وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز خالد الحسن لعلاج السرطان.. صرح وطني بامتياز

نشر بتاريخ: 10/03/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:04 )
مركز خالد الحسن لعلاج السرطان.. صرح وطني بامتياز
بيت لحم - تقرير معا - عشية انطلاق حملة التبرعات لانشاء مركز خالد الحسن لعلاج امراض السرطان وزراعة النخاع في فلسطين، والذي يمثل انجازا بقرار فلسطيني وتبرع فلسطيني، لنبني معا مركزا متخصصا لعلاج السرطان لابناء الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تتزايد فيه عدد الاصابات بالمرض عاما تلوى الاخر، وفي ظل معاناة مضاعفة للمرضى الى جانب المرض التي تتمثل بالتنقل للعلاج بالخارج او في المستشفيات الاسرائيلية، اضافة الى تكاليف العلاج الباهضة جدا.

معا حاولت ان تسلط الضوء على تفاصيل مركز خالد الحسن، بين الحلم الى حقيقية ببدء العمل ليمثل صرحا وطنيا.

قال وزير الصحة د.جواد عواد لـ معا ان انشاء مركز خالد الحسن يشكل نقلة نوعية في تميّز الخدمات الطبية الفلسطينية خاصة لفئة مرضى السرطان من كافة الاراضي الفلسطينية وما يعيقهم من حواجز ومعابر وحدود تحُولُ بشكل كبير دون قدرة الكثير منهم على تلقي العلاج.


ووصف الوزير مركز خالد الحسن المقرر انشاؤه في رام الله على مساحة 6 دونم، بكلفة تقدر بـ300 مليون دولار، على ان يبدأ العمل به حال تم جمع أول 100 مليون، وصفه بأنه مركز طبي متخصص متكامل وبمواصفات عالمية يقدم العلاج من التشخيص الى التعافي، مؤكدا على اهميته نظرا لان مرض السرطان بأنواعه هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين حسب احصائيات الوزارة.

واكد الوزير ان الوزارة والقيادة بدأت باعداد وتجهيز الطواقم الطبية الفلسطينية وتعمل على ابتعاث اطباء ومختصين لتلقي تخصصات بمرض السرطان من اطباء اشعة وتمريض ومختبرات طبية وغيرها، في خطة معدة لتكون بالتوازي مع بناء المركز وهي بناء الكوادر البشرية ليكون المركز بقرار فلسطيني وبأيد فلسطيني وعلاج بأيد اطباء فلسطينيين كذلك، ما اعتبره الوزير خطوة لا تقل اهمية عن بناء المركز واعداده، حيث الجهود مستمرة وبشكل متواصل من قبل الرئيس محمود عباس الذي يتابع العمل والتطورات والانجازات خطوة بخطوة وبشكل شخصي لانجاح هذا الصرح العظيم.

واعرب الوزير في حديث لـ معا عن أمله كذلك ان يحتضن مركز خالد الحسن مركزا للبحث العلمي لمتابعة كل التطورات العلمية في العالم حول المرض وكل ما يتعلق به ليكون مرجعا ايضا فلسطيني الجنسية.

واكد وزير الصحة ثقته وثقة القيادة بجهود وكرم ابناء شعبنا الذين سيتوجهون لتقديم الدعم لانشاء المركز حيث ستنطلق الحملة برعاية الرئيس يوم غد ليكون التبرع مفتوحا للجميع من شيكل الى مليون، مؤكدا اننا سنبدأ بأنفسنا اولا بالخطوة الاولى بأياد فلسطينية بالدعم والاموال.

واوضح وزير الصحة لـ معا إن مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع سيخفف على الحكومة ما يقارب 80% من فاتورة العلاج التي تخصص لعلاج السرطان بالخارج والتي تقدّر بـ 100 مليون دولار سنوياً، مؤكدا أن الوزارة على تواصل مع كافة المؤسسات الوطنية من أجل إنجاز وانجاح المشروع الضخم والأول من نوعه في فلسطين، مؤكداً على الجهود التي يبذلها مجلس أمناء مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع.

واوضحت وزارة الصحة ان المركز مخطط له ان يحوي 400 سرير، وكافة الاقسام العلاجية التي تعتبر اساسية في العمل الى جانب توفير الدعم النفسي للمرضى.


بدوره، قال نقيب الاطباء الفلسطينيين د.نظام نجيب لـ معا ان المؤشرات الصحية في فلسطين تشير الى ان مرض السرطان هو سبب الوفاة الثاني في فلسطين، حيث يتزايد عدد المصابين سنويا بـ 2500 حالة جديدة وبتكلفة علاج باهضة جدا، ما يجعل من قرار الرئيس حكمة وفي وقتها المناسب.

واشار النقيب د.نجيب الى التكلفة العالية التي يتكبدها المواطن المريض وعائلته والتكلفة على ملف التحويلات الطبية حتى باتت وزارة الصحة والحكومة غير قادرة على تقديم العلاج الكافي لكل مرضى السرطان حيث ان 80%.

واكد د.نجيب ان انشاء مركز خالد لن يوفر للمريض العلاج فقط انما يقلل عنه عناء وعبء السفر والتنقل خارج الوطن والى اسرائيل وما يرافقه من اجراءات اسرائيلية على الحواجز ومنع السفر ومنع دخول اسرائيل ما يشكل عبئا اضافيا على المرضى وعائلاتهم، لينتقل المرضى بعد ذلك حين يتحقق الحلم بانشاء المركز للعلاج في وطنهم وبين اهلهم.

وتمنى النقيب ان تتجلى الثقافة الفلسطينية التي نعلمها جميعا بالتبرع لانشاء المركز، معربا عن امله ان يقوم الجميع بالتبرع لو بشيكل واحد.
وفي هذا السياق، دعا نقيب الاطباء، الاطباء والطبيبات الزملاء بالتبرع بأي مبلغ، فالتبرع لا يعني المئات والالاف، فكل شيكل سيساهم بشيء، ليكون المركز ينبض بروح فلسطينية.

واوضح النقيب ان السبب الرئيسي لارتفاع عدد الاصابات بمرض السرطان في فلسطين هو التدخين، داعيا المدخنين بشكل خاص للتبرع، مضيفا ان من اسباب السرطان ايضا التغذية غير السليمة التي باتت تنتشر بشكل كبير بين المواطنين، معربا عن امله ان يتم دعم المواد الغذائية الاساسية الصحية كوقاية من المرض، مؤكدا على ضرورة التوعية بالتغذية السليمة.


بدوره، اكد
د.زياد شقير مدير مستشفى بيت جالا الحكومي الذي يضم "قسم هدى المصري لسرطان دم الاطفال" منذ بداية الثمنينيات، ان انشاء مركز خالد الحسن سيخفف من العبء اولا، وسيحتوي كافة التخصصات لعلاج كافة انواع مرض السرطان، والاقسام التي تلزم لعلاج المريض من لحظة تشخيصه ووصوله المستشفى حتى التعافي انشاء الله، مشيرا الى انه سيكون هناك عمل مشترك كون مستشفى بيت لحم يضم هذا القسم، بتحويل المرضى المصابين بسرطان دم الاطفال الى مركز خالد الحسن لاستكمال الفحصوصات والعلاج ان احتاج ذلك.

واشار د.شقير لـ معا ان مستشفى بيت جالا كونه يعمل مع هذا القسم منذ ما يقارب الـ 30 عاما لديه كفاءات طبية وخبرات عالية المستوى وسيشكل جزءا لا يتجزأ من مركز خالد الحسن، وعديد الاطباء من المستشفى هو اعضاء في عدة لجان علمية مختصة في المركز.

واعرب شقير عن أمله ان يقوم الجميع بالتبرع وان تسير الامور كما هو مخطط لها ليتلقى مريض السرطان الفلسطيني علاجه في وطنه.

واشار د.شقير الى ان عدد الأسرة في مستشفى بيت جالا الحكومي يصل الى 130 سريرا، 50 منها تستوعب مرضى السرطان، ما بات يشكل عبئا على المستشفى وعلى المرضى وعائلاتهم.


بدوره، اكد
د.نافز سرحان رئيس قسم الاشعة في مستشفى بيت جالا الحكومي لـ معا على أهمية هذا الصرح الطبي العظيم، الذي سيحد من الاعباء الملقاة على عاتق مرضى السرطان التي تضاف الى العلاج والامه والتكاليف الباهضة واضطراره للسفر والتنقل، حيث سيشكل مركز خالد الحسن الحضن الدافئ لمرضى السرطان في فلسطين.

واشار د.سرحان الى تزايد اعداد الاصابات بالمرض وعدم قدرة المستشفيات الحكومية القائمة حاليا على تقديم العلاج الكافي واللازم، الا ان فلسطين ستحتضن مركزا فلسطينيا لعلاج السرطان قد يكون حسب التوقعات الاول من نوعه على مستوى الشرق الاوسط، ليحد من حاجة مرضى السرطان للتحويلات والاجراءات والانتظار.

واكد د.سرحان ان مستشفى بيت جالا الحكومي بالذات لدى طواقمه وكوادره خبرات عالية جدا نظرا لاحتوائه مركز هدى المصري، بالتالي سيقدم الكثير لمركز خالد الحسن.

واضاف د.نافز سرحان كرئيس اللجنة الاعلامية في نقابة الاطباء، ان النقابة تلعب دورا هاما ايضا، حيث نظمت وتنظم لقاءات علمية ومحاضرات مختصة للاطباء حول اخر التطورات العلمية المتعلقة بالتشخيص والعلاج من مرض السرطان، وضمن خططها الاستمرار بهذه المحاضرات العلمية حول مرض السرطان بشكل خاص.

ومن ضمن المحاضرات التي نظمتها نقابة الاطباء، حاضر فيها د.جمال خضر استشاري الاورام والمعالجة بالاشعة في مركز الحسين للسرطان، عضو المجلس الاداري للاتحاد العالمي لمكافحة مرض السرطان، من الاردن الشقيق، الذي اكد دعمه اللامنتهي للمخطط الفلسطيني لانشاء مستشفى وطني لعلاج السرطان.


واشاد د.سرحان بقرار الرئيس محمود عباس وكل القائمين على هذه الفكرة الخلاقة التي كانت في الماضي مجرد حلم، الا ان الحقيقة بدأت تظهر، متمنيا ان تحمل الاشهر القادمة انباء تشير الى جمع اموال كافية لبدء العمل في المستشفى.

واشاد
د.عبد الرزاق سلهب رئيس جمعية الاورام الفلسطينية في حديث لـ معا بالجهود المبذولة لانشاء هذا المركز الذي سيكون على غرار مركز الحسين لعلاج السرطان في عمان.

واكد د.سلهب ان اجتماعات ماراثونية تعقد بشكل متواصل بين الاطباء والمختصين ووزارة الصحة برعاية ودعم متواصل من الرئيس محمود عباس، حيث قدمت الجمعية تصوراتها لوزير الصحة د.جواد عواد ووكيل الوزارة د.اسعد الرملاوي، حيث لدى الجمعية خبرات عالية في تشخيص وعلاج مرض السرطان، كما وطرحت الجمعية تصوراتها لطبيعة الاقسام والغرف والاسرة والبنيان كاملا.

واكد ان بناء الحجر يجري بالتوازي مع بناء القدرات البشرية، حيث سيتم ابعتاث اطباء للتخصص بالخارج ليكون الكادر البشري الطبي على اهبة الاستعداد لافتتاح مركز خالد الحسن.

واكد د.سهلب على دور مركز الحسين لعلاج السرطان في العاصمة الاردنية عمان الذي فتح قلبه وصدره واسعين لتقديم الدعم التخصصي للاطباء ووضع خبراته كاملة على طبق من ذهب لفلسطين لانجاح بناء مركز خالد الحسن.


واكد
د.رياض شريم اخصائي علم الانسجة في مستشفى بيت جالا الحكومي لـ معا على اهمية قسم "pathology" واهمية التخصص في تشخيص وعلاج مرض السرطان والذي يعتبر جزءا اساسيا في مركز خالد الحسن لعلاج السرطان، حيث قدم الاطباء خبراتهم كاملة لمركز خالد الحسن، وقدموا تصوراتهم للاقسام والهيكل العام لقسم علم الانسجة الذي يحدد نوع مرض السرطان ونوع العلاج المطلوب له واولوية العلاج ان كانت بالكيماوي او الاشعة او الجراحة وطريقة العلاج ويحدد الفحصوصات الطبية المطلوبة ونوع الكيماوي.

واكد د.شريم ان المرحلة الاولى حاليا هي مرحلة التخطيط الهيكيلي للمبنى والقسم، يليها مرحلة المعدات والاجهزة ثم مرحلة الكوادر البشرية التي تختلف بأنواعها، منها الذي يحتاجون لدراسة علم الانسجة حيث سيتم ارسالهم للتخصص قريبا، وفنيو الاشعة وغيرهم الذين يحتاج تخصص لعام او اكثر قليلا سيتم ارسالهم للتعليم في الفترة المقبلة، لتكون الكوادر جاهزة لاستلام المركز.

واوضح د.شريم ان 5 اطباء من مستشفى بيت جالا الحكومي بحكم عمله في مجال علاج السرطان هم اعضاء في اللجنة الاستشارية الطبية في مركز خالد الحسن.

واكد د.شريم على اهمية ارتباط المختبرات الطبية بقسم علم الانسجة نظرا لارتباطهما العلمي والتخصصي كما في مركز الحسين لعلاج السرطان في عمان.

ويشار ان حملة تبرع انشاء مركز خالد الحسن لعلاج امراض السرطان وزراعة النخاع ستنطلق عند الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة بحضور ومشاركة الرئيس محمود عباس.

تقرير: عبلة درويش