وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المرأة بغزة.. الحلقة الأضعف

نشر بتاريخ: 27/05/2015 ( آخر تحديث: 28/05/2015 الساعة: 14:47 )
المرأة بغزة.. الحلقة الأضعف
غزة- معا- لم تكن المرأة في قطاع غزة بمعزل عن الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية التي يعاني منها كافة سكان القطاع بمختلف فئاته.. فالمرأة تعيش أوضاعا مأساوية مضاعفة تضاف الى معاناتها كونها أم وأخت وزوجة ابنة ولا يختلف حالها عن حال الرجل.

انتهكت خصوصيتها في مراكز الايواء فقط لكونها امرأة،،، عانت من الفقدان على المستوى الشخصي في ثلاثة حروب متتالية على قطاع غزة حتى سجلت في الحرب الاخيرة اكثر من 750 ارملة،،، تنتهك حقوقها في الوظيفة ويمارس التمييز ضدها في الاجور والعلاوات والمراتب الوظيفية،،، لم يطرأ أي تغير على اوضاعها في ظل حكومة التوافق، بينما لا زالت تتعرض للعنف الجسدي والنفسي لأنها الحلقة الأضعف.

"زينب الغنيمي مديرة مركز الابحاث والاستشارات القانونية للمرأة أوضحت لـ معا ان المرأة في قطاع غزة على المستوى الشخصي تعاني شأنها شأن افراد المجتمع المعاناة الخاصة بها، مبينة ان المرأة الاكثر التقاطا لحساسية الوضع في قطاع غزة وبالتالي هي على المستوى التفصيلي تعاني،،،

وفيما يلي نص المقابلة:

1. كيف تقييمي وضع المرأة في قطاع غزة التي عاشت ثلاثة حروب وحصار متواصل؟؟
وضع المرأة لا يختلف عن وضع الرجل في قطاع غزة بسبب الانقسام والحصار والعدوان المتكرر والحصار المفروض بشكل قاسي من قبل السلطات المصرية في اغلاق معبر رفح على التحديد ،،تعودنا ان تدفع النساء ثمن الفقدان فقدان الزوج الابن والأخ وأصبح مطلوب منها ان تدير شان الاسرة من ورائهم.

في العدوان الاخير على قطاع غزة اكثر من 750 /800 امرأة أصبحن أرامل،،، قسم كبير من هؤلاء الارامل اصبحن ربات اسر ومسؤولات بدون ان يملكن القدرة على القيام بدور انتاجي وتامين دخل للعائلة بسبب عدم توفر لديهن امكانات العمل او خبرات او فرص العمل غير متاحة وعدد محدود وقليل من الشابات الصغيرات تم تزويجهن مرة اخرى.

الوضع الاقتصادي:
تقول الغنيمي ان الوضع الاقتصادي في قطاع غزة مرتبط بوضعية النساء داخل الاسرة كلما ازداد الفقر تصبح النساء هن الافقر اذا نقص دخل الاسرة تتراجع فرص التعليم وتلبية الاحتياجات الخاصة للنساء وتصبح منظومة الحياة قائمة على حساب المرأة والفتاة وعندما تقل الموارد يتم تامين الفرص للولد وليس للفتاة للبنت.

المشكلات الصحية:
هناك ايضا مشكلات مرتبطة بالأوضاع العامة كالمشكلات الصحية لا يوجد تلبية لاحتياجات النساء في الاوضاع الصحية وليس صدفة ان ترتفع معدلات الوفيات في حالات الولادة والنفاس في المستشفيات قد يكون بسبب اهمال طبي او نقص المستلزمات الطبية او عدم استقرار الوضع الوظيفي للعاملين في المؤسسات الصحية والتعليمية بسبب الانقسام يؤدي الى عدم انتظام المهمات الوظيفية.

2. هل ادى تشكيل حكومة التوافق لاي تغيير على الاوضاع المعيشية للمرأة؟
وزارة المرأة لا حول لها ولا قوة ماذا تستطيع ان تفعل وزيةر المرأة في اطار السياسات العامة هي محكومة بسياسات عامة القصة في قطاع غزة ليست مربوطة بفرد وليس بوزارة المرأة لذلك تبقى وضعية النساء في قطاع غزة تعاني على كافة الضعد وهنا علينا ان نسال وزارة المرأة والعمل والاشغال والعدل ماذا قدموا للنساء في قطاع غزة اللاتي يتعرضن للفقدان ويتعرضن لتدمير بيوتهن ويتعرضن لإهمال قضاياهن وعدم انفاذ القانون.

كثير من النساء شردن سواء من بقي في المدارس وسميت مراكز ايواء مجازا وهي لا ترتقي لمستوى مراكز الايواء لأنها تفتقد لأبسط ضرورات الحياة وخصوصيات النساء اللاتي انتهكت خصوصياتهن في هذه المدارس او من خرجن من هذه المدارس واضطروا الى العودة الى الاسرة الممتدة وهذا تدفع النساء ثمنه او استأجروا بيوت ،كل هذه الظروف تعيش فيها المرأة ادت الى مفاقمة حالة العنف ضد المرأة لان كلما اشتد الفر وتأزمت الاوضاع يشعر الرجل بالعجز عن تسديد احتياجات اسرته يدخل في حالة عصبية ويجعله عنيف ومتوتر ويستقبل حالته النساء والاطفال الحلقات الاضعف في الاسرة.

كثير من النساء عانت من العنف العائلي واثناء بعد العدوان وهناك حالات طلاق وحالات عنف شديد خاصة في مراكز الايواء كان هناك حجب لخصوصية المراة كثير منهن وقع عليهن العنف لانهن يتحركن كثيرا داخل المركز وهي تتحمل مسئولية كل شي حتى فجور الرجال وكثير من الضايا تم لمسها.

3. مع تعدد المراكز النسوية هل حققت هذه المراكز برامج تنموية حقيقية تجاه المرأة؟
لا نرى المسألة كمية بالقدر ما ننظر الى نوع الخدمة التي تقدمها هذه المراكز،، الموجود على ارض الواقع والمؤسسات التي تقدم خدمات للنساء فقط لا نعتبرها كثيرة من حيث العدد لان الموضوع ليس بالكم هذه المؤسسات سجلت نجاحات من خلال قرأتنا لتقاريرها السنوية والأنشطة التي تنفذها في تقديم الخدمات للنساء وبالتالي هم ينجحوا في حدود واطار عملهم.

ليست كل المؤسسات التي تقدم خدمات للنساء هي مؤسسات نسوية ،،،ثلاثة ارباع المؤسسات الاهلية هي مؤسسات مجتمع مدني تقدم خدمات للنساء والشباب والأطفال اما المؤسسات التي انشئت لتكون مؤسسات ذات طابع نسوي مباشر هي مؤسسات مجتمعية في الظرف الراهن تركز اهتمامها وأنشطتها للنساء انطلاقا من سياسة الممولين وان المرأة اكثر احتياجا للعمل معها وتمكينها ودعمها.

4. هل تتعرض المرأة لانتهاكات في حقل العمل وهل هناك تمييز في الأجور؟
هناك تمييز في العمل العام الحكومي في التطبيق بحيث تكون الفتاة ذات المؤهلات العليا المؤهلة لوظيفة دنيا والأقل كفاءة يتم توظيفه في درجة عليا بالاضافة الى التمييز في العلاوات ولكن تكون الفروقات محدودة.

لكن في القطاع الخاص الفروقات واضحة والتمييز واضح خاصة في المؤسسات الخاصة والمدارس ورياض الاطفال والمصانع لان القوانين فيها محكومة بالنظرة للمرأة ولا يتم اعتبارها انها معيلة وإنما معالة من قبل الرجل وينظر لدخلها بانه فائض وان الرجل رب الاسرة وهو من حقه الراتب العالي.

في رياض الاطفال ايضا حيث يوجد تأنيث للعمل هناك مشكلة في الاجر ولا يرتقي لمستوى تامين المواصلات وهاذا ايضا مرتبط بالبطالة وسوق العرض والطلب بالإضافة الى أن غياب النظام السياسي الرقابي على هذه المنشات لتقول لهم ان هناك تمييز وظلم واقع على المراة التي يحميها القانون ويتعامل مع المرأة العاملة باعتبارها عامل شانها شان العامل

5. هل ما زالت المرأة تقتل على خلفية الشرف؟
كل الظروف السابقة التي ذكرنها والتي تعيش فيها المرأة ادت الى مفاقمة حالة العنف ضد المرأة لان كلما اشتد الفقر وتأزمت الاوضاع يشعر الرجل بالعجز عن تسديد احتياجات اسرته ويدخل في حالة عصبية ويجعله عنيف ومتوتر ويستقبل حالته النساء والأطفال الحلقات الاضعف في الاسرة.

كثير من النساء عانت من العنف العائلي اثناء وبعد العدوان وهناك حالات طلاق وحالات عنف شديد خاصة في مراكز الايواء كان هناك حجب لخصوصية المرأة كثير منهن وقع عليهن العنف لأنهن يتحركن كثيرا داخل المركز وهي تتحمل مسئولية كل شي حتى فجور الرجال.

قضية العنف ضد المراة التي تصل الى حد القتل جزء من مسلسل العنف النفسي والزجر وكتم الصوت لكن عندما نحكي القتل على الشرف موجود في كل المجتمعات وليس فقط في غزة وفقدان السيطرة على نفسه اذا علم ان زوجته او اخته او ابنته متهمة بسلوك ما سيئ.

هذه الحالات محدودة وليست ظاهرة ولكن نحن كمراكز نسوية نتعامل مع القضية "التقل على خلفية الشرف" انه لو قتلت امرأة واحدة على انها جريمة لأننا لا نهتم بالرقم ولكن نهتم بالنوع الاجتماعي وهنا لنا ان نتسائل هل من حق شخص مهما كانت صلة قرابته ان يعتدي على حقها في الحياة؟؟

لا يمكن الحديث عن الرقم في القتل على اعتباره مؤشر حتى لو لم تقتل أي امرأة بادعاء الشرف في هذا العام لا نعتبر ان الامور مرت بسلام لأنه قد يحدث عدة عمليات قتل في شهر واحد مثلا.

ونقول بشكل واضح طالما ان الثقافة الاجتماعية السائدة تعيق حرية المرأة واستقلالياتها وترفض ان يكون لها خياراتها الشخصية معنى ذلك انها تعيش تحت التهديد في أي وقت اذن تبقى المشكلة قائمة في نسيج الثقافة وربط المرأة بشرفها مشكلة وعندما تعاقب المرأة من وجهة نظر المعتدي عليها تعاقب المرأة دون الرجل وكأنه يجيز له انتهاك كل الاعراف.
مقابلة هدية الغول