وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الامل الاسود

نشر بتاريخ: 29/06/2015 ( آخر تحديث: 29/06/2015 الساعة: 23:33 )
الامل الاسود
بقلم: يوسف حماد
تلخًص مجزرة البقاء على قيد الحياة التي جرت امام مقاطع فيديو مقتضبة في فرنسا وقاعدة عسكرية في الصومال ثم الكويت وتونس ولا تتوقف في سوريا والعراق واليمن وهي الاكثر وحشية في سادية البشر انقطعت بهم السبل وأدت إلى معركة طرفها واحد تفنن في ازهاق الارواح بما لا يمكن وصفه امام عيون جبت على الدماء البشرية للضعفاء ذوو الجباه الساجدة والمستأنسة.
قتل فيها خلال اسبوع 1356 انسان بشري في سوريا والعراق والصومال وفرنسا والكويت واليمن الحزين واخير باحب البلاد تونس التي امست حمراء بالدماء والدموع بعلمها لا بخضرة ارضها الطاهرة.
نتحدث عن الانحطاط الكبير الذي يمارسه البشر ضد إخوانهم في الإنسانية.
حيث تحوّل الضحايا في كل معركة في اتجاه واحد إلى ضحايا الضحايا مما كشف مأساة الإنسان الذي لم يعد لديه غير أن يلقى الموت أو يشارك مرغما في قتل أخيه الإنسان بداعي الحاجة البشرية الماسّة للغذاء والماء والدفاع عن أطفاله وليس بمنفصل عن الجنس واللذة ورغدة الحياة على رقاب العباد من العباد واخيرا سلووك التطرف الذي اصبح لا يوصف في فظاعته، وهو أمر يكشف القعر الذي أوصلت إليه البشرية بؤساءها المضطهدين، بدءاً من طغمة التكفيرين المستبدين في تشريع الحرام على رقبة حلاله في الأرض والعيش في الذبح وازهاق الارواح ظلما وعدوانا باسم ارق الاديان انسانية ورحمة ونصرة للضعفاء ونسي اهل التطرف وهم كثر عغثاء السيل انه "في كل كبدة رطبة اجر" لا لسبب غير أنهم مسلمون، فحوّلت قضية الشعب في ارض الله المختلفة من كفاح ضد طغمة مستبدة او احتلال مباشر وغيره بالجمع إلى مذبحة أهلية ينشغل فيها المسلمين بكره وحقد المسلمين وغير المسلمين حد الزبد.
لكن هذا التحليل وحده لا يكفي لتفسير درجة الانحطاط الأخلاقي الذي يحيط بمأساة القتل لذة بابشع الطرق.
في رمضان نكتب في سرد يصعب نظمه كيف تتكشف أبشع طرق السادية لدى البشر باكثر الاخراج تطورا لا ندري بل ندري كيف تنسب هذه الافعال الى رايات الخلافة والاسلام وحنافة دين الله وكتاب عيسى وموسى وابراهيم وسليمان والزبور يحاولون بجر الرقاب بافزع الافعال ترويعا تسويق راياتهم الخائبة على نفوس ضعيفة.
بالقاء نظرة سريعة على ما يجري في الشرق الاوسط من اهوال، وجرائم ضد الانسانية، وكوارث انسانية، بما في ذلك صعود تنظيمات التطرف والارهاب، وانتشار المجازر ضد المدنيين على خلفيات سياسية او طائفية في بلاد لا تبعد كثيرا عن الشواطئ الاوروبية. الواقع أننا اصبحنا بلادا لا تكاد تصدر للعالم الا صور الدم والتطرف والتوحش والكراهية ، بعد ان تحولنا الى اكبر حمام دم في القرن الواحد والعشرين. وليس مستغربا، وبالتوازي مع التجاهل اللااخلاقي من الجانب الاوروبي لجذور المشكلة وهذا الذي يرهق ميزاتيها في تعليم دروس حقوق الانسان لاهالي جنوب المتوسط منذ عقود،ولا فضاضة ان تتسع موجات الهجرة غير الشرعية خلال المرحلة المقبلة، بعد ان اصبح احتمال الموت غرقا في الطريق الى اوروبا الخيار الافضل امام الملايين الذين اصبحت حياتهم ابشع كثيرا من الموت نفسه، حتى ان كثيرين يبيعون ما يملكونه او يقترضون لتوفير حفنة الدولارات المطلوبة ليتمكن من حجز مكان في أحد قوارب الموت.
وبغياب استراتيجية شاملة، تستند الى شجاعة وشفافية ومسؤولية وطنية وانسانية لدى دول تحل مساكلها بالصواريخ الاسرائيلية والقنابل العنقودية الامريكية وحشوه البراميل المتفجرة بتعبئة روسية، وتتوازى فيها مسارات الأمن والسياسة و الاقتصاد والثقافة والتعليم، على اوروبا ان تستعد الى مواجهة هجرات، ومآس ايضا، غير مسبوقة في تاريخ البشرية بفعل الافعال الجرثومية لبني البشر في القتل والذبح لبشر يخروا امام ذويهم ودموعهم المدرارة دون ادنى رحمة تستقر في صدور قلوب قاتلهم.
في نظم مؤلم لا يمكن فهم هالة التدهور النفسي والسلوكي في طبيعة بني البشر في اطار الازمات التي تحرق المنطقة ولا حتى مع انفلاج العصف الطائفي الداخلي في بلاد الاسلامي ولا اله الا الله قبل كل شيء دون الحاجة لسب ال امية او صحابة وال بيت رسول الله كما يجري في كل خلاف شمال لبنان، بحث يجنن جنون الانسان لقتل سنة اعدموا بما لا يخيل وصف على يد بشرا ينسبو انفسهم لاهل السنة حتى أصبح فعلهم ايقونة كفاح مزورة.
لا يوجد مشهد كفاية يصف عظائم الامور لنكب بالويل والاجر تصرف ينصب لبني البشر ضد بني بشرا جنبهم أنهم بشروا اختلفوا في قولهم او دينهم لاجل مقتبسات دينية كانت وﻻ زالت حرفة البعض للبغي والطغيان مقابل رغد نفسه أمام امعات كثر من البشر يصدقوا ولا يعرفوا.. يؤمنو ولا يعرفوا.. يقتلوا وهم الجهال لا غيرهم.