وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دحدح.. سخن يا دحدح

نشر بتاريخ: 26/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
دحدح.. سخن يا دحدح
الخليل - معا - ما أن ينتهي من أداء صلاة الفجر، حتى يبدأ صوته يُلعلع ويجلجل: "دحدح .. دحدح سخن يا دحدح" هذه السيمفونية تعود أن يرددها خضر محمد المدهون (61 عاما) منذ أن بدأ ببيع هذه الحلوى قبل 37 عاماً، واكتسب لقب "ملك الدحدح".

يبدأ حياته كل يوم عند الثانية بعد منتصف الليل، حيث ينهض من فراشه، ويبدأ بإعداد "سدر الدحدح" والمكون من السميد والسكر والقرفة والسمن البلدي والحليب، وتوضع على "سدر"- صينية نوع من انواع الأواني- ثم يخبزها بالفرن، وبعد نضوجها يتم اضافة السكر المطحون وبعض اضافات الزينة، والدحدح نوع من انواع الحلويات التراثية اللذيذة المشهورة في فلسطين وخاصة في مدينة الخليل.

وما ان يُرفع آذان الفجر، حتى ينطلق من منزله في حي الجامعة بمدينة الخليل، دافعاً عربته- مصنعة من الخشب وتسير على 3 عجلات صغيرة- باتجاه مسجد الرباط، ليصلي الفجر، ويبيع زبائنه مرتادي المسجد، قبل أن يطوف حي الجامعة وبئر المحجر وواد ابو كتيلة وشارع السلام، وينتهي طوافه بعد ان يكون قد باع الدحدح.

سخن يا دحدح
وأوضح "ملك الدحدح"، ان للدحدح مذاق لا يمكن وصفه وهو ساخن، ومن هنا جاء الترويج له من خلال سيمفونية "دحدح.. سخن يا دحدح" ولذلك فهو يحرص على الوصول الى زبائنه وهو ساخن، مضيفاً: "حتى وإن برد الدحدح له مذاق لا يعرفه الا كل من تذوقه".

وقال المدهون: "الرزق على الله، علّمت اثنين من ابنائي طريقة صناعة وبيع الدحدح، لكي تكون بين أيديهم مهنة يعتاشون منها في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، الحمد لله ما يأتينا من رزق يكفي لاعالتي واعالة أفراد أسرتي الـ 12".

ضعف الاقبال
ويروي ملك الدحدح، بانه كان يبيع فيما مضى 4 صوانٍ من الدحدح في اليوم الواحد، لكن وبعد قيام الناس بصناعة هذه الحلوى داخل منازلهم "ومذاقها ليس كمذاق دحدح ملك الدحدح"، بات يبيع سدرا واحد يومياً، وأصبحت اهتمامات الاطفال شراء انواع أخرى من الحلويات المصنعة والتي قد تضر بصحته.

ويضيف: "مع بداية العطلة الصيفية للمدارس، واغلاق المدارس لابوابها نخسر زبائن كُثر، ونبدأ بالبحث عن زبائن جدد مع احتفاظنا بزبائن صلاة الفجر والذين نعتز بهم، وإن غبنا عنهم يوماً يسألون عنا".

وكتب ملك الدحدح، على أحد جوانب عربته: "سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري..".

متابعة: محمد العويوي