وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا كنسيا بلغاريا

نشر بتاريخ: 23/07/2016 ( آخر تحديث: 23/07/2016 الساعة: 10:49 )
القدس- معا-  استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم، وفدا كنسيا من بلغاريا ضم عددا من الاساقفة والاباء والرهبان من عدد من الاديار الارثوذكسية في بلغاريا، والذين وصلوا الى مدينة القدس في زيارة حج الى الاماكن المقدسة.

ورحب المطران بالوفد الآتي من الكنيسة الارثوذكسية البلغارية الشقيقة، وبدأت الزيارة للقدس بجولة في كنيسة القيامة، واستمع الوفد الى شروحات وتوضيحات من المطران عن تاريخها واهميتها واهم المواقع الدينية الواقعة فيها .

كما تمت زيارة غرفة الذخائر المقدسة وسجد الجميع لخشبة الصليب المقدسة ولرفات القديسين التي ما زالت محفوظة في هذا المكان داخل كنيسة القيامة منذ قرون طويلة .

ومن ثم توجه الجميع الى الكاتدرائية واستمعوا الى حديث روحي من المطران تحدث خلاله عن تاريخ الكنيسة المسيحية في القدس وعن اهمية المدينة المقدسة روحيا وحضاريا وانسانيا ووطنيا .

وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية بنسختها البلغارية حيث تمت ترجمة هذه الوثيقة الى اللغة البلغارية، وقد تحدث عن هذه الوثيقة واهدافها ومضامينها ورسالتها.

وقال بأن المسيحيين في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص هم متشبثون بانتمائهم لهذه الارض المقدسة وهم يفتخرون بانتمائهم لفلسطين هذه البقعة المقدسة من العالم التي تجسدت فيها محبة الله للانسان، وهي ارض تحتوي على كثير من المعالم الروحية والتاريخية والحضارية التي تشير الى اهميتها والى قدسيتها وبعدها الروحي والانساني والتاريخي .

وتابع:"المسيحية لا تدعونا ان نكون الى جانب الظالمين على حساب المظلومين ولا تعلمنا ان نكون الى جانب الجبابرة والاقوياء على حساب الضعفاء والفقراء والمحتاجين ، ومعلمنا الاول عندما كان ينتقل في فلسطين من مكان الى مكان كان يذهب الى الفقراء والى المساكين والى المرضى والى المحزونين والى كل انسان محتاج ، لم يذهب الى الزعماء تاركا البسطاء ولم يذهب الى الاغنياء تاركا الفقراء بل كان دائما منحازا الى جانب المظلومين والمتألمين في هذه الدنيا" .

واضاف:"ونحن بدورنا كمسيحيين نعيش في هذا الزمن المظلم الذي تسوده اجواء العنف والكراهية والتطرف وانتهاكات حقوق الانسان ، يجب ان يبقى الصوت المسيحي مدافعا عن حقوق الانسان ومدافعا عن المظلومين والمتألمين ايا كان دينهم وايا كانت قوميتهم" .

وقال:"نتمنى منكم ومن كنيستكم الشقيقة بأن تلتفتوا الى جراح فلسطين ومعاناة ابنائها ، من تضامن مع المسيحية في فلسطين ونادى بالحفاظ على الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة عليه ان يرفع صوته عاليا منددا بالاحتلال ومطالبا بالعدالة والحرية لشعبنا الفلسطيني ، ذلك لان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة بامتياز وهي مفتاح السلام في منطقتنا .

وتابع:"قبل ايام ذبحوا طفلا فلسطينيا في سوريا ولعل هذا الطفل الذبيح هو نموذج لما حدث في سوريا من استهداف وتآمر وعنف وبطش وارهاب طال كافة ابناء الشعب السوري الابي والمثقف المحب لبلده، اننا من قلب فلسطين الجريحة والقدس المتألمة نلتفت الى سوريا معربين عن تضامننا ومؤكدين رفضنا وتنديدنا لهذه المؤامرة الكونية ، وان النزيف السوري هو نزيفنا جميعا وآلام ومعاناة الشعب السوري هي معاناتنا وآلامنا جميعا، نتمنى من كنيستكم ومن كافة الكنائس المسيحية في العالم ان تلتفت الى آلام ومعاناة شعبنا وكافة شعوب منطقتنا ، فكفانا عنفا وارهاب ودمارا وقتلا حيث اصبحت مشاهد القتل المروعة مشاهد يومية" .

واردف:" نتمنى ان يُسمع الصوت المسيحي العالمي دفاعا عن الوجه الحضاري والروحي والانساني في ارضنا المقدسة وفي مشرقنا العربي ، فاولئك الذين يسعون لافراغ منطقتنا من الحضور المسيحي ،انما هدفهم الاساسي هو تشويه الوجه الحقيقي لهذه المنطقة الذي جمالها وبهائها لن يكون الا من خلال هذا العيش المشترك والتآخي الديني الاسلامي المسيحي، اننا نرفض من يستغلون الدين ويلبسون ثوب الدين ويقوموا بممارسات لا تمت للدين بصلة لا بل تسيء لرسالته ومبادئه وقيمه ".

كما وضع الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة وقال : فلتكن كنائسنا كما كانت دوما مبشرة بقيم المحبة والسلام والاخوة ومنادية بالعدالة والحرية والكرامة للانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله .

ثم قدم للوفد بعض الهدايا التذكارية من وحي التراث المقدسي الفلسطيني ، أما الوفد البلغاري فقد شكروا المطران على استقباله وقدموا له كتابا قيما عن تاريخ الكنيسة البلغارية واكدوا لسيادته بأن الكنيسة البلغارية الارثوذكسية ستبقى منحازة لقضايا العدالة في عالمنا فنحن حريصون كل الحرص على التضامن مع اخوتنا في فلسطين وفي المشرق العربي وخاصة في هذه الظروف العصيبة ولكننا في نفس الوقت نطالب بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن حرية وكرامة وحقوق هذا الشعب الذي يعتبر شعبا صديقا لبلغاريا .