وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رأي أخر ***تراجيديا الرياضة الفلسطينية بقلم / فتحي براهمة

نشر بتاريخ: 02/01/2008 ( آخر تحديث: 02/01/2008 الساعة: 18:12 )
بيت لحم - معا - اقتران الأدب والرياضة بالثقافة محصلة طبيعية على اعتبار أن كليهما يشكلان مدخلا لتعميم وتسويق ثقافة أي شعب ، لذا فان لغة الكتابة الصحفية أو العمل الإعلامي الرياضي لايكاد يخلو من مصطلحات موازية ومتكررة في قاموس النقد الأدبي أو الرياضي ، لان فكرة النقد لدى الاعلامين في الحالتين مبنية على أسس المعرفة والثقافة الواسعة إلى جانب التخصصية المهنية
وكما هو حال النقد الإبداعي الأدبي فان مصطلحي الملهاة والمأساة أو بمعنى أدق الكوميديا والتراجيديا لهما مكانتهما في النقد الرياضي مع قليل من الإضافات اللغوية التخصصية التي من شانها خدمة القاريْ وتبسيط معايير القبول والإقناع لدية ، ويحاول الكتاب البارعون استثمار قدراتهم الإبداعية في ترجمة احاسسيهم بأسلوب قلمي تصويري ، لوضع القاريْ في صورة الحدث أو القضية التي يتم تناولها ، عبر بعض المقدمات الإيحائية التي من شانها وضع القاريْ نفسيا في أجواء الفكرة ، واستثماره في عملية سلسة لتكوين رأي عام حيال القضية المطروحة
وقد لايختلف اثنان على أن لكل شيخ طريقته في المعالجة النقدية للحالة الرياضية الفلسطينية لكن القضية أو الظاهرة التي تختلف حيالها الأكثرية مع الأقلية هي طريقة تسخير الكتابة بأسلوب منفر للآخرين بهدف إرهابهم أو تخويفهم عبر إيحاءات نفسية لاتمت للرياضة وأخلاقياتها بصلة لإجبارهم على التسليم برأي أو فكرة يرونها غير مفيدة ولاتعبر عن رأي الشارع الرياضي هذا السلوك أشبهة بمحاولات ابتداع أبطال رياضيين من العدم اوتجميل الوقائع القبيحة من خلال سيل من المقالات أو الأفكار وربما تصديق محاولة خرافية لرجل يدعي البطولة ويحمل سيفا من ورق، جميع هذه المحاولات اليائسة تعمق من جراح الرياضيين وتدفعهم للإحباط واليأس ، بل وتكرس المثل القائل حزن يفرح وحزن يبكي
ولان الإعلام الرياضي ميدان واسع ورحب من مجالات الإبداع والتعبير عن القدرات والمدركات الثقافية ، ولاانة حقل من حقول بث التجربة الصادقة والجادة في أوساط القراء والرياضيين فلا ضير ولا ضرر من أن يحاول الكاتب هنا من استخدام بعض المؤثرات التي من شانها أن تضع الجميع في القالب النفسي الذي يرجوه الناقد من كتاباته ،وهذت العملية بمجملها تمثل محاولات المخرج السينمائي أو التلفزيوني استخدام الموسيقى التصويرية للوصول بالمشاهد إلى العالم الغير محسوس أو ملموس في شخصية الممثل ، وعل سبيل المثال فان الموسيقى التصويرية التي صاحبت المشاهد الأخيرة من مسلسل نهاية رجل شجاع لهي الموسيقى الأكثر تأثيرا في المشاهد ، وقد نجح المخرج حينها في دمج المشاهدين مع الحبكة الفنية العالية لنهاية المسلسل وخلق لديهم انطباع شمولي على أن نهاية بطل المسلسل نهاية لاتليق بة
أن المسؤولية الأخلاقية والأمانة الصحفية تتطلب منا كاعلامين تناول مختلف القضايا بصدق وتجرد ورحابة صدر ، فان الواجب يحتم علينا دون استثناء العمل على ترسيخ مبادي ومفاهيم العمل الإعلامي النبيل القائم على احترام أفكار وأراء القراء لااستغبائهم من خلال الابتعاد عن حشر هم في قوالب الاصطفاف الواهنة والهشة والتي لاتجلب للرياضة الفلسطنية سوى الانحطاط والتخلف ويعيد الزمن للوراء ، وتقلل من فرص الإصلاح والتنمية الرياضية والتي قوامها الإنسان صاحب العقل والفكر النير والذي يحلق في سماء الفكرة دون أجنحة مزيفة أو قوالب فكرية صنعت لزمن غير زماننا