وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ثلاثُ ورقاتٍ لرحيلٍ مؤجل

نشر بتاريخ: 31/05/2016 ( آخر تحديث: 31/05/2016 الساعة: 01:40 )
ثلاثُ ورقاتٍ لرحيلٍ مؤجل
بقلم: أحمد أيوب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الورقةُ الأولى .....

عليكَ أن تنسى ،
سأفشلُ حتماً
الحقيقةُ أنني أودُ أن أفشل في نسيانهم ،
بل سأبذلُ قصارى ذاكرتي كي افشل
فالقلب ليس جديراً بالنجاح في أمرِ كهذا
هذه اللحظة الوحيدةُ التي تمنيتها فاشلاً


للسعادة مفايتحٌ ثلاث
لكن ما وجدنا البابَ بعد
يتسربُ من بينِ الثواني
ما نسميهِ عمراً
لم يتركْ سوى ما نتمنى
للهزيمةِ ألف لون
كأن تشعرَ بالحزنِ
في وضح السعادة
لها أن تبكي غيابي
فقلبي يستحق ...........

الورقةُ الثانية
عليَّ الكثيرُ من الصمت
أمامَ دموعها
عليها أن تحتمي بصدري
قبل الرحيل
علينا أنْ نموتَ سويا
تجري بينَ انفاسنا في القبلةِ الواحدة
حيواتُ لم نكُ نعرفها
يصيبنا الخدرُ
أن تكلمَ الشوقُ بينَ عاشقينْ


للطريق
أن تمحو كلَّ اثر
لنا أن نبذرَ
في الأماكنِ وجوهاً
أكثرَ حنيناً
لقاءٍ مرتقب

لي بينَ أضلعها حروفي
ولها انسيابي
في تراتيلِ القصائدِ
هاجساً باللا شعور


الورقةُ الثالثةْ

كي تعي من أنتَ
عليكَ أن ترحل
كي تشعرَ بكَ
ضلعاً خلقها
عليها أن تناجيكْ

كعادتها الأمنيات لاتوصل
إلا للتعب
فالفقر أن
لا تمتلكها في زمهرير وحدتكَ
أن تتلمسَ
وجهَ الهاتف
أن تقولَ لها
ما لم تسمعهُ من قبل
أن تحمل
جسدكَ المثقلَ بالوجعِ
إلى النار
كالفراش يغويكَ
الحريق


أحاولُ أن أذكرَ شيئاً ما
أحاول أن أنسى
وأحاولً أن أكذب
يملؤني الصدقُ العفوي الجارحُ
ويحملقُ في تعبي
في أنفاسي
في الوحدةِ يرسمني
طيفكِ يا آخر ما وقفَ من النسيانِ
لأذكره
الريحُ المطرُ أريجُ المشهدِ
سرُّكِ إذ ينطقُ
في الشفتينِ
أحبكِ
كيفَ أغيب ووجهكِ
مرآةُ الشبقِ
الساكنِ فيَّ وكيفَ أسيرُ
بلا عنوانٍ
تسكنني في الوطنِ الغربةِ
تلمحُ دمعَ اللهفةِ
في أغصانِ الحرفِ
يزقزقُ
عصفورُ يتوسلُ
قفصاً في كفيكِ
ويرجعُ للبدءِ الأول
حافٍ من أهاتِ الليلِ
ومغمور يلعنهُ
الحظُ الأحمق
كيفَ أطيلُ السهرِ وحيداً
لا أدري
أعلم سرَّ خلاصي
وأسيرُ بقافيةِ الموتِ
لأنهي
هذا السفرَ
الفارغَ من
أنفاسِ اللحنِ الأوحد
أستلُ عباءةَ
نسياني
لكن أذكرُ أن الحبَّ
فضاءُ العمرِ
وأني دونكِ
يشربني الخمرُ
بلا وجلٍ
كي أبصرَ
كسراً لا يجبر
أعلمْ
أن الحبَّ
طريقي
وطريقي لا ينصفُ
قلبي
لأموتَ بصمتٍ
في دنيايَ
وأقضي أتلمسُ
ما نسيَ العطرُ
على كفيَّ
على شفتيَّ
وهذا كفني يحتالُ عليَّ
فألبسهُ
كي لا ادرك
نفياً آخر ...