وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آخر لقاء صحفي أجرته وكالة معا مع القائد العسكري للجهاد الاسلامي محمد الشيخ خليل

نشر بتاريخ: 26/09/2005 ( آخر تحديث: 26/09/2005 الساعة: 22:38 )
خانيونس -معا- أكد محمد الشيخ خليل القائد البارز في سرايا القدس في حديث خاص لوكالة معا - قبل أيام من استشهاده ، إلى أن الانتفاضة الفلسطينية تميزت عن كل الانتفاضات والهبات التي سبقتها كونها اخذت البعد والطابع العسكري منذ انطلاقتها ، لأن الشعب الفلسطيني أدرك بان المسيرات والقاء الحجارة أدوات غير فعالة في معركة التحرير والصراع مع الاحتلال ومن هنا أدركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طبيعة المعركة الجديدة مع العدو وفهمت بشكل دقيق أدوات ووسائل تلك المعركة المفصلية التي ستمتد لأشهر وسنوات ، ومن هنا عملت سرايا القدس على تشكيل خلاياها في قطاع غزة والضفة الغربية ، وقامت بأعداد عناصرها وتدريبهم وتجهيزهم بشكل جيد .

وأوضح محمد الشيخ خليل في حديثه أن سرايا القدس كانت منذ اندلاع الانتفاضة في كامل الاستعداد لخوض المعركة مع العدو فكانت أول عملية استشهاديه نفذتها سرايا القدس في قلب المواقع العسكرية الصهيونية المتمركزة على خط كسوفيم حيث فجر الاستشهادي نبيل العرعير جسده الطاهر في موقع للجيش الإسرائيلي مما شكل حربا نفسية صعبة و بداية الرعب في جنود الاحتلال ، وشكلت عاملا مساعداً للفصائل المقاومة للانخراط في العمل المقاوم المسلح.

واكد انه كان لسرايا القدس الدور الكبير في إدخال العمل الاستشهادي إلى المناطق المحتلة عام 48 فقد نفذت سرايا القدس عملية القدس بواسطة سيارة مفخخة ، وقتل في هذه العملية صهيونيين حسب اعترافات العدو ...

واستمرت السرايا في عملياتها المتنوعة ضد المحتلين ، مما دفع إلى تأجيج وتفعيل العمل المسلح وخلق نوع من التنافس بين فصائل المقاومة هدفه ضرب العدو أينما تواجد ، وهذا بدوره انعكس على حجم العمليات التي تم تنفيذها ضد قوات الاحتلال .

واكد الشيخ خليل بأنه نتيجة لاشتداد ضربات المقاومة وبسالتها ، أقدمت قوات الاحتلال على اجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية ، مما دفع السرايا إلى تطويرها لنفسها بشكل سريع فعملت على تشكيل وحدات مهمتها التصدي لعمليات الاجتياح والتوغلات التي تقوم بها قوات الاحتلال ، فقام أبطال السرايا بتصنيع العبوات الناسفة الكبيرة من اجل وقف تقدم الدبابات والاليات الضخمة التي نشرت الرعب والقتل والدمار في صفوف المدنين وممتلكاتهم ، وكذلك إدخال قذيفة الـ (ار بي جي) وغيرها من الوسائل القتالية التي تمكن المجاهدين من التصدي للقوات الاحتلال .


تحطيم أسطورة المركافاة:
و أشار أبو خليل إلى أن سرايا القدس كان لها الشرف العظيم بتفجير دبابتين مركافاة في اقل من يومين وأدت كلاهما إلى مقتل اثني عشر جندي إسرائيلي في كلا من حي الزيتون ، ومدينة رفح على الشريط الحدودي وشاهد العالم بأسره أسطورة المركفاة وهي تتدمر ويجمع أشلاء جنود طاقمها ، بتوفيق من الله وعز وجل وإصرار المجاهدين على النيل من المحتلين الجبناء .

بالإضافة إلى عملية زقاق الموت في مدينة الخليل التي اثبت على الجاهزية الكاملة والروح العسكرية التي تتمتع بها سرايا القدس التي تدلل بشكل قاطع على أننا بمعرفة ودراية كاملة بتحركات العدو ، واثبت أن العقلية العسكرية لسرايا القدس برغم من الإمكانيات المتواضعة الآ أنها أثبتت مدى فاعليتها فكانت هذه العملية مثالا يدرس في الكليات العسكرية ، وقد أوقعت هذه العملية ما يزيد عن اثني عشر جندي و إصابة 15 آخرين بجروح مختلفة .

ويوضح محمد الشيخ خليل أن العمل المسلح الذي كانت تقوم به سرايا القدس كان يمشي في خطوات متسارعة ، من اجل الصمود أمام الهجمة الإسرائيلية الكبيرة ضد أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ، فكانت تعمل على نقل المعركة بشكل دقيق إلى قلب الكيان الصهيوني من اجل إرباكه وإضعافه من الداخل ، بهدف تشكيل ضغط نفسي كبير على الحكومة الإسرائيلية وجنود الاحتلال .

فقامت سرايا القدس بتوجيه ضربات نوعية في كلا من حيفا .. تل أبيب .. نتانيا ..الخضيره وغيرها من مدن فلسطين المحتلة ، وقال الشيخ حتى جعل المحتلين يتخبطون في قراراتهم وتوجيهاتهم والتي دلت على ترنحهم بفعل الضربات التي وجهتها لهم سرايا القدس وعلى رأسها الشهيد محمود طوالبة ، الذي قاد معركة جنين بكل بسالة ، واخلاص حتى نال الشهادة التي بحث عنها ، فهذا الرجل لم يفر من المعركة ولم يهرب بل واجه المحتلين بكل شجاعة .

ويؤكد القائد العسكري محمد الشيخ خليل بأن الهدف من معركة جنين وإقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مجاز بشعة في داخل المخيم ، هو القضاء على سرايا القدس وخلاياه العسكرية ، وعلى رأسها القائد الشيخ محمود طوالبة الذي زرع الرعب في قلوب حكومة الاحتلال وجنوده ومستوطنيه نتيجة للعمليات المكثفة والمركزة التي كانت تقوم بها قياداتها.

الصواريخ:
ويقول محمد الشيخ خليل : " مع إجراءات المحتل المشددة وفرض حصاره الشديد لكل المنافذ والمعابر والطرقات خاصة بعد جدار الفصل العنصري اتجهت سرايا القدس إلى إحداث نقلة نوعية في عملها العسكري ، حيث اتجهت السرايا إلى تطوير جهادها بإدخال الصواريخ وقذائف الهاون وعمليات الاقتحام للمستوطنات الصهيونية ، فعملت على تصنيع صاروخ( القدس ، والقدس 1) ، ثم قامت بعد وقت قصير بتطوير صواريخها وعتادها فكانت صواريخ( سرايا 1) و(سرايا 2) ، لتصبح بعد ذلك قوة مؤثرة في عملية الردع وادارة الصراع مع المحتل بكفاءة عالية .
وقد دفعت سرايا القدس الثمن باهض من رجالها وقادتها من اجل الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني فسقط الشهيد محمود الزطمة الذي عمل على تطوير وصناعة الصواريخ والعبوات القوية والتي استخدمت في عمليات بيت ليد وديزنكوف، والشهيد مقلد حميد ،أياد صوالحة ،أياد الحردان وبشير الدبش وغيرهم من خيرة أبناء السرايا .

رفض نزع سلاح المقاومة:
وأكد الشيخ خليل بأن مسألة نزع سلاح المقاومة أمر مرفوض كليا لأن سلاح المقاومة سلاح شريف وطاهر ، وجمع بدماء الشهداء وتضحياتهم وبالتالي مسألة تسليمه أمر غير مبرر لأن قوات الاحتلال مازالت تسيطر على المعابر والحدود ، ومازالت تغتصب الأرض الفلسطينية وتمعن في قتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم والاستمرار في بناء الجدار الغازل ، الذي يلتهم الأرض الفلسطينية ، وعلية فان أي محاولة لنزع سلاح المقاومة او التفكير بإساءة للسلاح المقاومة يعتبر أمر مرفوض وخارج على الإجماع الوطني لان كل فصائل المقاومة مجمعة على ضرورة الإبقاء على سلاح المقاومة مشرعا في وجه الاحتلال.
أما فيما يتعلق بالسلاح الذي يستخدم بحالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح فانه سلاح فاسد وعلى السلطة أن تنتبه إليه ومحاربته ومصادرته بدلا من الحديث عن السلاح الشرعي النظيف .

العلاقة مع السلطة :
وأشار محمد الشيخ خليل إلى أن علاقة سرايا القدس مع السلطة الفلسطينية هي طبيعية ، ولا توجد خلاقات حادة معها ، ولكن الخلاف يأتي بعد ما أن يتم الحديث عن سلاح المقاومة لدينا وجه نظر ، وهم لديهم وجه نظر أخرى وهذا لا يستعدي أن نكون مع السلطة على خلاف ، لأننا لا ننازع السلطة على مناصب أو سلطان !! والسلطة تعي ذلك جيدا ، ونحن على أتم الاستعداد لمساعدتها في أي آمر تحتاج آليه فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الفلتان الأمني وفوضى السلاح ، لأننا من هذا الشعب ونخشى على مصالحة ونتمنى له كل التوفيق والخير.

واكد محمد الشيخ خليل في نهاية حديثه مع وكالة معا ... بنفس الوقت على السلطة الفلسطينية أن تحارب كل أشكال الفساد الذي يمارسه بعض المتنفذين في صفوفها لكي تستطيع مواجهة المفسدين الآخرين الذين ينهبون أموال الشعب الفلسطيني.