وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أيام البوليتكنك تقودك الى بازار نحو جذور أعمق في يوم الأرض

نشر بتاريخ: 29/03/2017 ( آخر تحديث: 29/03/2017 الساعة: 18:23 )
أيام البوليتكنك تقودك الى بازار نحو جذور أعمق في يوم الأرض

الخليل - معا - المتجول في الحرم الجامعي ومباني جامعة بوليتكنك فلسطين، يشعر بأنه يتجول داخل بازار يحوي جميع الحرف والصناعات، فهنا كان الحاج مصلح الحروب يعزف على آلة الربابة، وبجواره كان شاعر يلقي قصيدة، وعلى مقربة منهما كان موظفوا تكية سيدنا ابراهيم يقدمون "الشوربة بالدشيشة" وقبله كان صانع ماهر يُصنع الكنافة.
خلال تجوالك في ساحات حرم الجامعة، يلفت نظرك عدد من زوايا التحف القديمة التي جمعتها جمعية ابناء كنعان لحفظ التراث، جنباً الى جنب بعض النماذج العلمية التي صنعها طلبة الجامعة، تسير بين هذه الزوايا، وتلتقي وجهاً لوجه أمام المستقبل وأجنحة استخدام الطاقة البديلة، وهناك ايضاً صناعات تقليدية وصناعات حديثة وأخرى مستوردة، ويأسرك ذلك الخباز بخبز "الشراك" فتقف الى جوار رواد المعرض للحصول على قضمه منه، او تأخذ نصيبك وتهرول باتجاه جناح شركة الجبريني لمنتجات الالبان او شركة الجنيدي لمنتجات الالبان، لتتناوله مع تلك المنتجات، او تركض باتجاه المنتجات البيتية ذات الطعم الآسر..

وفي جناج كبير، كانت تجلس الكتب بانتظار من يتصفهحا ويقتنيها، وستجد في ذلك الجناح محمد ربعي، والذي سيبهرك ويتحدى عقلك بالعابه العقلية، فلا تتردد بزيارته وتحدي العابه العقلية، وان أردت ان تنمي مواهبك ومواهب اطفالك فاقتني واحداً من تلك الكتب الرائعة حتى لو كان سعرها مرتفعاً، فلن تجد مثلها وانت تتصفح الشبكة العنكبوتية..

مبنى الجامعة، غص بالزوار والطلبة، ولم نتمكن من مشاهدة ابداعات الطلبة، وفنونهم، لكن كان لنا وقفة مع الرسم والتكنولوجيا واللغة الانجليزية ونشاطات تعتمد على سرعة البديهة، لكن بالاساس هي بحاجة للدراسة، حتى نتعلم كيف ولماذا..

فعاليات أيام البوليتكنك، تحت عنوان "نحو جذور أعمق" جاءت إحياء لذكرى يوم الأرض، حيث تم افتتحه محافظ الخليل كامل حميد ورئيس مجلس رابطة الجامعيين، رئيس مجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين أحمد سعيد التميمي، ومدير جامعة القدس المفتوحة فرع الخليل د. نعمان عمرو، ومدير تربية وتعليم الخليل عاطف الجمل ممثلاً عن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم، اضافة الى أعضاء مجلس رابطة الجامعيين، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عماد الخطيب ونوابه، ورئيس اللجنة التحضيرية "لأيام البوليتكنك" الدكتور امجد برهم، والهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة، وعدد كبير من ممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعية في المحافظة.

التميمي وخلال كلمته في حفل الافتتتاح، اعتبر هذا اليوم " باليوم المشرق من أيام محافظة الخليل، وأيام جامعة بوليتكنك فلسطين التي تحتضن الفعاليات المتنوعة بشكل سنوي. مضيفاً:" هذا اليوم أصبح تاريخاً في كل عام في رحاب هذه الجامعة لتكون متنفساً لأبناء شعبنا الذي عانى ويعاني ولا ننسى أسرانا البواسل الذين سيبدؤون إضراباً مفتوحاً عن الطعام اعتباراً من 17 نيسان القادم، وقلوبنا معهم وسنكون معهم والجامعة معهم بطلابها وفعالياتها".

وقال المحافظ حميد " نؤكّد لشعبنا جميعاً باسم القيادة الفلسطينية بأننا راضون بمسيرة تحقيق الحرية والكرامة والعدالة، في يوم الكرامة وفي يوم الأرض وفي يوم العزة في يوم من أيام بوليتكنك فلسطين ومحافظة خليل الرحمن توأم القدس وعنوان فخرنا وعزنا. هذه الفعاليات الرائعة التي تعبر عنكم وعن حضارتكم وانتمائكم وتعاونكم، وتضافر الجهود معلم من معالم هذه الجامعة والرابطة التي امتدت جذورها في الأرض، وباسم كل شعبنا نشكركم على جهودكم ونتمنى لكم التوفيق والنجاح وان يكون شعبنا عنواناً للفخر والعزة وهو يستحق منا كل الخير".

وقال رئيس مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة وسيم الجمل:" هذه الفعالية هي الأضخم في تاريخ فعاليات الجامعة، كما أنها انطلقت في يوم الأرض لتكون رسالة موجهة للشعب الفلسطيني على أهمية هذا اليوم".

وأضاف:" يستهدف ايام جامعة بوليتكنك فلسطين، عدة فئات منها طلبة المدارس لإعطاء نبذة عن جامعة البوليتكنيك وأعمال طلبتها والتي تعرض ضمن معارض متنوعة كما وتضم أسواق مختلفة كسوق الصناعات الوطنية الفلسطينية وغيرها".

وقالت المشاركة بمعرض الأكلات الشعبية أم فهمي:" طهوت العديد من الأكلات الشعبية لأعرضها اليوم في المعرض ، منها الخبز بالجبن والزعتر البلدي "والططماجة" وهي عبارة عن رقائق العجين والعدس والبندورة ". وتابعت :"هذه الأكلات الشعبية من الموروث الثقافي من أجدادنا كما أنها الأكثر صحية من الأطعمة السائدة اليوم ، ومن واجبنا نقل هذا الموروث لأبنائنا والحفاظ عليه".

فيما اعتبرت المحاضرة في جامعة البوليتكنيك رزان شاهين ، أن هذه الأعمال والمعارض شكل من أشكال النضال الوطني واسلوب مميز لإثبات الهوية الفلسطينية ، حيث قالت:" تزامنت هذه الفعالية مع ذكرى يوم الأرض لندلل على أهمية هذا اليوم في إثبات هويتنا الفلسطينة". ونوّهت إلى أن لطلبتها في قسم التصميم الداخلي معرض خاص ضمن هذه الفعالية.

وتخلل الفعالية، شرح مفصل عن كل كلية وتخصصاتها، من قبل ممثلين عن إدارة الجامعة وكذلك عدد من طلبة الجامعة، مشيرين الى زوايا ايام البوليتكنك والتي تحوي: معرض إبداعات الطلبة اللامنهجية ومعرض التكنولوجيا، ومعرض للكتاب، ومعرض الصور والجرافيكس، ومعرض الصناعات الوطنية، ومعرض الصناعات والحرف اليدوية، ومعرض الزهور، ومجموعة من النشاطات اللامنهجية الثقافية والتراثية، وسوق فلسطين للحرف التقليدية وحرف تراثية تعزز انتماء الشباب الفلسطيني بهويته وتراثه.

وتعتبر أيام البوليتكنك، بحسب الدكتور أمجد برهم رئيس اللجنة التحضيرية لايام البوليتكنك:"هي أحد أكبر الفعاليات والأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تنظمها جامعة بوليتكنك فلسطين سنوياً ويتزامن تاريخ الاحتفال بها مع ذكرى يوم الأرض، يوم الإنسان يوم فلسطين اليوم الذي هتف فيه الفلسطينيون بتمسكهم بأرضهم ورفضهم للاحتلال، وتهتف فيه جامعة بوليتكنك فلسطين بهويتها وثقافتها وتراث أجدادها وبرسالتها الأكاديمية.

وقد تبرع المهندس سلامة عواودة مدير عام شركة "اكسيس" بجهاز "ليزر سكنر"، وأوضح المهندس فيضي شبانة رئيس دائرة الهندسة المدنية والمعمارية بأنّ الجهاز دقيق جداً بإمكانه أن يرصد مليون نقطة في الثانية بدقة، ويستخدم في توثيق المناطق التاريخية والآثار في المناطق المكتظة.

وقال:"أصبح بإمكاننا أن نرفع ونوثق المباني التاريخية الموجودة في كل المدن الفلسطينية وليس في مدينة الخليل القديمة فحسب، في خلال أي مبنى تاريخي معقد مهما كانت تعقيداته المعمارية ويمكن أن يتم رفعه خلال نصف ساعة على الأكثر، هذه ليست المرة الأولى التي يتبرع بها المهندس عواودة لجامعة بوليتكنك فلسطين ويدعم الطلبة المتفوقين ويقدم أيضاً دعم سخي لمكتبة الجامعة بالكتب العلمية والمختبرات الفريدة من نوعها، نشكره ونشكر رئيس مجلس أمناء رابطة الجامعيين على رعايته حفل استلام الجهاز وتكريمه للطلبة المتفوقين في هندسة المساحة ودبلوم المساحة، وكذلك نشكر إدارة الجامعة ممثلة برئيس الجامعة ونوابه وعميد كلية الهندسة لدعمهم الدائم لدائرة الهندسة المدنية والمعمارية وتخصص هندسة المساحة والجيوماتكس".