![]() |
نواب القدس ووزيرها الأسبق.. عزلة وغربة وإقامة جبرية
نشر بتاريخ: 05/05/2015 ( آخر تحديث: 05/05/2015 الساعة: 23:27 )
![]() القدس- تقرير معا- أن تعيش في داخل وطنك وفي غربة عنه.. أن تعيش مقيداً دون هوية أو وثيقة..أن تمنع من التحرك والتنقل خارج مدينتك، هذا هو حال نواب المجلس التشريعي عن القدس، نواب يعاقبون لأنهم أبناء مدينة القدس. ![]() محامي النواب... وأوضح محامي نواب القدس فادي القواسمي لوكالة معا أن المحكمة الاسرائيلية العُليا قررت توسيع هيئة القضاة من 3 قضاة الى 9، للنظر في قضية نواب القدس، وأجلت المحكمة العليا الاسرائيلية اليوم الثلاثاء البت في قضية "سحب إقامة وإبعاد نواب".، وخلال جلسة اليوم لمح القضاة أنه من الأجدر بوزير الداخلية الاسرائيلي التراجع عن قرار سحب الاقامة وإبعاد النواب والوزير .
![]() وزير القدس الأسبق.. شوق وحنين الى القدس أما وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة فقد اعتبر حياته اليوم أصعب من حياة الغربة والسجن والاعتصام داخل خيمة الصليب الأحمر (لمدة عام ونصف)، واعتبر سحب هويته وابعاده الى الضفة الغربية شبيه بالاعتقال الاداري حيث لا يعلم سببه أو متى ينتهي. وقال :"نعيش هذه الأيام لون آخر من العذاب، ابعاد عن القدس وحياة دون وثائق واقامة جبرية تمنع من التحرك بحرية"، مضيفا :"اذا خرجنا للتنقل في الضفة الغربية نعاني ونخشى من الدوريات الاسرائيلية فلا يوجد لنا أي ورقة تدل على هويتنا وبسبب صعوبة ذلك نعود الى "اقامتنا الجبرية" ونعقد النية على عدم الخروج من المنزل". وأَضاف:"الابعاد شعور مؤلم وما يزيده ألما هو أطفالنا الصغار حولنا الذين لم يتمكنوا من الانسجام في محيطهم الجديد، بعد أن أجبروا على ترك منازلهم وحارتهم وشوارعهم التي ولدوا وتربوا وترعرعوا فيها، مضيفا ان ذلك ينعكس سلبا على نفسيتهم وعلى تصرفاتهم في بعض الأحيان ويزيد من عصبيتهم". وقال :"جميع أفراد العائلة تعيش حياة شوق وحنين الى القدس ومقدساتها والأقارب والجيران"، لافتا ان عائلته لا تعيش في استقرار وهدوء برام الله خاصة بعد اعتقاله من داخلها. وتساءل أبو عرفة بعد أبعاده عن القدس :"ما هو دورنا؟ والى متى سنبقى في فراغ نفسي وسياسي؟ ومتى سنعود الى المدينة؟؟ واضاف :"بعد قرار سحب هوياتنا تم تقديم الاستئناف للمحكمة الإسرائيلية والتي لا تزال القضية عالقة وذلك يزيد الأمور تعقيدا ويزيد من عدم استقرارنا في مكان تواجدنا، فالعديد من الأمور الحياتية معلقة بانتظار قرار المحكمة". ولفت الى معاناة أطفاله خلال اضطرارهم للمرور بشكل يومي عبر حاجز قلنديا العسكري للوصول الى مدرستهم في بيت حنينا، في وقت كانوا يصلون الى المدرسة دون الحاجة للمرور بمأساة الحواجز، اضافة الى صعوبة التواصل مع زملائهم. أما العائلة فإنها تتجهز لحضور تخريج اثنين من ابنائها من الجامعة في الاردن، اضافة الى تخرج ابنته من مدرستها في بيت حنينا لكنه لن يتمكن حضور حفلات تخريج ابنائه. ![]() النائب محمد طوطح.."سجن اجباري" أما النائب محمد طوطح قال:" نعيش في مدينة رام الله بدون هوية وبدون جواز سفر ورخصة قيادة، فلا يوجد أي وثيقة رسمية تمكننا من التنقل من جهة لأخرى، في حال اضطررنا للخروج واعترضنا حاجز عسكري يتم احتجازنا لساعات وربما اعتقلنا لعدم وجود أي ورقة خاصة لنا. وقال :"أطفالنا ونسائنا يأتون لزيارتنا شوقا وحبا للم الشمل ويغادرون خوفا على هويتهم وحفاظا على تواجدهم في القدس، فمنذ عام 2006 حرمت من متابعة شؤون أطفالي، ومتابعة أبسط الأشياء لهم بسبب الاعتقال عقب الانتخابات والاعتصام ثم الاعتقال مرتين". ووصف حياتهم هذه الأيام "بالسجن الاجباري" لعدم قدرتهم على التنقل خارج رام الله من جهة، ومضايقات الاحتلال لأي شخص من الأصدقاء أو الأقارب في حال قام بزيارته في مكان "اقامتهم الجبرية" من جهة ثانية، ولفت طوطح انه تم استدعاء بعض الشبان الذين يقومون بزيارتهم لمعرفة سبب وطبيعة هذه الزيارة، وتم تهديدهم في بعض الأحيان في محاولة لتخويفهم من التواصل معهم وعزلهم نهائيا عن المدينة. وأَضاف ان حاجز قلنديا يمنع الاهالي من التواصل الكبير والدائم معهم بسبب المعاناة التي تواجه أي فلسطيني يمر من خلاله (الوقوف لساعات والتفتيش)، وقال :"اضافة الى ذلك مراقبة هواتفنا المحمولة وهذا ما اكتشفناه خلال الاعتقال الاداري الأخير حيث سألنا المحقق عن حديث اجريناه مع أحد الاصدقاء وكان له العلم بالمحادثة التي جرت بيننا". ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن اقتحام ومضايقة عائلة النائب طوطح رغم ابعاده فقال النائب:":"تقوم القوات بين الحين والآخر باقتحام منزلي ومنازل العائلة في حي واد الجوز كما يقوم جنود الاحتلال باحتجاز هويتهم بدعوى "وجودي بالقدس بطريقة غير قانونية"، وهذا أرهاب لأهلنا ولعائلتنا". أما عن حياته الخاصة قال طوطح :"لدي 3 أولاد وبنتين اكبرهم 17 عاما اصغرم 4 اعوام، والكبيرة تحضر لحفلة تخريجها من الثانوية العامة وتشعر بغصة كبيرة لعدم مقدرتي على مشاركتها فرحتها، فهذه اول فرحة لنا "فرحة تخرجها من المدرسة" كنا ننتظر عاما بعد عام الا ان الاحتلال سيحرمنا الفرحة الحقيقية. وقال :"ابني الصغير سعد الذي ولد خلال اعتصامي داخل مقر الصليب الأحمر يسأل دائما عن سبب عدم حضوري الى منزلنا في واد الجوز...واحاول تبسيط الامور لكي يفهمها لكن ما يجرى يفوق سنوات عمره". النائب محمد أبو طير.. أما النائب محمد أبو طير 65 عاما، فهو يقضي حكمه داخل سجون الاحتلال، علما انه قضى ما حوالي 33 عاما في السجون.
تقرير: ميسة ابو غزالة
|