وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما وراء غزل الرئيس لـ "حماس" ؟

نشر بتاريخ: 02/12/2016 ( آخر تحديث: 03/12/2016 الساعة: 18:02 )
ما وراء غزل الرئيس لـ "حماس" ؟

غزة- تقرير معا - لأول مرة يغازل الرئيس محمود عباس "أبو مازن" حركة حماس خلال خطابة التاريخي والذي تطرق فيه للعديد من القضايا أمام المؤتمر السابع لحركة فتح ووصفه ما جرى في قطاع غزة عام 2007 بـ"الأحداث" وليس انقلاب.


وبحسب مراقبون يرون في أحاديث مع مراسل "معا" أن هذا الغزل يأتي بسبب الخصومة مع النائب محمد دحلان، مرجحين حدوث تفهمات ما، جرت خلال الاجتماع الذي عقد بين الرئيس ومشعل وهنية في الدوحة في أكتوبر الماضي.


ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة مخيمر أبو سعدة:" في السياسة لا يوجد مبادئ ثابته وإنما هناك مصالح ثابتة.. وأن الرئيس دأب دائما إلى وصف ما حدث في غزة بانقلاب أسود ولكن الآن يتحدث عن حماس بدون ذكر الانقلاب وفي نفس الوقت أبدي امكانية لموضوع المصالحة".


ويرى أبو سعدة أن رسائل الغزل هذا شيء مؤقت ولا يمكن جسر الخلافات العميقة بين أبو مازن وحماس، وثانيا لا يمكن للرئيس أن يذهب لمصالحة حقيقة مع حماس لأنها مصنفة ارهابية من قبل اسرائيل وأميركا والاتحاد الأوروبي.


ويقول:" من وجهة نظري هذا الخطاب دعت إليه ضرورات الوضع السياسي الحالي بسبب الخصومة مع دحلان ومع بعض الدول العربية التي لها خصومة مع حماس".


ويتوقع أبو سعدة جولات حوار جديدة بين فتح وحماس في الدوحة لكن من الصعب تحقيق مصالحة حقيقة أو شراكة بسبب الفيتو الاسرائيلي الأميركي على حماس .


ويضيف "أن ضرورات المصلحة المرحلية تتطلب أن يكون انسجام في المواقف بين الرئيس وحماس ولكن أيضا حماس لا تستطيع أن تعادي مصر لأنه في نهاية الأمر مصر هي الرئة التي يتنفس منها القطاع".


وتابع :"يمكن لأبو مازن ان يغازل حماس ويذهب إلى تحسين الوضع، وحماس مدركة للواقع الجغرافي والسياسي التي تعيشه غزة ... وحماس مدركة أن خطاب أبو مازن هو خطاب اللحظة وليس خطاب استراتيجي تجاه حماس".


بدوره، وصف الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني مستوى غزل الرئيس لحماس بالمرتفع ويدل أن له ما بعده وليس غزلا ضمن سياق العلاقات العامة.


ويقول في حديث لمراسل "معا":" إن كلا الخطابين الرئيس ومشعل والسلوك على الأرض يدعم ذلك"، متوقعا حدوث تفاهمات خلال لقاء الرئيس عباس ومشعل وهنية بالدوحة في أكتوبر الماضي.


وتتلخص التفاهمات بحسب الدجني السماح لأعضاء المؤتمر بالخروج من غزة للضفة ومنع مؤيدي النائب دحلان من الخروج في احتجاجات أيام انعقاد المؤتمر وربما وعد الرئيس بحضور وزير خارجية قطر حماس بخطوات مقابلة بدأت معالمها بالبروز في خطابي مشعل عباس في المؤتمر السابع حيث لأول مرة لم يصف عباس ما حصل بغزة انقلاب وهذا يترتب عليه مسائل قانونية باعتبار كل تعيينات وقرارات حماس في غزة شرعية وممكن قبولها بعد المؤتمر بمشاركة حماس وبذلك انتهاء الانقسام بشكل كامل والذهاب لإعادة ترتيب الملفات بما يخدم القضية الفلسطينية.


بدوره ، يقول الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس ابراهيم المدهون :"طالما الرئيس محمود عباس رئيس السلطة وفتح والمنظمة فحماس ستلتزم بالتعامل معه والتحاور والاجتهاد للوصول لمصالحة حقيقية".


ويعتقد المدهون أنه يمكن التقاط بعض الإشارات الايجابية التي جاءت في خطاب الرئيس الذي امتد لـ 3 ساعات والذي كان خطاب انتصار واضح المعالم.


لكن يرى المدهون في حديثه "في يد النائب دحلان أوراق قوة لكنها تتقلص يوما بعد يوم خصوصا أن الاستقرار في الضفة يتعزز وأن صحة الرئيس جيدة وامساكه بزمام الأمور وترتيبه للبيت الفتحاوي يمشي على قدم وساق".


وتابع :"سيخطئ دحلان كثيرا لو لمز وهاجم حماس عبر تصريحاته الشخصية أو المواقع الاعلامية والمقربين منه بل سيعود عليه بنتائج عكسية".


وينصح الكاتب والمحلل السياسي المدهون دحلان بالإبقاء على محاولات تلطيف الأجواء مع الحركة خصوصا أن ساحة غزة هي كلمة السر في المعادلة الفتحاوية بشكل خاص والفلسطينية بشكل عام.

تقرير: أيمن أبو شنب