وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دحلان: لتتفضل وكالة معا وتقترح حلا لخلافي مع الرئيس عباس وانا سالتزم

نشر بتاريخ: 30/10/2016 ( آخر تحديث: 31/10/2016 الساعة: 09:49 )
دحلان: لتتفضل وكالة معا وتقترح حلا لخلافي مع الرئيس عباس وانا سالتزم
القاهرة- موفد معا ابراهيم قنن- بمقر إقامته في فندق "انتركوننتال"في قلب العاصمة المصرية (القاهرة)، يجلس النائب محمد دحلان، برفقة عدد من رفاقة، وقد بدت عليه آثار ممارسة الرياضة اليومية، والتي انعكست على إجاباته، اجابات لم تخل من سرعة الرد، خاصة تلك المحاور والملفات (الساخنة والشائكة)، ومستقبل العلاقة مع الرئيس محمود عباس والمؤتمر السابع؛ والعلاقة مع الفصائل، ومنظمة التحرير، والتحولات العربية والإقليمية، وداعش والارهاب الذي يضرب المنطقة وخطر الطائفية المقيتة التي اعتبرها الخطر المدمر على المنطقة.

عناوين..
دحلان: اعطوني وصفة وحل منصف للتصالح مع الرئيس وانا سألتزم.
دحلان: كيف يتهم من يدافع عن انتمائه بالانشقاق عن فتح.
دحلان: البرغوثي لن يقبل الصفقات المشبوهة ولن يخذل إرادة الشعب.
دحلان: لست مرشحا ولا طامحا بالرئاسة.
دحلان: ليس هناك شيء اسمه مؤتمر سابع في ظل الإقصاء.
دحلان: مخيمات لبنان خط الدفاع الأول في مواجهة قوى الإرهاب.
دحلان: واقع منظمة التحرير مؤلم جدا.
دحلان: لست قلقا من داعش وكل ما أخشاه انفجار بركان الطائفية.
دحلان: لدى امال بانفتاح مصري جدى على غزة.
دحلان: السلطة مقصرة بحق القدس وأهلها.
دحلان: غزة قنبلة نووية موقوتة على وشك الانفجار.
دحلان: حماس ظُلِمَت ثم ظَلمَت ودعونا نعمل معا لتجاوز الماضي الرهيب.
دحلان: علاقتي بالفصائل جيدة واتشرف بمستوى العلاقة مع الأخوين رمضان شلح وزياد النخالة.

ما هو تقييمكم للأوضاع السائدة في الضفة الغربية في ظل حملة إسرائيلية متصاعدة و مخططات ممتدة مقابل عملية سياسية متوقفة ؟ ، في ظل هذه المعطيات أين تذهب الضفة ؟
- مشكلات الضفة الغربية متداخلة بين مشاريع و مخططات الاحتلال الاسرائيلي، وبين قصور سياسات قيادة السلطة الفلسطينية عن التصدي للقضايا الوطنية و انشغالها بملاحقة ومتابعة الاوضاع الحزبية الداخلية، واذا ما أضفنا الى كل ذلك إنسداد الأفق السياسي تماما، و تراجع أموال الدعم الخارجي، وإنتهاء صلاحية الشرعيات الفلسطينية، نستطيع أن نتوقع قتامة المشهد و المخاطر التي تهدد، لكن أكثر ما يقلقني في مشهد الضفة الغربية هو تراجع انخراط الجمهور في القضايا السياسية، وهو تراجع لا يعكس انهيار اهتمام الجمهور بقضيته الوطنية، بمقدار ما يعكس فقدان الثقة بين الجمهور والقيادة السياسية، وبالمناسبة البعض يحاول ان يفسر ذلك بحالة الأمن والأمان، وذلك شعار زائف في ظل إستمرار الاحتلال، بل تمدده الخطير وخاصة في ملفات القدس والاستيطان والاستباحة الامنية لمدن و قرى و مخيمات شعبنا.
و اذا ما استمر الوضع على هذا النحو فنحن امام احتمالين ، فاما الرضوخ لشروط وقواعد الاحتلال وذلك مستحيل على الصعيد الشعبي، او انفجار شعبي سيكون له ابعادا خطيرة، والامر الوحيد المؤكد هو استحالة استمرار الجمود الراهن.
*! القدس تنتظر مخططات 2025/2050 , ما الذي يمكن عمله لتعزيز صمود القدس و أهلها ؟

- هذا سؤال ينبغي توجيهه لمركز القرار الذي يتحكم بكل شيء، ودعوني أتبادل معكم الأدوار وأسأل كيف تجد السلطة موارد تزيد عن 3 مليارات دولار أمريكي سنويا لتنفق على كل شيء، ولا تجد عشر ذلك المبلغ المهول لينفق علىحماية القدس و تعزيز صمود أهلنا المرابطين ، كيف تشكو السلطة الشح والقلة في ما يتعلق بالقدس وهي تبني و تعمر مبان و سفارات في ارجاء المعموره وتنفق مئات الملايين من الدولارات على الوفود والسفر والبروتوكلات، ولا اريد أن أفتح صفحات اخرى.

* ما رأيكم في إنتفاضة القدس و هل من الممكن أن تحقق تقدما ما في مسار دفع الأطراف لاحياء العملية السياسية ؟
- أرجوكم. أنسوا ما يسمى باحياء عملية السلام بالمعنى التقليدي الذي تعودنا عليه و القائم على وسائل المفاوضات السرية والعلنية، الثنائية والثلاثية أو الرباعية، تلك مرحلة أنتهت، ومن دون إرادة دولية حقيقية تترجم الى قرارات صارمة وملزمة وبجداول زمنية محددة لن يكون هناك عملية سياسية او حل متفاوض عليه.
الحراك الراهن لم يصل لمرحلة الانتفاضة، ليس لعيب فيه، بل لانعدام رغبة القوى الفلسطينية الكبرى في تبنيه و تعزيزه، لذلك لم يجد حراك القدس بدائل التجذير و التعميق، فتوجه الى البطولات الفردية، لكنها بطولات لن تبقى يتيمة أو غير منظمة وفي سياق نسق فردي بحت الى ما لا نهاية، فبعد فشل كل محاولات إخماد الحراك، و مع تزايد أعداد الشهداء، أقول انه قد ينتقل الحراك الى مستوى مختلف و يؤسس لنفسه عمقا شعبيا و سياسيا مختلفا.

* كيف ترى مستقبل المخيمات الفلسطينية في الشتات وخاصة مخيمات لبنان، و كيف ترى حال الاستقرار الأمني فيها ؟
- طيب، إن نسينا نحن أو تناسينا حقيقة ان الثورة الفلسطينية المسلحة قد أنطلقت أصلا من مخيمات اللجوء من أجل تحرير الأرض وانتزاع حق العودة، فأهلنا في تلك المخيمات لا ينسون ولا يغفرون، ومخيمات لبنان وسوريا تحديدا هي من حملت الأعباء الدموية المكلفة للثورة ولفتح، فلماذا كل هذا النكران والجحود ؟ ولماذا نعامل تلك المخيمات معاملة أهلنا في القدس وقطاع غزة؟ سأقول لكم بالأرقام و أتحدى أي كان إثبات العكس، فما ينفق على مخيمات الأهل في لبنان وسوريا من ميزانيات السلطة الفلسطينية لا يزيد عن 0.003 ٪، وأرجو الانتباه بأننا نتحدث عن أكثر من 600 الف لاحئ فلسطيني لا يتمتعون بحقوق حرة في العمل والتنقل والعلاج و التعليم ولاجئي مخيمات سوريا يعانون دمارا مضاعفا بفعل الحرب السورية.
في ظل مثل تلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لا يمكن الحديث عن استقرار أمني، لان القوى الاخرى، قوى الاٍرهاب والظلام تنفق بسخاء على رجالها وافكارها، ولكن ما يحدث في الواقع هو دفاع مستميت وبامكانيات شحيحة يقوم به اهلنا حماية لهويتهم و معتقداتهم الوطني، ودفاعا عن تحالفهم التاريخي مع الشعب اللبناني الشقيق و تحت القوانيين اللبنانية الناظمة.

* كيف ترى مستقبل التحولات السياسية في الإقليم و أي مستقبل ينتظر المنطقة ؟
- بكل صراحة لست قلقا من ملفات داعش و غيرها كقوى و كيانات مسيطرة و تتحكم بالأرض و البشر، و ما لم تكن هناك مصالح دولية وإقليمية تعطل إمكانيات القضاء على تلك القوى، فإننا نتحدث عن أشهر و ربما سنة من الان، لكن ما يقلقني حقا هو انفجار بركان الطائفية، وهو انفجار بغيض ووحش مدمر، وإن لم ننتبه وننظر الى ذلك الخطر برؤية وروية فإننا امام خطرداهم ومدمر.

* هناك اتهامات انك تسعى للانشقاق عن حركة فتح ، كيف ترد على تلك الاتهامات ؟
- كيف يتهم فتحاوي بمساعي إنشقاقية و هو يدافع ليلا نهارا عن شرف إنتمائه للحركة؟، أليس في ذلك ظلم كبير؟ ومنذ متى كانت هذه الحركة العظيمة شركة او مزرعة يقصى منها الناس بناء لرغبات وميول شخصية؟
حديث الانشقاق أسطوانة مشروخة هدفها تشويه صورة ومواقف مناضلين مشهود لهم بالشجاعة والرجولة والوطنية يعمل البعض على التخلص منهم.
عام 1983 أنشق البعض عن فتح و استخدموا السلاح لقتل قادتنا و كوادرنا ودك مخيمات شعبنا بالسلاح و المدفعية، فهل أنا و زملائي من نهاجم مخيمات الضفة الغربية لفض اجتماع قادة و كوادر فتحاويين؟، و هل نحن من نهاجم مخيمي بلاطة والأمعري، وهل نحن من نعلن يوميا عن اقصاء المناضلين و القادة ونستخدم كلمة "يطرد"؟.
نحن نريد فتح واحدة موحدة، كريمة، أبيّة والانتماء اليها طواعية حين كان ذلك الانتماء تهمة إسرائيلية، ولا نقبل بتركيع فتح وتطويع رجالها لأغراض شخصية، ولن ننشق عن فتح كما يحلم البعض ويهوى، بل سنقاوم من يعمل على شق فتح.

* هل تعتقد ان هناك طريقة ما لحل الخلاف مع الرئيس عباس و على اي أساس ؟
- قولوا لي كيف، وأعطوني الوصفة السحرية وأنا سألتزم بها، لتتفضل وكالة " معا " و تقترح سيناريو و أسس حل منصف وغير إقصائي و يحمي حقنا وواجبنا و أنا سألتزم ، هناك طبعا أمور لن نقبل بها، فلن نقبل لاي كان بإقصائنا عن فتح ، ولن نقبل بإقصاء أي من الأعضاء و الكوادر والقادة لاسباب مزاجية وشخصية ، ولن نقبل التفرد بالحركة و قراراتها و مواردها.
لقد تجاوبت مع كل الجهود الخيرية، وعددها ست محاولات ، بدأت فلسطينية ثم ليبية ثم فلسطينية مرة اخرى، ثم لبنانية، ثم مصرية، وأخيرا عربية، وكلها بدأت بموافقة و مباركة أبو مازن، وأنتهت بتراجعه عن كلامه ، و تنازلت أنا عن الكثير من حقوقي، بل كلها، ولم أرفض الا شرط إقصائي و زملائي عن فتح، وأكرر هنا، لست ضد حل الخلاف والمصالحة فورا ولكن بعيدا عن المساس بحقوقنا الحركية، وبعيدا عن سياسة الهيمنة و الاقصاء ، وأوكد لكم بأن فتح لن تكون مزرعة عبيد أو شركة خاصة، ومن يعتقد غير ذلك فهو اما مخادع أو مخدوع.

* لمؤتمر العين السخنة أثير حوله الكثير من الجدل ، هل من مؤتمرات مشابهة ؟ ، و ما الهدف منها ؟
- أنا لم أحضر المؤتمر، أسأل من حضر إن كان مؤتمرا تأمريا على أبو مازن، أم إن كان حلقة فكرية بين عقول مصرية وفلسطينية، وانا تابعت الهياج "الرئاسي" حول تلك الندوة، وتابعت مخرجات الندوة، ولم أجد أي تطابق أو تقارب بين الشعارات "الدونكيشوتية"، وبين المخرجات العقلانية والحريصة.
لا ادري إن كانت ستعقد ندوات أخرى ، لكني أحفز و أشجع لقاءات العقول الفلسطينية مع نظيراتها العربية، بهدف الخروج باستخلاصات وأفكار خلاقة تعالج كل قضايا الأمن القومي، أم اننا نختار الإنزواء و التنازل عن مركزية قضيتنا طواعية وعن طيب خاطر، وكيف لنا أن ننخرط في مؤتمر هرتسيليا السنوي وننبذ التحاور مع الاشقاء.

* كيف يمكن استثمار علاقاتك المتميزة بمصر و باقي الدول العربية الوازنة في خدمة المشروع الوطني و دعم صمود الأهل في غزة؟
- أنا أفعل ذلك كل يوم و قدر المستطاع، أنجح كثيرا، و أتعب أحيانا، لكني لن أتوقف أو أمل من السعي، ولدي آمال عريضة بإنفتاح مصري جدي نحو مشكلات وأزمات أهلنا في القطاع، وربما كان ذلك الإنفتاح المتوقع ثمرة من ثمار ندوة و ملتقى العين السخنة، وعلمت من الاخوة في مصر بأنهم أستمعوا الى عقول وأفكار وبدائل فلسطينية خلاقة.

* يتهمونك ايضا بتشكيل خلايا و جماعات تابعة في مخيمات لبنان ، ما الهدف من ذلك ؟
- عليهم أن يخجلوا من أنفسهم قبل إطلاق مثل تلك الأوصاف السخيفة و الممجوجة، فليس هناك فلسطيني تابع الا من يدور في فلكهم الضيق، فكل فلسطيني يمتشق السلاح في مخيمات شعبنا بلبنان هو فدائي في مواجهات الخط الأمامي مع قوى الأرهاب والظلام، ام المطلوب ترك المخيمات لتسقط تحت سطوأولئك المجرمين القتلة، والسماح لهم برفع راياتهم الدموية فوق مخيماتنا كما حدث في مخيمات سوريا أو كما حدث في مجزرة صبرا وشاتيلا.
أخي القائد "اللينو" ورفاقه الأبطال هم قلعة الصمود و قوة الدفاع عن أمن و كرامة شعبنا في المخيمات ، و هم قادة و مقاتلين نذروا حياتهم لحماية أعراضنا من الاستباحة و أسواق " العبيد" الداعشية وغيرها كما حدث في سوريا والعراق، و الاخوة في الدولة اللبنانية يعلمون يقينا بأن أولئك الرجال الأشداء يقفون في الخطوط الأمامية دفاعا عن شعبهم وعن سلامة لبنان وأمنه الوطني ، فليس لنا أي هدف غير ذلك، ولو قامت قيادة منظمة التحرير وفتح بواجباتها الوطنية والاخلاقية لما كانت هناك حاجة لجهودنا نحن.

* في ظل الأوضاع الماساوية التي تعيشها غزة كيف ترى مستقبل القطاع ؟
- القطاع قنبلة نووية موقوتة على وشك الإنفجار في وجه الجميع، وكلنا مسؤولين بدرجات متفاوتة عن أوضاع أهلنا في القطاع، وليس لأحد أن ينتظر
صبرا أبديا ممن يعانون كل ذلك الألم والجوع والحرمان والبطالة وانعدام مقومات العيش والخدمات، و ان لم يتغير الحال سريعا وسريعا جدا، فإن الآتي سيكون قاسيا و مؤلمًا للجميع، وخاصة من بيده المال الفلسطيني في الضفة الغربية، ومن بيده سلطات التحكم في غزة، وكل ذلك لا ينبغي له ان يعفي الاحتلال و حروبه المستمرة من مسؤوليات القادم الأعظم.
أنا أبن القطاع و أعرف أهلي فيها جيدا ، و أستطيع القول أن فتيل الانفجار الاقتصادي والاجتماعي مشتعل منذ حين، ويجب ان لا نسمح ببلوغه براميل البارود، ولا بد من انتهاء أو تخفيف هذا الطوق الرباعي من حول غزة وفيها، و إني لأشعر ببارقة أمل حقيقة مصدرها مصر، لكن تلك البارقة وحدها لا تكفي أبدا.

برأيك ما الذي تحتاجه غزة في ظل الأوضاع السياسية و الاقتصادية المعقدة فيها ؟
- طز في السياسية، غزة تريد متنفسا للحياة، غزة تحتاج أوكسجين يسعفها في غرفة العناية الفائقة، غزة تريد الطعام و الماء، غزة تحتاج الدواء والعلاج، غزة تحتاج أن لا يبكي فيها الرجال لعجزهم عن تأمين لقمة العيش، غزة تريد الإحساس باطرافها تتحرك وسط هذا الشلل المدمر، غزة تريد ان تعرف ما وراء هذا البحر، وما وراء أيرز و رفح، غزة تريد ان لا يغرق اولادها في البحر المتوسط، غزة تحتاج قبلة الحياة.

* ماذا يريد دحلان ؟
- لينقذوا القدس وغزة ومخيمات لبنان وسوريا ودحلان لا يريد أي شيء.

* كيف ترى شكل العلاقة مع حماس في غزة ؟ و هل يمكن الوصول الى قواسم مشتركة في الحكم مع حماس ؟
- قبل الحديث عن توافقات و قواسم الحكم دعونا نبحث عن قواعد و أسس التعايش، وبكل صراحة أقول حركة حماس ظلمت ثم انظلمت، و انا موقفي كان علانية و على رؤوس الأشهاد عام 2006 حين طالبت بتقبل نتائج الانتخابات التشريعية وتسليم مقاليد الحكم الى حماس وانتقال فتح الى المعارضة، لكن صوتي كان وحيدا في وادي سحيق، فظلمت نتائج الانتخابات وتم تجاوز الارادة الشعبية بغض النظر عن اسبابها، وتلك مرحلة ظلمت فيها حركة حماس وأجحف بحقها القانوني، لكن ما تلى تلك المرحلة نقل حماس من حركة مظلومة الى حركة ظالمة ، فلم يكن هناك اي مبرر لكل تلك القسوة للسيطرة على قطاع غز.
دعونا نعمل معا لتجاوز ذلك الماضي الرهيب، لأن الآتي أعظم وأشد علينا جميعا، علينا الاستعداد للتعامل مع الآتي و مع آلام و إحتياجات الناس الآدمية والبسيطة، وسنجد متسعا من الوقت لتضميد الجراح العميقة و الدامية للماضي القريب.

* كيف تقييم علاقتك بالفصائل الفلسطينية و المجتمع المحلي ؟
- جيدة إجمالا مع فصائل العمل الوطني في ظل ما يفرض على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من حصار و تضيق مالي، وكذلك ما تواجه به من بطش الاحتلال، وجيدة جدا مع القوى المستقلة عن قيود السيطرة المحكمة على أموال المنظمة، وأتشرف بمستوى العلاقة مع قادة حركة الجهاد الاسلامي وخاصة مع الأخوين العزيزين الدكتور رمضان شلح و زياد نخالة.

كيف ترى مستقبل منظمة التحرير ؟ ، و ما هو المطلوب لاعادة الاعتبار لها ؟
- واقع منظمة التحرير الفلسطينية مؤلم جدا، فهناك من يدفعها الى الشيخوخة و التلاشي، وقد ينسى البعض المتنفذ بأن شعبنا قدم آلاف الشهداء والأسرى دفاعا عن منظمة التحرير و وحدانيتها، ولقد كانت المنظمة وطننا المعنوي في مواجهة الاحتلال الغاشم.
الظروف تغيرت، ومن دون التعامل الحكيم مع المتغيرات الموضوعية بعقلانية وإنصاف ستتلاشى وحدانية التمثيل الفلسطيني، فلا مجال للحديث عن وحدة وطنية فلسطينية حقيقية دون مراعاة تمثيل وأوزان حركتي حماس والجهاد الاسلامي، ودون إعطاء الأغلبية المستقلة الدور و التمثيل الحقيقي في قيادة واطارات منظمة التحرير الفلسطينية، اما إن كان هناك من يسعى الى توافق فصائل منظمة التحرير، والى تسويق ذلك التوافق وهما حول الوحدة الوطنية الفلسطينية، فأنه لا يخدع احدا غير نفسه وشعبه.

* كيف ترى الصورة الحالية لحركة فتح ؟ و ما هي توقعاتك للمؤتمر السابع للحركة ؟
- فتح عقل القضية الفلسطينية وقلبها النابض، وفتح قد تمرض لكنها لاتموت، وسر ديمومتها يكمن في فداء و تضحيات جيش جرار من الأسرى والشهداء
وفي مقدمتهم الآباء المؤسسين أبو عمار وأبو جهاد و أبو إياد وأبو علي شاهين وغيرهم من الشهداء القادة والكوادر والمقاتلين.
الصورة الحالية لحركة فتح مشهد مضلل ومخادع للبصر، فما يموج في الأعماق هو غير ما يظهر على سطح المشهد، وكل ما تراه العين مرتبط برغبات وسطوة وهيمنة شخص واحد، و بعض فتح قد يصبر على ذلك الانحراف لبعض الوقت، لكن كل فتح ستنهض من جديد، فالأشخاص زائلين وفتح باقية، قد يطول هذا الليل أو يقصر، لكن الفجر لم يغب يوما عن سماء فتح .
ليس هناك شيء أسمه المؤتمر السابع في ظل الاقصاء و السعي الى الانقسام، فما يحدث هو انقلاب " القصر" بامتياز، والمؤتمر الذي يخطط له وبالتدابير المعتمدة لن يكون أكثر من محاولة انقلابية على تاريخ و تقاليد فتح، و محاولة بائسة للقضاء على تنوع وتعددية فتح، ولدفع الحركة الى تقاليد وقيم ستالينية حديدية لا يقوى على فرضها كائنا من كان.

* في حال تم اقصاء كل من له علاقة بدحلان ماذا ستفعل و كيف سترد على عملية الاقصاء ؟ ، هل من اجراءات ميدانية على الارض ؟
- ليس هناك تيار أو إتجاه أو فكر يسمى بالدحلانية، ففتح لم يكن فيها عرفاتية كي يكون فيها عباسية او دحلانية، نحن حركة تحرير وطني لا زالت في
طور الكفاح من أجل تحقيق أهداف شعبنا، وهدف أبو مازن ليس إقصاء محمد دحلان ، بل إقصاء الأصوات الحرة و غير الخاضعة لسلطانه، وعلى أبو مازن أن
يعلم بأن التدابير " الأردوغانية" لن تنفع أو تصمد مع حركة فتح، وعليه أن يعيد دراسة تجربة أبو عمار ليتعلم الممكن والمستحيل.
إن عقد أبو مازن مؤتمره و بالمقاسات الخاصة به فسيكون لكل حادث حديث، وأنا لا أريد إستباق الأحداث، فنحن نستعد ونراقب، ولن نندفع الى
الفعل قبل أن نرى أتجاه التطورات، والأحمق فقط هو من يبدء الحرب على فتح ،و نحن لسنا حمقى. لأننا فتح.

* هل ما زلت معتقدا ان حركة فتح قادرة على استكمال المشروع الوطني ؟، و هل تشعر بالرضا عما وصلت اليه الاوضاع الداخلية في فتح ؟
- معتقدا؟ لا طبعا، بل أنا واثق بان فتح هي مفتاح الاستقلال الوطني، و لا صِمَام أمان غير فتح للقضية الفلسطينية، والاوضاع الداخلية الحالية ليست الا غمامة سوداء ستنقشع قريبا، و فجر فتح مختلف تماماً عن هذا السواد المؤقت، فما يرتبط بالاشخاص يزول بزوالهم، وما يرتبط بالوطن يدومو ينمو في وجدان الشعب و لن يزول، و فتح شديدة الارتباط بالشعب و الارض ،فتح هي ملح الارض الفلسطينية المقدسة.

من المسؤول بنظرك عن حالة الفوضى السائدة اليوم في المشهد الفلسطيني ؟، و من المسؤول عن التراجع في اداء الحركة سياسيا ووطنيا ؟
- الفوضى تنشأ عادة عن ضعف القيادة و تخبطها، أو عن رغبتها و سعيها الى الفوضى لأسباب مختلفة و شخصية احيانا، ولا يمكن تحميل مسؤولية تراجع
أداء فتح سياسيا و وطنيا للأشباح أو الجن أو لمن هم خارج دائرة السيطرة و صنع القرار، وأنا على يقين بأن إضعاف فتح تنظيميا و وطنيا عملية مقصودة ومتعمدة لاسقاط الخيمة الوطنية الفلسطينية، فلا خيمة دون العمود، وفتح كانت وستبقى عمود الخيمة الوطنية وإن كره الكارهون.

* تم فصل عدد كبير من اعضاء فتح المقربين منك و قطع رواتب العشرات ، كيف ستواجه هذه الاجراءات ؟
- لنا في المهاجرين و الانصار القدوة الحسنة ، و نحن نتقاسم رغيف الخبز عند اللزوم، لكننا في الوقت ذاته نواصل الضغط من أجل أنتزاع و إسترداد حقوق الناس، وسننتصر بإذن الله ، و لن نسمح أن يمن علينا أحد ، رواتب الناس هي حق مكتسب وقوت أطفالهم، وعضوية أبناء فتح شرف لا يمكن إنتزاعه او انتهاكه، وسنواجه التعسف و التزييف بصفوف متراصة كالبنيان المرصوص ، و الغد لنا ، لفتح، وليس لفئة باغية بائدة .

* اثير الحديث عن طموحات رئاسية لدحلان في المستقبل ، ماذا ترد على هذه النقطة ؟، و لماذا الحديث اليوم عن دعم البرغوثي للرئاسة؟
- كثيرا ما يواجهني هذا السؤال النمطي، و دائما أكرر الجواب نفسه، فلست مرشحا و لا طامحا، وأقول ذلك عن إقتناع تام و ضمير مرتاح، أما اعلان دعمي لترشيح أخي مروان البرغوثي فهو ليس وليد الساعة او ردة فعل على الأزمة الراهنة، بقدر ما هو إقتناع شخصي قديم ومعلن، ومتابعة يومية لاتجاهات الرأي العام الفلسطيني واستطلاعات متكررة أحرص على إجراءها و متابعتها، ولقد آن الاوان لتنفيذ إرادة الشعب عبر انتخابات وطنية حرة .

* إن قرر الرئيس أبو مازن تعيين مروان البرغوثي نائبا له تمهيدا لتسليمه مقاليد الحكم ، فهل ستقبل و تدعم؟
- لا أعتقد أن أخي مروان سيقبل مبدأ التعيين و القفز عن الارادة الشعبية، و قطعا سيرفض تحمل تبعات و التزامات عقد من الهوان والتراجع و الهزائم، وأعلم بأن هناك من يفكر بمثل تلك الصفقات المشبوهة لتأمين ما يظنونه خروجا آمنا، وليس في جيلنا من يقبل الهوان في قيمه الوطنية والاخلاقية، و لا اعتقد، بل أجزم أن مروان لن يخذل الشعب، ولن يقبل بمثل تلك الصفقات المشبوهة.

* كيف ترى مستقبل الشباب الفلسطيني في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والرغبة بالهجرة من غزة؟، و هل لديك برنامج للشباب لإنقاذهم من هذا الوحل؟
- خطير، وخطير جدا، ومن يغلق آفاق الأمل والمستقبل أمام شباب فلسطين ويدفعهم الى الهجرة، إنما يقدم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي، ولا أستطيع إدعاء امتلاك برنامج لإنقاذ شباب فلسطين حاليا، ولكن لدي رؤية تتطلب العمل الجماعي والمؤسساتي، لكني أحاول قدر المستطاع تقديم النصح والعون بروح مثابرة، وجهودي ومبادراتي ليست أكثر من قطرة في البحر، وأنا حزين لكم وهول الاهمال المدروس والمتعمد.

هل تشتاق لغزة وماذا تقول لاهلها ؟
ومن لا يشتاق لغزة، ويجتاحني الحزن كلما تذكرت رحيل أمي دون أن أكون الى جوارها بسبب روح الكراهية والحقد، وأقول لأهلي في القطاع وفي الضفة الغربية وقدسنا الحبية، سنلتقي قريبا، أبعدني الاحتلال عنكم يوما، وأبعدتني قوى الانقسام والتقاسم الآن، ومثلما دحرنا إرادة المحتل، سنهزم إرادة الاقصاء والفرقة والانقسام، سنلتقي قريبا، ونصلي بباحات المسجد الأقصى معا، ثم نذهب لقراءة الفاتحة عند ضريح زعيمنا المؤسس أبو عمار، وهناك نجدد العهد وننطلق الى مستقبل جديد.