وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نظام تجميع مياه الأمطار من فوق أسطح المنازل

نشر بتاريخ: 14/06/2016 ( آخر تحديث: 14/06/2016 الساعة: 12:31 )
نظام تجميع مياه الأمطار من فوق أسطح المنازل
الكاتب: م. طارق زياد المسحال
تجميع مياه الأمطار هو أهم الحلول المقترحة للإسهام في تخفيف أزمة المياه في قطاع غزة بشقيها الكمي والنوعي , حيث تساهم في تخفيف الضغط على الخزان الجوفي المستنزف , حيث يتم تجميع مياه الأمطار من فوق أي سطح نظيف كأسطح الحمامات الزراعية , المنازل , والمنشآت المختلفة بتقنيات بسيطة وقليلة التكلفة .

تأتي أهمية هذه التقنيات نتيجة للمؤشرات التي تتنبأ بأن عام 2020 سيكون عاما كارثيا على قطاع المياه إذ أن الخزان الجوفي سيكون قد استنزف وتعدى مرحلة الاسترجاع (سلطة المياه الفلسطينية – 2015)، حيث أن الكميات المستخرجة سنوياً من المصدر الحالي والوحيد للمياه في قطاع غزة والمتمثل بالخزان الجوفي تقدر بـ 160 مليون متر مكعب وبمعدل تغذية راجعة من 50 إلى 60 مليون متر مكعب أي بعجز سنوي يقدر من 100 إلى 110 مليون متر مكعب من المياه العذبة ( أجدى الحلول لأزمة المياه في قطاع غزة ، م. رشيد عوض رشيد مطر، باحث: مركز بحوث دراسات الأرضوالإنسان).
هذا بالاضافة إلى أن مجمل المياه التي يتم إنتاجها في قطاع غزة غير صالحة وغير مناسبة بنسبة 95 % ، وما تبقى من المياه الصالحة مهددة بالتلاشي، مما يستدعي التفكير بحلول منهجية لتخفيف هذه الأزمة.

تعد أبسط الطرق لاستغلال الأمطار هي وحدات تجميع مياه الأمطار من أسطح المنازل , بسبب مكوناتها البسيطة وقليلة التكلفة نسبيا مقارنة بالفائدة المباشرة (وهي المياه المجمعة) فمثلا حجم المياه التي يمكن الاستفادة منها من سطح منزل مساحته 150م2 حوالي 40-45م3 في الموسم الواحد والفائدة الغير مباشرة المتمثلة في اضافة هذا النمط من الأفكار الى ثقافة الناس . تتكون هذه الوحدات من ثلاث أجزاء رئيسة هي: مكونات التجميع والفلترة , وحدات التخزينو المضخة لضخ المياه للاستخدام.
أولا : التجميع والفلترة : يتم توصيل جميع مصارف مياه الأمطار من سطح المنزل ببعضها عن طريق مواسير بلاستيكية بحيث تمر هذه المياه على فلتر ترسيب للتخلص من أي رواسب أو أتربة ملوثة للماء.

ثانيا : وحدات التخزين : عبارة عن خزانات بسعة تخزينية تتناسب مع مساحة السطح التي ستمثل مصيدة مياه الأمطار catchment area ويتم احتساب السعة التخزينية اللازمة بناءا على مجموعة من المتغيرات أهمها : مساحة سطح المنزل و معدل الأمطار في المنطقة بالاضافة إلى معدل الاستهلاك وقد وجد أن السعة التخزينية المناسبة لمنزل مساحة سطحه 150م2 هي 4000 لتر يتم الاستفادة منها شتاءا لتخزين مياه الأمطار وصيفا كوحدة تخزين إضافية .

ثالثا : الضخ : بعد أن تكون المياه قد مرت على فلتر الترسيب وتم تخزينها في الخزانات يتم سحبها عن طريق خط خارج موصول بمضخة دفع من الممكن أن توصل مباشرة كخط مغذي لخزانات الاستخدام المنزلي أو أن تستخدم بشكل مباشر في أعمال التنظيف أو الري في الحدائق المنزليه.
خلال السنوات السابقة, تم استهداف مجموعة من العائلات و التي تعاني بشكل كبير من أزمة المياه حيث أثبت هذا النوع من الوحدات فاعلية عالية في بلادنا و في كثير من الدول حتى أنه قد تم في بعض الدول اعتماد قانون يلزم أصحاب المنازل الجديدة بتضمين هكذا أنظمة ضمن مخططات المنزل .
في ذات السياق, هناك امكانية لاستخدام هذا النظام كوحدة تخزين خلال الفصول الأخرى و التي لا تتساقط فيها الأمطار و الذي بدوره يزيد من فعالية هذه الوحدة.
سيكون لنشر هذه الثقافة أثر ملموس في المستقبل من حيث تخفيف الضغط والسحب من الخزان الجوفي مما قد يعمل على وقف أو ابطاء كارثة نفاذ الخزان الجوفي.