرج القريب .

صالح يا سادتي هو شاب كان من أجمل الشباب وأكثرهم جاذبية يحدق من يدخل غرفته طويلا بصورة على الجدار الأيمن من الغرفة ويستوقفه جمال هذا الشاب وابتسامته العريضة وهدوءه واشراقته ، وبعد لحظات من التحديق والتمعن تجد نظرك يتجه مباشرة لصالح -هذا الذي يرقد على سريره ينظر من حوله ويحاول أن يستنتج ما الذي يدور ويحاول أن يركز سمعه وبصره وحواسه جميعا عله يفسر هذا الغموض من حوله ويعرف أننا جئنا لنستمع لقصته من اخته مريم التي تخدمه على مدار اليوم وتشرف على راحته وعلاجه ونظافته وطعامه وشرابه ومسكنه وملبسه وتضمن أن يعيش حياة أقرب الى حياتها .
حالة من الغضب والحزن والتوتر والعصبية تنتابنا ونحن نستمع لمريم وهي تروي ما الذي حصل مع أخيها قبل حوالي 3 سنوات وكيف فقد زوجته أو فقدته وكيف تخلى عن بناته واصطحبهم بمحض ارادته وبقلب حديدي لوزارة الشؤون الاجتماعية في بيت لحم ليتركهم قرب مدخل البناية ويضعهم أمانة في الوزارة ليحسنوا التصرف معهما ، كيف عاد من هناك ودموع الحسرة تنهار سيلانا وهو يركض باتجاه بيت شقيقه يبحث عن مفر ويريد أن ينسى فعلته ويغمض عينيه ويعيش كما كان يتمنى أن يعيش بهدوء وراحة بال وينسى ما مر عليه خلال الأشهر الماضية وامتد للساعات الماضية وسرق منه الضحكة وراحة البال وتركه بدموع حائرة لا تجف ليلا ولا نهارا.


دعونا نستمع ونشاهد صالح ومريم ونتعرف على القصة كاملة لنرى من ظلم من في هذه القضية ومن دفع الثمن وهل يستحق صالح ما حصل له .