وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكرى يوم الاسير .. مستقبل الحركة الاسيرة في خطر

نشر بتاريخ: 14/04/2016 ( آخر تحديث: 14/04/2016 الساعة: 09:14 )
في ذكرى يوم الاسير .. مستقبل الحركة الاسيرة في خطر

غزة- تقرير معا - في السابع عشر من نيسان من كل عام يحيي الفلسطينيون يوم الأسير من أجل دعم أسراهم داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي.

ويأتي يوم الأسير هذا العام في ظل واقع مأساوي يعاني منه الاسرى من حيث الأرقام والجرائم المرتكبة بحقهم والعديد من القوانين العنصرية التي تستهدفهم وتصاعد حملات التحريض ضدهم بالإضافة الى تصاعد عمليات الاعدام الميداني التي اصبحت بديلات عن الاعتقال واتساع ظاهرة الاعتقال الاداري.

كما يحل في ظل استمرار اعتقال الاحتلال لنحو 40 اسيرا أمضوا اكثر من 20 عاما داخل السجون بينهم 7 امضوا أكثر من 30 عاما، فضلا عن تزايد اعداد الاسرى المرضى والاستهداف غير المسبوق للأطفال والمحاكمات التعذيب.

وقال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة ان الاحتلال الاسرائيلي يعتقل أكثر من 7 الاف أسير موزعين على 22 سجنا ومركز توقيف منهم نفحة وريمون والنقب وعسقلان وهداريم وايشل وهشارون والدامون ومجدو وعوفر والرملة.

واوضح فروانة ان من بين هؤلاء الاسرى 30 اسيرا قبل توقيع اتفاقية اوسلو و67 اسيرة اقدمهن لينا الجربوني و 700 معتقل اداري واكثر من 400 طفل و 6 نواب ووزير سابق.


وتابع :" هناك 40 اسيرا مضى على اعتقالهم 20 عاما ومن بينهم 17 اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من 25 سنة ومن بين هؤلاء 7 مضى على اعتقالهم اكثر من 30 عاما اقدمهم الاسير كريم يونس".


واشار الى ارتفاع عد الاسرى المرضى الى 1700 اسير بامراض مختلفة بينهم 25 اسيرا يعانون من السرطان واكثر من 70 اسيرا يعانون من اعاقات.
وقال فروانة "خلال فترة انتفاضة القدس سجلت ارقام خطيرة وغير مسبوقة في ما يتعلق بحالات الاعتقال حيث تمكنا من رصد حوالي 5 الاف حالة اعتقال بينهم 1900 حالة اعتقال اطفال والاخطر ان كل هؤلاء تعرضوا لشكل او لاخر من اشكال التعذيب ، كما تم اعتقال حوالي 60 جريحا وجريحة دون ان تقدم لهم الرعاية اللازمة.


واشار الى ان غالبية الشهداء خلال الانتفاضة أعدمهم جيش الاحتلال بدم بارد رغم انه كان بالامكان السيطرة عليهم بكل سهولة.


وحول الحركة الاسيرة داخل السجون ، اعرب فروانة عن خشيته على مستقبل الحركة الاسيرة وما حققته من انجازات وانتزعته من حقوق بدماء شهدائها.
وقال فروانة:" الحركة الوطنية الاسيرة لم تعد قوية كما كانت قبل اوسلو.. هناك عوامل كثيرة لعبت دورا سلبيا وتغيرت وتبدلت الاحوال.. اخشى على وحدة الحركة الاسيرة ومقاومتها للسجان واوضاعها التنظيمية وعلاقاتها الوطنية والداخلية".


واضاف فروانة:" اخشي على حياة الاسرى في ظل تمادي الاحتلال الاسرائيلي بالانتهاكات والجرائم وانتشار الامراض والاهمال الطبي في السجون".
واوضح ان ادارة السجون تسعى وتحاول ان تعمق الانقسام داخل السجون واشغال الاسرى بهمومهم الشخصية على قاعدة "فكر بذاتك".


وتابع :"اخشى على الشكل المنظم للحركة الاسيرة .. اسرائيل تبحث على التشتيت وتحاول ان تعاقب المجتمع الفلسطيني من جسد الاسير وصياغة مرحلة بداية الاحتلال في التعامل مع الاسرى ومفادها "امرك يا سيدي" من خلال القبول بالامر الواقع والبحث عن الحلول الشخصية وليست الجماعية في ظل غياب الوحدة الوطنية وعدم التوافق على رؤية موحدة داخل السجون والانشغال بالانقسام والازمات والانتفاضة .


ودعا فروانة الى اعادة النظر في كل الامور المتعلقة بقضية الاسرى وتقييم المسيرة الماضية والاستفادة من التجارب وتحاوز تاثير مرحلة الانقسام على واقع الحركة الاسيرة.

وحول الاضرابات الفردية، قال فروانة :"هي مهمة وشكل من اشكال المقاومة داخل السجون وتعكس حالة العجز التي تمر بها الحركة الاسيرة لكنها تحترم وتقدر وحققت بعض الايجابيات وأنجزت بعض الانتصارات لكن بكل الاحوال ومع تقدرينا للخطوات النضالية التي يلجأ لها الاسرى الا انها لم تعالج مشاكل جماعية وفي احسن الاحوال جاءت بحلول جزئية لمشاكل فردية".


ودعا الى اعادة النظر في الاضرابات الفردية وتقويمها على قاعدة حق الاسرى بممارسة هذا الشكل النضالي في السجون وعلى اهمية ايجاد حاضنة حزبية ووطنية داخل السجون وجماهيرية خارج السجون.


وتابع :"اما بشكلها الحالي رفع الاضراب لفترات طويلة وتراجع الانجازات يخشى على مستقبل الاضرابات بالسجون ولكن بالامكان دعمها واسنادها في حال ان تكون رؤية جماعية تتدحرج تدريجيا الى ان تصل لاضرابات جماعية لتشكل اداة ضغط على مصلحة السجون".

وحول احياء يوم الاسير لهذا العام ، قال فروانة :" إن هناك فعاليات وبرامج مزدحمة وانشطة وهذا شيء ايجابي ولكن علينا ان نبحث عن اساليب اكثر تاثيرا واهمية والابتعاد عن الاشكال التقليدية".


وأضاف:" نحن بحاجة لفعاليات تكون نوعية من حيث الحضور الجماهيري والمشاركة النوعية وبث المنشورات الاكثر تاثيرا باللغات المختلفة، فضلا عن ارسال اهالي الاسرى الى الخارج لشرح معاناة الاسرى والاسراع في ادراج القضية ضمن المنهاج التعليمي".


وطالب بضرورة جعل القضية حية على المستوي الاقليمي والدولي ضمن خطة واضحة ومدروسة متسائلا : ماذا الذي يمنع تخصص ملحق خاص مختص بشؤون الاسرى في كل السفارات والممثليات الفلسطينية حول العالم؟.


وأعرب عن امله في اعتماد ملحق في كل السفارات ضمن خطة واضحة وتعاون مشترك في توحيد الجهود.

وقال فروانة :" ان رغم كل هذه الالام والمرارة فان ما يبعث على الامل في هذه المناسبة نشر كتائب القسام صور لاربعة جنود اسرائيليين بحوزتها وهو ما يعزز الامل لدي الاسرى واهاليهم بانجاز صفقة تبادل على غرار صفقة شاليط.


وأضاف كما يبعث على الامل ايضا انه لاول مرة تعرض ملفات الحركة الاسيرة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية لان ذلك ربما يفتح المجال لبدء تحقيق جدي من المحكمة في بعض الجرائم المرتكبة بحق الاسرى لاسيما ان غياب المحاسبة تدفع الاحتلال للتمادي".


وطالب فروانة باعادة النظر في كل اساليب وانشطة واليات التعاطي مع قضية الاسرى بما يجعل من هذه القضية قضية راي عام وهم كل فلسطيني وان تبقي حاضرة باستمرار على المستوي الاقليمي والدولي والتوافق فلسطينيا على خطة وطنية لتدويل القضية بمشاركة المؤسسات السياسية والدبلوماسية والحقوقية بالاضافة الى الجاليات في اوروبا.


كما طالب باعادة النظر في الخطاب الاعلامي في تناول القضية وعرضها بالشكل المؤثر والصادق بواقعية دون مبالغة وبما يعزز الرواية الفلسطينية ويعزز كذلك المكانة القانونية للاسرى باعتبارهم مناضلين من اجل الحرية.

وراى ضرورة توظيف كافة الجهود للضغط على محكمة الجنايات الدولية لبدء تحقيق فوري في الجرائم التي تقترف بحق الاسرى والعمل على التاثير على المنظمات الدولية كي تتحمل مسؤولياتها وتتحرك لالزام اسرائيل باحترام المواثيق الدولية في تعاملها مع الاسرى الفلسطينيين.

مقابلة: أيمن أبو شنب