وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بسبب النظام الانتخابي- اصوات الناخبين في القمامة

نشر بتاريخ: 04/05/2015 ( آخر تحديث: 05/05/2015 الساعة: 10:21 )
بسبب النظام الانتخابي- اصوات الناخبين في القمامة

بيت لحم - تقرير معا - على الرغم من ان الانتخابات العامة في فلسطين لم تجر سوى مرتين خلال (19 عاما)، فان نتائجها تحددت سلفا حسب النظام الانتخابي المعتمد، ما يعني ان صوت الناخب ليس عامل الحسم الاساسي في لعبتنا الديمقراطية. فما هو النظام الانتخابي المعمول به في فلسطين وكيف الفكاك منه؟


احتكار الكبار للعبة


نظام الدوائر او الاغلبية: في العام 1996 اجريت الانتخابات التشريعية حسب نظام الاغلبية حيث تم توزيع الوطن الى 16 دائرة انتخابية تحظى كل دائرة بعدد من المقاعد في البرلمان "حسب عدد سكانها"، فمثلا حظيت دائرة الخليل وهي الاكبر بعشرة مقاعد من اصل 88 هي عدد مقاعد المجلس التشريعي انذاك، فيما كان نصيب بيت لحم 4 مقاعد وهكذا.

وقد تنافس 672 مرشحا على 88 مقعدا حصل الفائزون على 45% من الاصوات وتم القاء 55% من اصوات الناخبين الى حاوية القمامة. ما يعني ان اكثر من نصف المصوتين لا يشاركون في صنع القرار، وفي هذه الحالة فاز مرشحو العشائر والحزب الكبير وتم تهميش الاحزاب الصغيرة والاقليات والمرأة، كما ان هذا النظام لا يسمح لابن القدس او نابلس ان ينتخب مرشحا من الخليل او غزة.

ويقول ناصيف معلم المختص في شؤون الانتخابات لـ معا ان توزيع الوطن الى دوائر حسب المحافظات يعد اجحافا كبيرا تجاه حق المواطن في الاختيار الديمقراطي وخرقا لمبدأ المساواة ( فمثلا لم يتح لابن اريحا سوى اختيار شخص واحد حيث حصة الدائرة مقعد واحد فقط، وكذا في سلفيت، بينما اتيح لابن الخليل اختيار من واحد الى عشرة مرشحين).



النظام المختلط: في انتخابات العام2006 تم تعديل النظام الانتخابي الفلسطيني ليصبح مختلطا حيث تم انتخاب نصف الاعضاء حسب نظام الدوائر فيما جرى انتخاب النصف الاخر حسب النظام النسبي وقد تم رفع عدد المقاعد الى 132 مقعدا انتخب 66 منهم على نظام الاغلبية ( الدوائر) اما الباقون فانتخبوا حسب نظام التمثيل النسبي.


ما هو نظام التمثيل النسبي؟

وينص النظام النسبي على ان الوطن كله دائرة واحدة ولا يجوز خوض الانتخابات بشكل فردي بل على شكل قوائم ( لا يقل عدد القائمة عن 7 مرشحين ) وان لكل حزب او قائمة عددا من المقاعد يتناسب مع حجم الاصوات التي حصل عليها، بعد تجاوز نسبة الحسم، فمثلا اذا كان "ثمن" المقعد الواحد الف صوت فان القائمة التي تحصل على الفي صوت قد تحتل مقعدين في المجلس فيما تحتل التي حصدت عشرة الاف صوت عشرة مقاعد تقريبا وبالتالي يكون معظم الوان الطيف السياسي والاجتماعي ممثلا في المجلس.

وفي هذا الصدد يقول ناصيف معلم ان نظام التمثيل النسبي يحفز الاحزاب السياسية على العمل وتعزيز الديمقراطية الداخلية واللجوء الى الانتخابات التمهيدية " primaries" لاختيار مرشحي الحزب، على عكس نظام الدوائر الاقرب الى التعيين حسب قوة العشيرة والنفوذ الشخصي بعيدا عن اليات الاختيار الديمقراطي، فمثلا في انتخابات عام الفين وستة جاء جميع الشباب والنساء الفائزين من قوائم التمثيل النسبي، ولم يفز اي منهم في الدوائر، حيث فاز بها ممثلو العائلات الكبيرة وممثلو الاحزاب الكبرى او كلاهما.


وفي نظام التمثيل النسبي يتم انتخاب القائمة على اساس برنامجها الانتخابي ولا يمكن اختيار شخص بعينه دون بقية مكونات القائمة ما يقلل من الدور الشخصي والعشائري ويسهم في تعزيز العمل الديمقراطي والبرامجي، كما ان هذا النظام يعتبر الوطن دائرة واحدة حيث يستطيع الناخب من جنين او القدس انتخاب مرشح من غزة او الخليل والعكس صحيح ، الامر الذي يعتبره المراقبون تحديا لمحاولات الاحتلال تقسيم الوطن.


نسبة الحسم:

كانت نسبة الحسم عام 2006 واحدا ونصف في المئة فيما تطالب حركة حماس برفعها الى ثماني في المئة. ونسبة الحسم تعني الحد الادنى من الاصوات التي يجب ان تحصل عليها القائمة من اجل ان تدخل التنافس على المقاعد . فمثلا اذا كانت نسبة الحسم اثنين في المئة وعدد الاصوات الصحيحة المسجلة مئة الف صوت فان القائمة التي تحصل على اقل من الفي صوت لا تدخل التنافس على المقاعد ويتم استثناؤها . وكلما قلت نسبة الحسم زاد تنوع البرلمان والعكس صحيح.

.jpg?_mhk=4c59bd613243612ee1c5828fca380182096c84d387ceb6e7b1f1630f367c45a204523695e80912ec7942bae5760c663c' align='center' />

329846#
جدير بالذكر ان الاصوات الفائضة نتيجة عدم تجاوز نسبة الحسم يتم توزيعها على القوائم وفق اتفاقيات ثنائية مسبقة يقول معلم حيث في حالتنا الفلسطينية لا تصل نسبة الاصوات المهدورة الى 2% في التمثيل النسبي مقابل اكثر من 50% في نظام الاغلبية " الدوائر " ، وبالتالي يجد الكل مكانا له في موقع صنع القرار ولا يستثنى احد تقريبا.

منذ العام الفين وستة يجري نقاش فصائلي ومجتمعي على تغيير النظام الانتخابي الى النظام النسبي بالكامل لكن حركة حماس ما زالت تصر على النظام المختلط وذلك حسب وثائق حوارات القاهرة عام الفين وتسعة مع العلم ان حركة حماس في برنامجها الانتخابي عام 2006 و بالتحديد الجزء الاخير منه البند رقم 11 و الذي جاء فيه ما يلي: "العمل على إصدار قانون انتخابي جديد، يحقق العدالة ويضمن إفراز مجلس يمثل شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة تمثيلا حقيقيا وأمينا". كما ان حركة فتح التي سيطرت على المجلس التشريعي الاول لم تسعى الى تغيير النظام الانتخابي الى التمثيل النسبي الا بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006 .

تقرير زهير طميزي