وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أقل الواجب..

نشر بتاريخ: 26/04/2017 ( آخر تحديث: 26/04/2017 الساعة: 11:16 )
أقل الواجب..
الكاتب: رامي مهداوي
عندما لا نقوم بما يجب أن نقوم به، يصبح عدم الفعل خيانة. وعندما يُدافع عن كرامتنا ونحن غير مكترثين نصبح أموات على شكل مومياء. لهذا هناك فرق كبير بين من يصنع بإضرابه عن الطعام أفق وكرامة وبين من يضرب عن فعل مساند لهؤلاء الأسرى بحجج فارغة وواهية.
البعض ينساق مع رواية المحتل في مواجهة الأسرى، والبعض الآخر ينساق مع فكر البرجوازية ضمن معادلة الربح والخسارة، وهناك من ينساق بمفهوم الأرستقراطية كأن الموضوع يختص بطبقة معينة!! والأخطر من كل ذلك ما أقرأه خلف سطور البعض عندما يكتب بأن إضراب الأسرى يضعف القيادة الفلسطينية في مواجهة التحديات القادمة!!
الشعوب تتوحد في مواجهة الأزمات، وللأسف نحن منذ الكارثة الأولى وربما قبل عام 1948 ونحن منقسمين على ذاتنا، مما يجعلنا منكسرين في مواجهة التحديات، وما يقوم به الأسرى في هذا الوقت بالتحديد إعادة بناء الحصن الأخير لكرامة القضية الفلسطينية، لأن من يعتقد بأن الموضوع فقط هو مطالب أسرى يعاني من قصر النظر وضيق الأفق.
لهذا، علينا كشعب فلسطيني كلٌ حسب موقعه ومكانه وإمكانياته الوقوف بما لدينا من طاقات مع مطالب الأسرى، والإبتعاد عن حالة التيه التي نعيشها منذ زمن، وكأننا فقدنا الإيمان بأي فعل موحد في مواجهة الإحتلال، مما جعلنا فاقدين البوصلة، أو بمعنى أدق هناك من يريدنا أن نتبع البوصلة الخاصة به، وكأنهم لم يقرؤا قصيدة " الأساطيل " للشاعر العراقي مظفر النواب حين قال:" بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة.. حطموها على قحف أصحابها".
المطلوب الآن أن نتوحد خلف الأسرى، وعدم زجهم بخلافات هم بعيدين كل البعد عنها، ومن زاوية أخرى عدم التعامل مع الإضراب كونه نشاط فئوي بقدر ما هو فعل مقاوم إن إنهزموا إنهزمنا، وإن إنتصروا وجدنا طريق فقدناها منذ زمن علينا الإسترشاد بها للوصول الى خطوات عملية في كافة المجالات لتصب في هدفنا الإستراتيجي .
وهنا يولد العديد من الأسئلة التي علينا أن نجيبها بوضوح وصراحة: هل المجتمع مستعد لدعم إضراب الأسرى؟ وهل القيادة الفلسطينية بمختلف الوانها مستعدة لقيادة المعركة التي يجب أن تفتح آفاق مستقبلية لمعالجة قضايانا المختلفة الداخلية والخارجية ومواجهة الإحتلال الكولونيالي ومن يقف خلفه؟ وماذا ستقدم القطاعات: الحكومية، الأهلية والقطاع الخاص من استحقاقات في تعزيز جبهة الأسرى؟ وهل سيعد كل قطاع خطة تكاملية مع القطاعات الأخرى؟
وعلى الصعيد الفردي، علينا جميعاً أن نعمل ما يستطيع كل فرد عمله، فكل عمل يساند الآخر بالتالي يساند الفعل الأساسي المساند لأمعاء الأسرى بالصمود في مواجهة السجّان. وأن لا نكتفي بتعداد أيام الإضراب على مواقع الإعلام المجتمعي بقدر ما هو مطلوب إرسال رسائل خارجية لكل من هو غير فلسطيني عن هذا الإضراب بكافة اللغات العالمية فهذا أقل الواجب.