وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اضراب المعلمين من مشكلة الى أزمة الى كارثة "لا سمح الله"

نشر بتاريخ: 29/02/2016 ( آخر تحديث: 29/02/2016 الساعة: 11:36 )
اضراب المعلمين من مشكلة الى أزمة الى كارثة "لا سمح الله"
الكاتب: د. سمير ابو زنيد
مر على اضراب المعلمين حوالي 20 يوم، وسمعنا الكثير من طرف الحكومة ووزارة الاختصاص والمعلمين، كما وسمعنا عن العديد من المبادرات والتدخلات لحل المشكلة ما بين المعلمين والحكومة.

انا لا اريد التحدث اكثر في هذا الموضوع ولكن وباختصار شديد وبصفتي مواطن غيور ولي ابناء بل وجميع طلبة المدراس ابناؤنا والمعلمون اخواننا واخواتنا ومن في الحكومة اخواننا أيضاً فالقضية ليست نحن او هم، ومن هنا أريد أن اوضح المراحل الخمسه التي تمر بها المؤسسات الى أن تصل المؤسسة الى المرحلة الاخيرة وهي التذويب والانحلال فاين نحن من هذه المراحل؟

المرحلة الاولى: وهي مرحلة غض البصر وبالعامية عميان البصر، بمعنى أن ترى الادارة المشاكل الداخلية والخارجية تعصف بالمؤسسة ولم تحرك ساكناً، وزارة التربية والتعليم علمت بأن اضراباً يلوح بالأفق، هذا يتطلب قيادة حكيمة وجرأة بغرض الحفاظ على المؤسسة واستمراريتها ونموها.

المرحلة الثانية: مرحلة شعور الوزارة المعنية بعدم خطورة المشكلة وبالتالي لم تحرك ساكناً على الرغم من وجود مؤشرات وتهديدات واضحة والتي تنذر بتدهور الوضع داخل المؤسسة التعليمية، في هذه المرحلة يوجد فجوة بين تطلعات المعلمين ومتطلباتهم والحكومة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الفشل وتعني عدم تعاطي وزارة الاختصاص مع المشكلة بالشكل المطلوب وبالتالي تدخل المؤسسة التعليمية في مرحلة الفوضى وقد يكون السبب القرارات الخاطئة من قبل الجهات الرسمية وعدم تعاملهم بالشكل السليم مع المعلمين والعاملين في سلك التعليم حيث لم تعمل الوزارة في هذه المرحلة في حينه على مواجهة الانهيار الذي قد يحصل في العملية التعليمية من خلال طرح المبادرات واتخاذ قرارات جريئة.

المرحلة الرابعة: مرحلة الازمة تنتقل المؤسسة من المرحلة الثالثة الى المرحلة الرابعة وهي مرحلة الازمة، المطلوب قرارات و تغييرات جريئة وجوهرية تتمثل في اتخاذ قرارات واستراتيجيات جديدة بغرض وقف التدهور في العملية التعليمية والحفاظ على المؤسسة على قيد الحياة .

في هذه المرحلة تصل المؤسسة الى نقطة حرجة من حياتها وفي تاريخها والحل الوحيد هو اعادة تنظيم المؤسسة،وصول المؤسسة الى هذه المرحلة دون قرارات مرضية واجراءات جوهرية من طرف الحكومة سيؤثر على سمعة المؤسسة التعليمية وعلى علاقاتهامع اصحاب المصالح كالأهالي والمؤسسات والمنظمات المجتمعية الاخرى المستفيدة من سير العملية التعليمية بما فيها المحال التجارية والمواصلات العامة .. الخ.

المرحلة الخامسة: مرحلة الانحلال والذوبان،حيث تصل المؤسسة في هذه المرحلة الى مرحلة يصعب العودة فيها الى الوضع السابق وفي هذه المرحلة تفقد المؤسسة الدعم الشعبي والرسمي كما وتتضعضع سمعة المؤسسة مما يؤثر سلباً على الدعم المالي الدولي لها حتى لو تغيرت ادارة هذه المؤسسة لان أي ادارة جديدة ستصطدم بالواقع الموجود المتمثل في السمعة وشح الإمكانيات، نأمل أن لا تصل العملية التعليمية في مدارسنا الى هذه المرحلة ( مرحلة الموت).

معلمينا الافاضل

انتم اللذين تبنون الوطن وبالعلم نبني مؤسساتنا، لقد كسبتم التعاطف والدعم والتفهم من الاهالي تتطلب هذه المرحلة ادارة حكيمة لإعادة توجيه المؤسسة فهي بحاجة الى افكار واقتراحات وخطوات عملية بناءه وجريئة.