وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طولكرم عشية رمضان: حصار واغلاقات وارتفاع اسعار يضيق الخناق على رقاب المواطنين

نشر بتاريخ: 03/10/2005 ( آخر تحديث: 03/10/2005 الساعة: 12:55 )
طولكرم- معا- يستعد اهالي محافظة طولكرم لإستقبال شهر رمضان المبارك, فسوق المدينة الراكد أصلا نعم بشيء بسيط من النشاط المحدود خلال الايام الثلاثة الماضية, مقتصرا على اهالي المدينة وقراها الشمالية, مع تغيب اهالي القرى الجنوبية القاطنين خلف حاجز الكفريات الذي شدد وما زال من اجراءاته واغلاقاته, اضافة الى تغيب اهالي الخط الاخضر الذين اعتادوا على زيارة مدينة طولكرم مع حلول شهر رمضان المبارك.

باعة الحلويات الرمضانية كالعوامة والقطايف والمشروبات الرمضانية من " خروب, تمرهندي, ليمون, عرق سوس" بدأوا بالتجهيزات اللازمة والاعداد لإستقبال هذا الشهر المبارك, يحذوهم الامل بأن يكون شهر خير ورزق وبركة.

ابو اسامه بائع معروف للمشروبات الرمضانية تحدث عن رمضان قائلا: "شهر رمضان كله خير, ولكن وجود الاحتلال وتحكمه بنا, جعل الحالة الاقتصادية والمعيشية صعبة جدا, فأهلنا في القرى الجنوبية وداخل الخط الاخضر محرومون من الوصول الينا, كل هذا يجعلنا مقيدون في رزقنا", وتمنى ابو اسامة ان يتغير الحال وتحل الامور ونعيش بأمن وامان ".

الحاج ابو جابر بائع معروف لحلوى " العوامة " او ما يعرف بـ " الزنقل " قال: "اتممت كافة الاستعدادات اللازمة لإستقبال هذا الشهر الفضيل, فأنا اعتمد في رزقي طوال السنة على هذا الشهر", مضيفا أنه يعمل في هذه المهنة هو وجميع افراد اسرته مشيرا الى كثرة الطلب على مثل هذا النوع من الحلويات خلال شهر رمضان.

واستطرد ابو جابر بعد صمت قصير قائلا: "المعوقات امامنا كثيرة بوجود الاحتلال على ارضنا, فالاقتحامات والقتل والتفتيش والاغلاقات ما تزال بشكل يومي مما يجعل المدينة شبه خالية من المتسوقين.

محافظ طولكرم اللواء عز الدين الشريف وفي حديثه لـ "معا" هنأ اهالي المحافظة والشعب الفلسطيني بحلول هذا الشهر, واصفا اياه بشهر الخير والبركة والبعد عن المنكرات والمحرمات, كما دعا الشريف الى صون حرمة هذا الشهر خاصة من قبل اصحاب المطاعم والملاهي والمقاهي الذين دعاهم الى إغلاق ابواب محلاتهم خلال شهر رمضان, كما طالب الشريف التجار وبائعي الخضار والفواكه عدم استغلال المواطنين ورفع الاسعار خلال هذا الشهر.

وفي ظل الحصار وما تشهده محافظة طولكرم من اجراءات اسرائيلية تعيش كثير من العائلات والاسر الفلسطينية في حالة عوز وحاجة بسبب البطالة وعدم توفر فرص لابنائها.

وتذمر مواطنون بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة, وعدم قدرتهم على توفير الحياة الكريمة ومتطلبات رمضان لاسرهم, مضيفين بأن لجنة زكاة طولكرم التابعة للأوقاف الاسلامية اضافة الى مؤسسات اسلامية اخرى كانت تعينهم وتقدم لهم الشيء البسيط خلال هذا الشهر, ولكن الاحتلال الاسرائيلي عمل على اغلاقها جميعا الاسبوع الماضي وصادر محتوياتها وامر بعدم فتحها حتى اشعار اخر, مما زاد من معاناتهم, اضافة الى ارتفاع اسعار الخضار خلال شهر رمضان, حيت بلغ سعر كيلو الخيار والبندورة اكثر من اربعة شواقل, مما دفع المواطنين الى التساؤل حول كيفية مواجهة هذا الغلاء الفاحش في الاسعار.