وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بناء الأبراج العالية سيغير وجه القدس المحتلة عام 2017

نشر بتاريخ: 17/12/2016 ( آخر تحديث: 19/12/2016 الساعة: 09:39 )
بناء الأبراج العالية سيغير وجه القدس المحتلة عام 2017
بيت لحم- معا- تخطط البلدية الاسرائيلية لمدينة القدس لمشاريع بناء جديدة قد تغير وجه المدينة المحتلة والغربية، عبر السماح بإقامة الأبنية والأبراج العالية في مداخل المدينة وعلى طول مسار القطار الخفيف وفقا لما اورده، اليوم السبت، موقع "هأرتس" الإلكتروني.
ووفقا للمخطط الجديد ستقام الأبراج ذات الـ 36 طابقا على مداخل المدينة المختلفة، فيما تبنى ابراجا اخرى بارتفاع 30 طابقا على طول مسار القطار الخفيف، ما سيغير وجه المدينة المحتلة على وجه الخصوص ويغير خلفية المشهد التاريخي لهذه لمدينة.
وقال الموقع إن قرار تنفيذ هذه الخطط جاء بعد سنوات طويلة من المشادات والجدال ووضع الخطط والخطط البديلة والمعارضات التي ابداها "سكان" المدينة.
ونشر الموقع سلسلة من المخططات وعدد من الوثائق التي تشير الى تغيير سياسة البناء، والتي تؤكد ان معارضي اقامة الابراج العالية في القدس المحتلة والغربية قد هزموا لصالح المؤيدين لهذه المشاريع.
وانهت قبل عدة سنوات عملية تشييد البناء المعروف باسم "العاد بيت فغان" المقام في اقصى حي "بيت فغان" بالقدس الغربية، ورغم انه لا يعتبر مرتفعا بشكل خاص حيث يرتفع عن الارض 15 طابقا لكن موقعه المرتفع المطل على "جبل هريتسل" حوله جزء من الصورة العامة للقدس الغربية والمحتلة ايضا، حيث يظهر هذا البناء من مسافة عدة كيلومترات.
ويظهر ان هذا البناء وسيكون الجرعة الاولى لتغيير المشهد العمراني في المدينة، وذلك وفقا للمخططات والخطط التي اقرتها لجان وجهات البناء والتخطيط في القدس المحتلة، وانه سيكون اول بناء في سلسلة الابراج العالية الذي ستغير بشكل دراماتيكي منظر ومشهد المدينة.
كان البناء المرتفع في المدينة القدس خلال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، موضوعا متفجرا ضمن الجدال العام والسياسي في القدس، ولم تكن المعارضة لهذا النوع من البناء بالبسيطة، لكنها فشلت ما ادى الى تغيير مشهد المدينة حين اقيم مطلع السبعينيات ابراج "فلينسون" التي ترتفع فوق حديقة "ساكر" والتي تعتبر حتى هذه اللحظة خطأ حضاري وهندسي خطير وكبير.
ونجح "سكان المدينة" مطلع السبعينيات في منع اقامة سلسلة ابراج كانت مخططة بالقرب وفي حديقة الجرس في القدس المحتلة، لكن فيما بعد اقيمت بناية "كلال" وبناية" مغدال هعير" وبناية "ريسكو" وهذه الابنية الثلاثة لا زالت موضوع خلاف كونها اقيمت في "مركز المدينة".

واتجه النقاش عام 2000 لموضوع البناء على حساب التلال الخضراء في القدس الغربية، وبعد صراع طويل الغيت عام 2007 خطة لتوسيع القدس الغربية باتجاه الغرب، لكن معارضة ادارة الرئيس "اوباما" بناء اية احياء استيطانية جديدة في القدس الشرقية، والضغط الحكومي لبناء العديد من الشقق السكنية، ادى في نهاية المطاف وفقا لموقع "هأرتس" الى التوجه نحو البناء المتلاصق "المكتظ" وإقامة الابنية العالية، ليتضح خلال الاسابيع الماضية ومن خلال المخططات الموضوعة، ان القدس المحتلة والغربية في طريقها الى مشهد عمراني جديد يغير المشهد الحالي بشكل دراماتيكي.

الاكتظاظ الشديد:
اتخذت اهم القرارات نهاية تموز الماضي، حين وضعت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء وبالتعاون مع بلدية القدس الاسرائيلية، سياسة بناء جديدة سمحت بالبناء في قطع الاراضي الملاصقة لمسار سكة حديد القطار الخفيف، وإقامة مبانٍ بارتفاع 18– 30 طابقا في هذه الاراضي.
يوجد حاليا مسار واحد للقطار الخفيف، لكن من المنتظر ان يفتتح خلال السنوات القليلة القادمة، اربعة مسارات جديدة لهذا القطار، كما سيتم زيادة طول الخط القائم حاليا فيما تسمح السياسة الجديدة فورا بتقديم طلبات تراخيص لإقامة ابنية مرتفعة بالقرب من المسار الحالي، حتى قبل الانتهاء من افتتاح المسارات الاربعة الاخرى.
وهناك ثلاثة مناطق اخرى سترتفع فيها الابراج العالية اضافة لمناطق القطار الخفيف، حيث سيكون اكبر تجمع لهذه الابراج على مدخل القدس الغربية "الغربي" وستحمل هذه الابراج اسم "بوابة المدينة" وهو مشروع تم وضع حجر اساسه قبل شهر ونصف تقريبا ويتضمن اقامة 9 ابراج بارتفاع 36 طابقا و14 بناية اخرى بارتفاع 24 طابقا، فيما سيكون التجمع الثاني في قلب المدينة على طول مسار القطار الخفيف الذي يمر وسط شارع يافا، من عدد الابراج المخطط اقامتها هنا قليل، قياسا بالابراج التي ستقام ضمن مشروع "بوابة المدينة" لكن تاثير هذه الابراج على المشهد العمراني والحضاري سيكون دراماتيكيا.
وخلافا للمدن التاريخية في العالم واوروبا، حيث لا يسمح باقامة الابنية العالية في مثل هذه المناطق ستسمح بلدية الاحتلال بإقامة ابنية من 24 طابقا اكثرها اثرة للجدل ما يعرف بمشروع "مغدال عدن" الذي تغيرت مخططاته نتيجة الاحتجاجات اكثر من اربع مرات، انتهت بموافقة للجنة اللوائية للتخطيط والبناء بإضافة 15 مترا تضاف الى الارتفاع الاصلي لهذا المشروع.
وسيقام التجمع الثالث للابراج العالية في القدس جنوب غرب المدينة، وتحديدا في منطقة "كريات يوفيل" و"كريات مناحيم" حيث ستشهد هذه المناطق الواقعة في القدس الغربية تغيرات عمرانية متطرفة تتضمن هدم الكثير من الابنية القائمة والتي ترتفع بمعظمها من 4-7 طوابق واقامة برجين بدلا منها بارتفاع 24-32 طابقا، علما ان هذا المخطط قد صودق عليه وهو معروض حاليا لاعتراضات السكان.
ويشير المعرضون لهذا المشروع الى الاكتظاظ الكبير حيث سيقام 71 شقة سكنية على الدونم الواحد، وهو اكتظاظ غير موجود في أي منطقة اسرائيلية اخرى، اضافة الى ان هذه الشقق مخصصة للفقراء "الطبقات الضعيفة" الذين لن يتمكنوا من تحمل اعباء صيانة وإدامة خدمة هذه الابنية ما سيحولها عمليا الى ما يشبه احياء الفقر العمودية.
ورفضت بلدية القدس الاسرائيلية السماح لمهندسها "شلومو اشكول" او مهندس البلدية المعماري "عوفر منر" اجراء مقابلة مع الموقع الالكتروني "هأرتس" للرد على هذا التقرير، لكن البلدية اصرت على ان السياسة الجديدة لن تحلق الضرر بالمدينة التاريخية واحياء تاريخية مثل "رحافيا" او "الطالبية" ولن تسمح ببناء الابراج في منطقة القرية الالمانية.