وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرائيل امام الخيار الحمساوي

نشر بتاريخ: 15/09/2005 ( آخر تحديث: 15/09/2005 الساعة: 21:08 )
ترجمة معا- ما ان وضعت حرب الايام الستة اوزارها حتى امرت الحكومة الاسرائيلية عملاء الموساد بفتح حوار جدي مع العديد من الشخصيات المقيمة داخل المناطق المحتلة بهدف استيضاح امكانية اقامة دولة فلسطينية .
نشوة الانتصار جعلت غالبية الوزراء في حكومة اسرائيل وعلى رأسهم رئيس الوزراء ليفي شكول يميلون الى انهاء الحوار وانتظار مباحثات السلام مع الدول العربية التي رغب جميع الوزراء ان تشهد نهاية سعيدة تتمثل بالاعتراف بوجود اسرائيل وتوقيع معاهدة سلام معها .
وبعد خيبة الامل الاسرائيلي من حدوث مثل هذه المفاوضات ركزت حكومة اسرائيل جهودها باتجاه الاردن بهدف التوصل الى تفاهم مع الملك الاردني يقضي بزيادة نفوذ واتصالات المملكة الهاشمية مع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة مع بقاء السيادة الاسرائيلية عليها وهو ما عرف باسم " الخيار الاردني " الذي سقط بعد ان تخلى الملك حسين عن الضفة الغربية واخلى الساحة لمنظمة التحرير وذلك خلال مؤتمر الرباط .
اسرائيل لم تضع خيار "منظمة التحرير " في حساباتها حتى توقيع اتفاقية اوسلو التي انهت الانتفاضة الفلسطينية الاولى.
وبعد سلسلة من التفجيرات المميتة داخل التجمعات السكنية الاسرائيلية بدء الانفصال الاسرائيلي عن السلطة الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات ، واثناء الانتفاضة الثانية قرر رئيس الوزراء شارون بانه لا يوجد من تتحدث اليه في الطرف المقابل وشرع بتنفيذ خطته الرامية الى الانسحاب من غزة وتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية .
في غزة وبعد الانفصال وضع مغاير تماما لما كان قبل الانفصال حيث تظهر السلطة الفلسطينية وكأنها المسيطر الوحيد هناك وفي حقيقة الامر المسيطر الفعلي سواء في غزة او الضفة الغربية هم رجال حماس وتبدو خشية محمود عباس منهم واضحة وبادية للعيان .
محمود عباس يدرك في اعماقه عدم قدرته على تجريد حماس او غيرها من السلاح رغم اعلانه امس الاول عزمه على الشروع بذلك فور انتهاء الانتخابات التشريعية القادمة التي يتوقع ان يحقق خلالها مؤيدو منظمة التحرير نصرا متواضعا او حتى التعادل مع القوى الاسلامية ، لكن حتى هذه النتيجة المتواضعة مؤقته اذ يكتسب التيار الاسلامي بزعامة حماس زخما كبيرا داخل الساحة الفلسطينية ويوم سيطرت حماس على مقاليد السلطة لا يبعد سوى عام او عامين على ابعد تقدير .
فصائل منظمة التحرير فقدت بريقها الثوري منذ زمن بعيد وتحولت الى مؤسسة ينخر الفساد اوصالها بعكس حركة حماس والجهاد الاسلامي التي احتفظت ببريقها ويرى فيها معظم الفلسطينيين كمحررة لغزة عدا عن قناعتهم بقدرتها على تخليص الضفة الغربية من نير الاحتلال .
بعد تآكل الخيار الفلسطيني المعتدل وانهيار خيار منظمة التحرير الذي سبقه الخيار الاردني نجد انفسنا امام خيار واحد لا ثاني له وهو خيار المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تسعى الى تحرير فلسطين من نهرها الى بحرها حتى لو تقدمت ببعض الطروحات المعتدلة خلال الفترة القصيرة القادمة .
في الوقت الذي يبدي معظم الاسرائيليين استعداداتهم لتقديم تنازلات صعبة يتمسك معظم الفلسطينيون بمواقف حماس المتطرفة وبعد اجلاء غبار الانسحاب من غزة سنجد روح الشيخ احمد ياسين تفرض سيطرتها من غزة حتى رفح ولن يطول الوقت حتى نشعر بها من جنين وحتى الخليل .

يديعوت احرونوت - الكاتب يهودا ليطاني