وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دولتان في فضاء واحد : لماذا ؟ وكيف ؟

نشر بتاريخ: 13/07/2015 ( آخر تحديث: 13/07/2015 الساعة: 10:52 )
دولتان في فضاء واحد : لماذا ؟ وكيف ؟
الكاتب: عوني المشني

كان مسار الحوار السياسي في السنتين الاخيرتين يدور حول افضلية الحلول الممكنة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، فالتيار العام كان يعتقد بان حل الدولتين هو الحل الممكن والافضل لهذا الصراع ، واقلية تمتاز بالتشاؤم او بطول النظر او كليهما كانت تعتقد ان حل الدولتين هو الوصفة الاسوأ للتعاطي مع الصراع الفلسطيني والحل الامثل لهذا الصراع هو الدولة الديمقراطية الواحدة . ربما الان قد اصبح الحوار مختلف تماما ، فقد كتب نتنياهو بفوزه في الانتخابات الاسرائيلية شهادة وفاة حل الدولتين ، وبدأ الحوار ياخذ منحى جديد ، اصبح الحوار ينصب على مسألتين : مضمون الدولة وشكلها في سياق حل الدولة الواحدة ، وامكانية وادوات تحقيق هذا الحل . 

وحتى او كان هذا الحوار يجري همسا وفي دوائر محدودة فانه يؤسس لمرحلة يكون هذا الحل هو عنوانها ، ولا يشك احدا بان الموضوع معقد ، وبسبب تعقيداته هذه فان هناك تخوف له ما يبرره من اقتحام التفاصيل ، اقل تلك المبررات هي التخوف من مواجهة ذات العقبات التي افشلت حل الدولتين ، واعمق تلك المبررات غياب الاليات العملية لتحقيق هذا الحل . واذا كان حل الدولتين قد فشل فان مبررات فشله تكمن في مضمونه والفلسفة التي قام عليها هذا الحل اكثر من كون اطراف الصراع قد اخفقت في الوصول الى اتفاق فاعتبار ميزان القوى هو المحدد لمقدار ما سينجزه الطرفان يجعل من حل الدولتين تكريسا لغياب العدالة السائد منذ فترة طويلة ، وهذا سيقود لتفجير هذا الحل متى تغير ميزان القوى . 

لكن حل الدولة الواحدة ليس بديلا جاهزا وفي متناول اليد ، ان الطريق وصولا لهذا الحل اكثر تعقيدا واطول وقتا من الوقت الذي اخذه حل الدولتين حتى تصل الاغلبية للقناعة بفشله ، هذا اضافة لوجود احتمال وبدرجة كبيرة بفشل طرفي الصراع في التوصل لمفوم واحد لهذه الدولة ، لان هناك وجهات نظر في مفهوم الدولة الواحدة تختلف الى حد التناقض التام ، وهناك مقاربات جدا طوباوية ، وهناك اكثر من هذا تكييف لمفهوم الدولة الواحدة عند البعض ليتحول في جوهرة الى تحقيق نصر عجزت عنه الحروب ، لهذا فان التوافق الظاهري حول مفهوم الدولة الواحدة يخفي خلفه احيانا تناقض تناحري ، وستبقى العنصرية الصهيونية هي الجدار الذي يصد محاولات الوصول لهذا الحل وحتى وصول طرفي الصراع الى مفاهيم موحدة ورؤيا مشتركة لاسس الحل الاساسي للصراع فان مياه كثيرة ستجري في النهر ، وهذا يعني ضحايا ومعاناة ، وحروب ، وربما حرائق شاملة في الاقليم تنذر بما هو اكثر من الحروب التقليدية ، يعني اننا امام وضع فشل فيه حل الدولتين ، وحل الدولة الواحدة في هذا الظرف اقرب الى الحلم منه الى الواقع ، واستمرار الصراع مغامرة غير محسوبة على الاقليم برمته ، وهنا وامام هذا الطريق المسدود فان الابداع السياسي المطلوب هو الذي يستطيع ان يجد مخرجا خلاقا ، ، مخرجا يجنب المنطقة وشعوبها ويلات استمرار الصراع ، يؤسس لتعزيز الثقة ، ويترك الباب مفتوحا لتطور اكثر ايجابية في حياة الشعبين . 

هل مثل هذا المخرج ممكن ؟ نعم ، ونعم هذه نابعة من ثلاث اسباب ، لا يوجد صراع ابدي بدون نهاية ، ان هناك هامش واسع بين خياري حل الدولتين وحل الدولة الوحدة يمكن العمل خلاله ، فشلت الحلول الامنية والعسكرية وتيقن طرفي الصراع من ذلك دون شكوك في ذلك ، والسبب الاهم باعتقادي ان امكانية نفي الاخر من هذه المنطقة لم تعد قائمة لا على الصعيد العملي ولا على الصعيد الاخلاقي ، فستة مليون فلسطيني في الوطن يقابلهم ستة مليون يهودي ، ولا يوجد عاقل يقول بامكانية قبول فكرة افناء ستة مليون !!! واذا كان حل الدولتين يحمل بذور فشله في داخله فان حل الدولة الواحدة حلم جميل - للاغلبية الفلسطينية على اقل تقدير - واستمرار الصراع الى ما لانهاية جهد عبثي لا طائل منه ، اذا كان الامر كذلك فان حلا اخر مختلف ، استثنائي ، هو الضرورة وقبل ان ندخل في تفاصيل هذا الحل لنتوقف عن الاسس المفترض ان ينطلق منها ، وهي باعتقادي اهم من تفاصيل الحل ذاته .

اولا : ان تغيير الفلسفة التي يفترض ان يقوم عليها الحل هو الاهم ، حل الدولتين قائم على فلسفة ميزان القوى ، على اعتبار ان الاحتكام لموازين القوى هو الذي يعطي الحل افقه وحدوده وشروطه . وهذا الحل يفتقر الى العدل حتى النسبي منه ، وكذلك ليس ثابتا ولا مستقرا ولا يتصف بالديمومة لان ميزان القوى متغير واي تغيير في ميزان القوى سيجعل الطرف المظلوم في هذا الحل يتمرد عليه ويطيح به ، هذا هو منطق السياسة وهكذا هي صيرورة التاريخ ، ان ميزان القوى متغير والنظرة له ايضا متغيرة . 

ثانيا : ان حل الدولتين قائم على تقاسم الخسارة بما يحمله هذا من مرارة ، تقسيم البلاد يشعر كل طرف بالخسارة ، ابقاء افق لطرفي الصراع في التعاطي مع كل البلاد كوطن هو مشاركة في الربح ، وهذه قضية كبيرة تشعر الطرفين ان السلام اضاف لهما ولم يأخذ منهما ، سيكون ممكنا ذلك بنوع من الابداع وبنظرة اعمق لجوهر الصراع ، ان اعادة التاريخ الى الخلف لا يخدم الحل ولكن اخذ قراءة الطرفين للتاريخ في الاعتبار يساعد في تحقيق الرضا لكلا الطرفين ، كل حجر ، ووادي ، وبناء في البلاد المقدسه له روايتين ، لن نستنطق التاريخ في البحث عن الرواية الصحيحة ولكننا في حل خلاق سنترك لكل طرف مساحة للتعاطي مع روايته التاريخية . 

ثالثا : الاستقرار يتحقق بجعل مصلحة لطرفي الصراع في الحفاظ على الامن ، ومقولة امن اسرائيل بمعزل عن امن وحرية الشعب الفلسطيني وهم تبدد عبر عشرات السنوات من المحاولات الاسرائيلية ، والتفوق النوعي والكمي الاسرائيلي العسكري لا يجلب امنا ولا يحقق استقرار ، ضمانة امن اسرائيل تحقيق العدالة النسبية للشعب الفلسطيني ، ليكون حينها مصلحة فلسطينية في هذا الامن ، ليكون لدى الفلسطينيين ما يخسرونه في ظل انعدام الامن ، اما في ظل الاحتلال والقمع فان اكثر ما يسعد الفلسطينيين ان لا يكون امن للاحتلال ولا استقرار لديه . 

رابعا : السلام تبادل مصالح ، لا سلام ياخذ فيه طرف دون ان يعطي ، ولا سلام يقوم على تنازل طرف دون اخر ، مثلما يفترض ان يشعر الفلسطيني بانه حقق ذاته على الاسرائيلي الشعور بذات الوضع ، لا حرية لطرف دون الاخر ، ولا حق لطرف دون الاخر ، ولا مستقبل ويقين وجودي لطرف دون الاخر ، ان السلام القائم على فرض شروط على طرف واطلاق يد الطرف الاخر هو بيع للوهم ، وهو كذبة كبرى ، وهو اقرب لفرض شروط استسلام على طرف وتتويج طرف اخر منتصر . 

هذه ليست شروط ولا مبادئ سلام انها مفاهيم عامة اذا ما اخذت في الاعتبار فانها تؤسس لسلام حقيقي ، لسلام له افق مفتوح ، سلام لا يتجاهل ازمة الثقة ولكنه ينطلق ازمة الثقة هذه ليرسي اسس ثقة حقيقية ان اخطر نماذج السلام تلك التي تبني برامج السلام على قاعدة التاسيس لحرب جديدة ، وهذا هو اساس مفهوم حل الدولتين ، حدود تحت سيطرة اسرائيلية ، انذار مبكر ، معابر مراقبة اسرائيليا ، نزع سلاح ، مرتفعات استراتيجية تحت سيطرة اسرائيلية ، والف شرط وشرط كلها تصلح للاستعداد لحرب وليس لبناء سلام وثقة ان سلام يكرس التفوق ويفرض شروط مجحفة ويتجاهل مصالح احد اطراف الصراع هو في نهاية الامر هدنة مؤقته مهما طالت ، ستنتهي بفواجع وحروب ودمار وضحايا ، الامر ليس تنبؤ ولا تحليل ولكنها استنتاجات منطقية ، المسألة مسألة وقت ، والنتيجة حتمية ، وغير قابلة للتغيير . 

السؤال الاهم : اي سلام هذا ذاك الذي سيتجاوز خطايا حل الدولتين واحلام الدولة الواحدة ويأخذ في الاعتبار مجمل الاسس المذكورة ؟؟ كيف سيتم صياغته ؟؟ اي معادلة سحرية ستعطي مثل هذا السلام ؟؟ كيف سيشعر الطرفين بالرضا ، وهل يوجد ما يرضي الطرفين ؟؟ اسئلة لن يجيب عليها الا طرح المبادئ التي يقوم عليها هذا الحل - اقامة دولتين كاملتي الاستقلال والسيادة على خطوط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ ودون اي تعديل بالحدود - الحدود بين الدولتين مفتوحة اذ تكون حرية السكن والحركة والعمل مفتوحة للشعبين في كامل البلاد - فلسطين التاريخية - - مواطني عام ٤٨ هم مواطني اسرائيل يتمتعون بكامل حقوق المواطنة الاسرائيلية السياسية والمدنية وتزال كافة القوانين العنصرية ضدهم - حق اللاجئين الفلسطينيين بالشتات بحمل الجنسية الفلسطينية كمواطنين والعودة الى دولة فلسطين وبالتالي يتمتعو بحق السكن والاقامة والتحرك في كافة انحاء البلاد -فلسطين التاريخية - - مواطني الدولتين الفلسطينية واسرائيل الذين يقيمون في البلد الاخرى ، مواطني اسرائيل الذين يقيمون في فلسطين ، ومواطني فلسطين الذين يقيمون في اسرائيل - يعيشون تحت قانون البلد الذي يقيمون فيه ويتمتعون بالحقوق المدنية في البلد الذي يسكنونه ويمارسون حقوقهم السياسية في بلدهم التي يحملو جنسيتها - القدس الشرقية والغربية مدينه موحدة بمجلس بلدي مشترك يتساوى فيه الفلسطينيين والاسرائيليين في العدد والمهام ، ويخضع لنظام وسلطة امنية خاصتين بهذه المنطقة ، وهي القدس الموحدة عاصمة للدولتين - تنشأ مؤسسات مشتركة يتساوى فيها الفلسطينيين والاسرائيليين في العدد والمهام تعنى بشئون مشتركة مثل محكمة عليا لحقوق الانسان ، لجان تطوير اقتصادية ، لجان بيئية ، لجان امنية - يتم اعادة حقوق اللاجئين الفلسطينيين ووفق الشرعية الدولية بحيث لا تخلق مظالم اخرى وبما يضمن العدالة - تاسيس مؤسسات عامة لها علاقة بما هو مشترك كالتنمية وحقوق الانسان والبيئة وبتساوي الدولتين في المهام والصلاحيات في تلك المؤسسات بنظرة سريعة لهذه المفاهيم فانها ، تلبي كل متطلبات من يؤمن بحل الدولتين على اعتبار ان الدولتين موجودتين وبكامل الاستقلالية والسيادة وعلى حدود ١٩٦٧ ، من ناحية اخرى فان الابقاء على حرية التنقل والحركة والسكن اي الحدود المفتوحة بين الدولتين ، يبقي الباب مفتوحا وعلى مصراعيه لدولة واحدة في مستقبل تتطور فيه الثقة والعلاقة . 

مسألة اخرى فان هذه المبادئ تضمن حلا خلاقا لموضوع اللاجئين الفلسطينيين تعيدهم وتعيد اليهم حقوقهم مقابل ازالة التخوف الديمغرافي الاسرائيلي ، وكذلك الحال تحل موضوع الاستيطان بتحولهم لمقيمين تحت القانون الفلسطيني ، وهذا بحد ذاته ما يشكل اضاف نوعية ابداعية ، هذه المبادئ لا تحقق عدالة كاملة انما عدالة نسبيه ، لا ترتكن لميزان القوى لكنها لا تتجاهله ، لا تقيم حدودا مغلقة لكنها ترسم حدودا وهمية ، لا تبني دولة واحدة لكنها تفتح الافق لها ، لا تزيل الخصوصية لكل شعب لكنها تعمق المشترك انها مبادئ عامة تحتاج الالاف التفاصيل ، وتحتاج اكثر الى ارادة سياسية اولا اقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من حزيران ١٩٦٧ دون اي تعديل في الحدود ثانيا تكون الحدود بين الدولتين مفتوحة بما يضمن حرية التنقل والسكن لمواطني الدولتين مع تمتع مواطني الدولتين بكامل الحقوق المدنية والاجتماعية كل في الدولة الاخرى مع احترامه لقوانينها ومواطني الدولة الفلسطينية الذين يقيمون في اسرائيل يمارسون حقوقهم السياسية في دولتهم فلسطين كذلك المواطنين الاسرائيليين الذين يعيشون في دولة فلسطين يمارسون حقهم السياسي في دولتهم اسرائيل ثالثا : القدس مدينة مشتركة مفتوحة وتتمتع بنظام خاص وادارة خاصة يتساوى فيها الممثلين الاسرائيليين والفلسطينيين في العدد والصلاحيات وتكون سلطة امنيه خاصة لها وعاصمة للدولتين رابعا يحق للاجئين الفلسطينيين العودة للدولة الفلسطينية مع تمتعهم بنفس حقوق المواطنين الفلسطينيين في حرية التنقل والسكن خامسا تعاد املاك اللاجئين الفلسطينيين ويجري تعويضهم وبما لا يخلق مظالم اخرى سادسا تؤسس هيئات مشتركة يتساوى فيها التمثيل صلاحية وعددا بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتكون معنية بقضايا مشتركة مثل هيئة لحقوق الانسان واخرى اقتصادية وشئون البيئة والامن سابعا فلسطيني داخل الخط الاخضر هم مواطنين اسرائيليين كاملي الحقوق المدنية والسياسية وبمساواة تامة .

هذه هي اسس الحل ومبادئه العامة ، وحتما فانها تمثل رؤيا جديدة ، رؤيا يتقاسم بها طرفي الصراع الربح بدل تقاسم الخسارة ، رؤيا لا تبقي قضايا متفجرة تهدد استقرار المنطقة وتطيح بالسلام والاتفاقيات ، رؤيا تجعل الوطن اوسع اطارا من مفهوم الجنسية ، رؤيا تبني دولتين في وطن واحد وتسمح بالخصوصية دون ان تقضي على المشترك ، رؤيا مفتوحة على كل الخيارات المستقبلية المبشرة بمستقبل واعد ، رؤيا لا تستسلم للواقع ولكنها تنطلق منه لتحقيق افق مستقبلي افضل ان هناك الكثير من التفاصيل التي تحتاج لاطر متخصصة لوضعها وتنظيمها وهي بنفس الدرجة من الاهمية التي تحملها مفاهيم الحل لان التفاصيل هي ما يعطي الحل نكعته النهائية ، لكن ما دامت المبادئ واضحة فذلك يسهل الوصول الى تلك التفاصيل ، اننا بهذا نكون قد انهينا حقبة صعبة كنا اسرى لمفاهيم نمطية كلاسيكية فشلت في تحقيق اختراق للجدار المغلق . 

اننا امام مفهوم ابداعي لتحقيق اختراق في صراع مرير وطويل ، ان هذا المفهوم للسلام يؤسس لرؤيا جديدة تفصل بين الوطن والجنسية ، الوطن بمفهومه غير قابل للتحزئة والجنسية احتياج سياسي عملي ، وحق تقرير المصير يكفل للشعبين وفي اطار السيادة الكاملة لا ندعي اننا اكتشفنا حلا سحريا ، انطلقنا من الواقع واعدنا تركيب مفرداته لننتج مقاربة قادرة على تحقيق عدالة نسبية وتلبي متطلبات الشعبين . ان هذا الحل لا يشكل استجابة للواقع بطريقة ميكانيكية ، انه تفكيك للواقع واعادة تركيبه بما يضمن مشاركة الشعبين في الربح بدل المشاركة بالخسارة ، انه اكبر من تسويه انه ارساء اسس سلام ثابته وراسخة ومستديمة ، انه الحل الاقل خسارة الاكثر مشاركة والاكثر خصوصية ، انه حل لا يحقق بالضبط كل ما هو مطلوب للشعبين ولكنه يحقق الهدف الاساس لكلا الشعبين وبما لا يتناقض مع رغبات الشعب الاخر في النهاية فانه يعكس رغبة كل من يؤيد حل الدولتان التقليدي كون هذا الحل يحمل كل اسس حل الدولتين اضافة لتحقيق حق العودة ، ويشكل خطوة كبيرة نحو الدولة الواحدة كونه يشكل خطوة باتجاهها اذا ما كانت رغبة الشعبين في الوصول لها لانه يعزز المشترك بطريقة تمهد لهذا التوجه .