![]() |
في المعبد
نشر بتاريخ: 18/02/2016 ( آخر تحديث: 18/02/2016 الساعة: 12:22 )
![]()
الكاتب: بهاء رحال
في المعبد
طريق طويل، ممر ضيق، وأقواس سبعة ، والسقف يحنو من حجارة قديمة، ونقوش كأحجيات مرسومة على الجدران ... لها زمانها ولغة يفهمها بعض النساك ... نحو البئر درج دائري في الصعود الى أعلى، مفتوح من الجانبين .. خلف الباب حجرة مفتوحة لا سقف لها الا السماء ... لكن الئر مؤصد بالقفل ، مفتاحة مع كاهن عاش عمره خادماً في حجرة الرب ، هو ذا قلبي أحفظه وأتركه داخل البئر اذن ، عند الماء العذب ليروى من ظمأ الحياة، ويبقى نقياً كما كان، كما كان، كما كان ... في المعبد ... ترتاح الضمائر، تتفتح القلوب تحبو الامنيات كمعلقات يافعات على أعمدة الرخام ... هل شاهدت الملك ؟ هل كلمته ؟ وهل ابتسم لك ؟ يقول: رأيت كرسياً في آخر الممر ، كبيراً كدهشتي الكبيرة في المعبد ... لكنه كان فارغاً ! قالوا حينها كان يرتاح في سريره هناك خلف الممر الواسع ، يسكن وزوجه وابنته ... للملك بنت واحدة ، اوغاريت !! نعم اوغاريت ... يقولون أن بشرتها مثلنا ، قمحية لكن قامتها طويلة وعيونها بنية واسعة ولها ضحكة ساحرة ، وتمتاز بالذكاء ... وسمعتهم ايضاً يقولوا أن لها عشيقاً قتله الملك لأنه من عامة الشعب ... فمضت الى حزنها وسكنت نصف منفى بعيد ، وأقامت مملكة في المعبد ... الزيت في قنديل، القنديل في زجاجة ، الزجاجة تضئ ، والنور يدخل الى قلبك ... الكاهن يرتل صلواته ويبكِ ، يدير ظهره لنا ، كأنه يطل على صوت الإله في السر ... في المعبد... زخرفة من الفسيفساء ايقونة فوق المقاعد الخشبية راهبة تحرس صوت الصلاة وسائحة جاءت مع حجيج أتوا ليقدموا القربان ... الطفل يراقب صمت جده ويقلده في الخشوع ... الكاهن يقيم صلاته خلف ستار ... الرهبان يوزعون الحب في القلوب الحزينة ويرتلون الصلاة ... |