وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جلسة في العليا لبحث الشهداء المحتجزين

نشر بتاريخ: 04/07/2016 ( آخر تحديث: 04/07/2016 الساعة: 12:25 )
جلسة في العليا لبحث الشهداء المحتجزين

القدس- معا - فيما يوشك شهر رمضان على نهايته لم ينعم أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال بالراحة وهم بانتظار تسلم جثامين أبنائهم..وتتوالى القرارات الإسرائيلية، تارة بالموافقة على تسليمهم ثم التراجع عن القرار مع تحديد مكان الدفن من قبل الشرطة، وصولا الى اقتراح بناء مقبرة خاصة بالشهداء الفلسطينيين لاحتجاز جثامينهم ومنع إعادتهم لأسرهم، كجزء من "محاربة الاهاب وردع غيرهم" كما تدعي سلطات الاحتلال.

وتعقد عصر اليوم الاثنين في المحكمة الإسرائيلية العُليا جلسة لها لمناقشة الالتماس الذي قُدم حول قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "غلعاد أردان"، بتجميد تسليم جثامين الشهداء المقدسيين، بحجة "التحريض الذي رافق جنازة الشهيد علاء أبو جمل في قرية جبل المكبر، فيما رد "اردان والنيابة العامة" على الالتماس بموافقتهما على اعادة الجثامين حسب الشروط التي تحددها الشرطة الإسرائيلية المتمثلة "بتحديد أعداد المشيعين، ودفع كفالات مالية، والدفن في ساعات الليل فور الاستلام"، مع اعطاء الشرطة صلاحية اختيار وتحديد المقبرة الإسلامية التي سيدفن فيها الشهيد ومكان الجنازة "للسيطرة التامة على مجريات الامور" لم يتم تحديد سقف زمني لذلك، علما ان المحكمة أوصت شهر أيار الماضي بتسليم جثامين الشهداء بشكل متواصل وتدريجي قبل شهر رمضان، الا ان التسليم تعطل منذ الخامس والعشرين من شهر أيار بعد قرار أرادن، وارتفع عدد الجثامين المحتجزة الى 12 شهيداً فلسطينيا، أقدمهم من مدينة القدس وبعضهم محتجز منذ تشرين أول- أكتوبر العام الماضي، ومن بين الجثامين 3 سيدات من الضفة الغربية.



وفي شهر رمضان .. شهر الأجواء الإيمانية الخاصة واجتماع العائلة على مائدة الإفطار والقيام بالواجبات الدينية سويا، تفتقد عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم وجود أبنائهم بينهم وتركهم فراغا على المائدة، إضافة الى افتقادهم لقبر يضم جثامينهم بدلا من ثلاجات الاحتلال وصقيعها.

والد الشهيد ثائر أبو غزالة.. لا لا مائدة افطار في شهر رمضان

عبد السلام أبو غزالة - والد أقدم الشهداء المحتجزين- قال :" 9 أشهر على استشهاد ثائر وقد تغيرت حياتنا بأكملها، منذ استشهاده واحتجاز جثمانه حتى اليوم اضافة الى اعتقالي الاداري كل ذلك حرمنا راحة البال والاستقرار .


وعن شهر رمضان قال :"لا مائدة افطار في هذا الشهر الفضيل ولا أجواء رمضانية في المنزل، كنت انتظر رمضان بفارغ الصبر فأيامه وروحانيته مختلفة عن باقي أيام السنة، أما رمضان هذا العام فمر علينا بشكل مأساوي، وأدعو الله أن يعجل لي تسلم ابني ودفنه حسب الأصول، وأن يكون له قبر ويبقى أسير ثلاجات الاحتلال.

وأضاف :"غاب ثائر هذا الشهر عنا..وغابت معه طقوس رمضان، وسفرة رمضان وأجواء رمضان".

وارتقى الشهيد ثائر أبو غزالة في الثامن من شهر أكتوبر- تشرين أول الماضي في تل أبيب، وهو أقدم الشهداء المقدسيين المحتجزين في الثلاجات.


الشهيد عبد المحسن حسونة... "غياب اكلته المفضلة عن سفرة رمضان

أما الشهيد عبد المحسن حسونة الذي ارتقى منتصف شهر كانون أول- ديسمبر الماضي، بعد تنفيذه عملية دهس بالقدس الغربية، والذي وافقت سلطات الاحتلال مطلع العام الجاري على تسليم جثمانه لدفنه في الخليل – في مدفن العائلة- لا يزال حتى اللحظة أسير ثلاجات معهد أبو كبير، وعن رمضان يقول والده :"أفراد العائلة يفتقدون عبد على طاولة افطار رمضان، فكانت له أجوائه الخاصة وهو مناسبة سعيدة تحولت الى حزينة لأفراد العائلة."

ويقول:" يوم استشهاد عبد طلب من والدته أن تطبخ له أكلته المفضلة "الارز والدجاج والبطاطا"، وحتى اليوم وفي هذه الشهر لا تستطيع والدته طبخها مجدداً، وأيام هذا الشهر لم تمر علينا بسهولة، فاستشهاد عبد ومواصلة احتجاز جثمانه صعب علينا."

وأضاف والده :"استغل هذا الشهر الفضيل لأدعو له كل يوم بالمغفرة والرحمة واستلام الجثمان..فقد كان عبد يحرص على صلاة التراويح والفجر في شهر رمضان..وحتى يوم استشهاده صلى الفجر في الخليل ووزع الحلوى على المصلين".


عائلة الكالوتي ولأول مرة منذ 20 عاماً يغيب أحد أبنائها عن مائدة رمضان

أما والدة الشهيد محمد الكالوتي الذي ارتقى في التاسع من شهر آذار الماضي، هو والشهيد عبد المالك أبو خروب، فتقول :"الحزن بالقلب وغياب محمد ليس سهلا علينا، لكننا نشعر بالفخر والاعتزاز لأنه خرج في سبيل الله، هذه المرة الأولى منذ 20 عاماً يغيب أحد أفراد العائلة عن مائدة إفطار رمضان، وكأم افتقد محمد منذ لحظة استشهاده الأولى وليس في رمضان فقط، في كل زاوية بالبيت افتقده وفي كل الأوقات..كان محمد شاب مثالي باخلاقه وتصرفاته، ندعو الله أن يعود جثمانه عاجلاً لدفنه".

عائلة الشهيد بهاء عليان... بين استشهاده واحتجاز جثمانه وهدم المنزل

كما أن رمضان هذا العام لعائلة الشهيد بهاء عليان الذي ارتقى في شهر تشرين أول- اكتوبر الماضي مختلف عن السنوات الماضية، بداية باستشهاد بهاء "روح البيت والعمل التطوعي في القرية" ومواصلة احتجاز جثمانه وهدم منزلهم وصولا الى اعتقال والده مؤخرا.

وقال والد بهاء :"لو كان بهاء مدفونا لكان الوضع أسهل على عائلته، لكن جسده ما يزال في الثلاجات والصقيع، وهذا ما يجعلنا نفكر في كيفية استرجاعه ودفنه في ظل القرارات الإسرائيلية المتخبطة، وحتى اليوم لم نتمكن في استرجاع ذكريات بهاء وحياته وموافقه انما فقط التفكير بجسد بهاء الذي لا يزال أسير الثلاجات".

ومنذ الهبة الجماهيرية قبل تسعة أشهر احتجزت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 120 في ثلاجات معهد أبو كبير، وتم تسليم معظمها باستثناء 12 شهيداً، حيث تتعمد سلطات الاحتلال المماطلة بتسليم الجثامين كعقاب لأهليهم وكأسلوب "للردع".