![]() |
هل اختارت حماس رفع الحصار بدل اطلاق سراح الاسرى؟
نشر بتاريخ: 18/05/2016 ( آخر تحديث: 20/05/2016 الساعة: 09:17 )
![]() بيت لحم- معا- اجبرت الضائقة الخطيرة التي يعيشها قطاع غزة والتي تتعمق يوما بعد يوم حركة حماس على القيام بمحاولة يائسة تتمثل بطرح مبادرة سياسية من خلال حملة اعلامية عدوانية وعنيفة عبر مختلف وسائل الاعلام واضعة نصب عينها هدفا واحدة يتمثل برفع الحصار المفروض على غزة لذلك طرحت المعادلة التالية " اطلاق سراح مدنيين اسرائيليين مقابل رفع الحصار حسب قول " اوريت فرلوف " الباحثة المختصة في شؤون مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي العاملة في معهد ابحاث الامن القومي الاسرائيلي " INSS " . ![]() وتحمل الحملة الثانية المكملة للأولى عنوان " بكفي حصار " وتتضمن صورا ورسوما كاريكاتورية توضح مدى الضرر الذي الحقته سنوات الحصار العشرة بقطاع غزة . ويختفي وراء الحملتين الاعلاميتين المرتبطتين الواحدة بالأخرى عنوان كبير هو " الجنود مقابل رفع الحصار " . اثار الاعلان الرسمي الذي صدر عن حماس وتدشين الحملتين الاعلاميتين جدالا فلسطينيا نشطا في مواقع التواصل الاجتماعي تناول القضية المركزية التي اثارها الاعلان والحملات الاعلامية . وتمحور الجدال العام حول ثلاثة اسئلة هامة اولها وأكثرها جوهرية يتعلق بمضمون وكيفية تحقيق اهداف حماس والوسائل الكفيلة بذلك فيما اهتم السؤال الثاني بالتوقيت ولماذا اختارت حماس هذا الوقت بالذات لإعلان مسؤوليتها الرسمية والعلنية عن احتجاز الاسرائيليين ليتركز السؤال الثالث حول هل وما الذي تغير والمقصود هل حماس قررت تغيير شكل وطريقة عملها فيما يتعلق بإسرائيل ؟ نتنياهو هو العنوان : يشير الجدال الفلسطيني الدائر عبر مواقع التواصل الى عدة امور اولها يتمثل في ابراز اختيار حماس لنتنياهو لتحميله المسؤولية المباشرة عن اطلاق سراح الجنود الاسرى بما يشير الى ان حماس لا زالت ترى في حكومة اسرائيل العنوان الرئيسي الذي يمكنها العمل معه ومفاوضته وليس الشارع الاسرائيلي لذلك يجب ممارسة الضغط وعلى رئيس الوزراء . وحسب ادعاءات المتجادلين على مواقع التواصل جاء اعلان الذراع العسكري لحمس ليقول لإسرائيل بأنها لن تنجح باستخدام مصر كأداة ضغط على حماس لإجبارها على الافصاح عن معلومات وان حماس لن تقدم مثل هذه المعلومات دون مقابل سواء استعانت اسرائيل بوسيط مصري او غير مصري. ورغم ادعاء نتنياهو اكثر من مرة انه لا فرق بين حماس وداعش نرى حماس في هذه القضية بالذات لا يستخدم تكتيكات يستخدمها داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي لانها بكل بساطة تدرك تماما تبعات كسر القواعد المقبولة للعبة لذلك تحاول استغلال الوسائل المتوفرة لديها اكثر ما يمكنها ذلك واستخدام الجنود والمدنيين الذين تحتفظ بهم كورقة مساومة فما يمثل تحقيق كسبا سياسيا اهم اهدافها العليا ويتمثل هذا الانجاز بإدخال تسهيلات انسانية وتخفيف وطأة الحصار. واجملت الباحثة في معهد ابحاث الامن القومي مقالتها بقولها ان ثلاثة نتائج يمكن استشفافها من الحملة الدعائية التي اطلقتها حماس اولها ان الحركة تتعرض لضغط شعبي كبير يطالبها بتحقيق تسهيلات محددة على الحصار لذلك من المهم لحماس ان توضح للجمهور الفلسطيني في القطاع انها مستعدة لاستخدام الاوراق الاربعة التي تملكها لتحقيق هدف تخفيف الحصار حتى على حساب تحقيق مكاسب خاصة بالحركة كانت ستحصل عليها لو اطلقت سراح اسراها داخل السجون الاسرائيلية . تحاول حماس عبر حملتها المباشرة ضد نتنياهو ان تكسر الثقة بينه وبين الشارع الاسرائيلي خاصة حين تشدد حماس على ان نتنياهو كاذب وانه لا يجري اية مفاوضات تهدف لإطلاق سراح الجنود الى جانب التشديد على تحميل نتنياهو دون غيره المسؤولية . وأخيرا اظهرت حملة حماس اعتدالها الكبير واختيارها الحفاظ على براغماتية عالية وكسر قواعد اللعبة . |