وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية تحتفل بتكريم القس د. متري الراهب

نشر بتاريخ: 10/06/2017 ( آخر تحديث: 14/06/2017 الساعة: 13:41 )
كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية تحتفل بتكريم القس د. متري الراهب
بيت لحم- معا- احتفلت كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم بتكريم القس الدكتور متري الراهب راعياً للكنيسة لمدة ثلاثين عاماً، وذلك بمناسبة قراره بالتفرغ لكلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، والعمل على تعزيز الحضور المسيحي الفلسطيني في المحافل الدولية.
وحضر الحفل حشد من كبار الشخصيات الدينية والوطنية الاعتبارية والرسمية، الى جانب عدد من رجال الدين وكهنة الطوائف من كافة المناطق الفلسطينية، وعمداء واعضاء الكنائس ورؤساء وممثلي البلديات والمؤسسات والهيئات والجمعيات، بالإضافة الى عدد من السفراء والقناصل الفخريين الفلسطينيين والشخصيات الفلسطينية الاعتبارية العامة رفيعة المستوى، وحشد من المدعوين .
وافتتح الحفل بصلاة ترأسها المطران منيب يونان رئيس مجلس أمناء دار الكلمة الجامعية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، وذكر في كلمته" أنا استطيع أن أذكر الكثير كزميل العمر من القصص والحكايات والروايات وقد أكتبها في مجلد لأنك كنت شريكاً في حياة كنيستنا وستبقى شريكا وهذه الشراكة تطورت الى صداقة والصداقة تطورت الى اخوة".
وأضاف" لقد حافظت على التوازن بين رعاية هذه الرعية وبين تطوير مؤسسة تخدم المجتمع وبين الاهتمام بمصلحة الكنيسة الام واليوم أصبح لك منبرا محلياً وموقفاً عالميا ودوراً اقليمياً وهذا الدور الذي تقوم به قد ساهم في ان يرى العالم بأن كنيستنا الانجيلية اللوثرية مهما كانت صغيرة بين الكنائس ولكن كبيرة في خدمة الانسان وكرامة الانسان الفلسطيني".
ورحب القس الدكتور متري الراهب راعي كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية ورئيس كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة بالحضور، مؤكدا" في الثلاثين سنة الأخيرة عشنا معاً ساعات تاريخية... وفي كل محطة من هذه المحطات تركنا بصماتنا، فمع بدء الإنتفاضة الأولى بدأنا بمسيرة لكتابة لاهوت مسيحي فلسطيني ومع قدوم السلطة استرجعنا أرض مرير ومن مشروع بيت لحم 2000 إنبثقت دار الندوة الدولية وفي الانتفاضة الثانية خرجت من هنا أكبر مسيرة شموع سلمية تنادي بنورِالحق لا نارِ المدافع... وأيضاً من هنا تم إطلاق وثيقة كايروس عام 2009".
وأضاف" في الأعوام الثلاثين المنصرمة تعلمت هذه الكنيسة أن تأخذ العظة على محمل شطحات الجد... إذ لم تعد العظة مجرد دينية، بل ربطت العظة الكلمة بالواقع، وأعادت اكتشاف الرواية الكتابية وعلاقتها بالرواية الفسطينية، عبر السنين الثلاثين الأخيرة إِنصَّبَّ إهتمامُنا على العناية بالشبيبة... لذلك حاولنا وقدر المستطاع أن نستثمر في شبيبة هذه الكنيسة، وأن نمكنهم أكاديمياً، فانبعثنا العشرات الى الجامعات الأجنبية لينهلوا علماً ومعرفة، ورجعوا جميعاً، أجل آمنت هذه الكنيسة بدعوتها لذلك راحت وعبر السنوات تكثر العطاء سنة تلو الاخرى، وفي كل سنة تتحدى نفسها لتضرب رقماً قياسياً في العطاء...وصار لسان حالهم يقول: ليس المهم ماذا تعطيني الكنيسة، بل ماذا أعطي أنا للكنيسة".
وبين" اليوم إذْ أترك مركزي راعياً رئيساً لهذه الكنيسة، فهذا لا يعني أنني أترك الكنيسة، بل سأبقى راعياً متفرغاً للخدمة خارج الرعية. فهناك الكثير من الأمور التي آمل ان أنجزها في الفصل الأخير من حياتي: منذ اليوم الأول كان همّي الأول أن يكون للكنيسة دور في المجتمع، واليوم إذْ أترك منصبي هذا إنما لأتفرغ لمهمتين: الأولى: كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة هذه النبتة التي زرعت قبل أحد عشر عاماً، والتي أصبحت اليوم مدينة على جبل والتي صارت اكبر مشروع في تاريخ الكنيسة منذ تأسيسها.
أما المهمة الثانية: هناك حاجة اليوم لصوت مسيحي فلسطيني نبوي في المحافل الدولية، صوت يدافع عن الحق، ويدافع عن الحرية، ويدافع عن الإنسانية، وكنت قد اشتركت في السنين الخمس الأخيرة باطلاق عدة منابر شرق أوسطية وشبكات لاهوتية اقليمية ودولية بحاجة الى بعض الوقت مني...اليوم ازداد إيماني أن ملكوت الله هو أكبر من الكنيسة، ولا يجوز ان نحصر العمل داخل أسوار الكنيسة بل أن العالم الواسع هو مسرح لعمل الملكوت".
أما كلمة العمدة ورعية كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية فألقاها عادل خضر والذي ذكر خلالها" للنجاح أناسٌ يقدّرون معناه، وللإبداع أناسٌ يحصدونه، لذا نقدّر جهودك المضنية، فأنتَ أهلٌ للشكر، ولك منا كلّ الثناء والتقدير، فعمرُ كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية حوالي 157 عامًا، وهيَ كما ترونها الآن زاهية ومنوّرة – كما أردتها أن تكون يا قسيس متري. أنتَ بالسنوات الثلاثين الأخيرة مِن عُمرِ هَذه الكنيسة، وبجانبك أهلُ بيتك وعائلتكَ الرعويّة، خدمتَ هذهِ الكنيسة دون كَلل، وتفانيت في رعايتنا بأمانة وإخلاص، وفي أحلك الظروف التي مرّت بها أرضنا ومدينتنا. ولقد تبنيّتَ ورسمتَ خارطةَ طريقٍ مُدهشة وهادفة، فمِن كنيستكَ هذه أسستَ وعليّتَ دورًا للعلم والثقافة، قوية وراسخة، ونشرت العديد من الكتب محليًا وعالميًا عن كنيستكَ ووطنكَ فلسطين، لإيمانك أن هذا الشعب المغتصبة أرضهُ سيسترجع حقّه وما له، وإنه فخورٌ بك كما هم أعضاءُ كنيستك، أبهرتنا وأبهرتَ من التقاكَ وعرفك؛ وأثريتنا بمقدرتكَ وروحانيتّكَ وثقافتكَ وفنائكَ من أجلنا ومن أجل الكنيسة الإنجيلية اللوثرية".
وأضاف" قد تميّزتَ وبَرعتَ بمجالاتٍ عديدةٍ دينية كانت أم فلسطينية؛ سياسية أم اجتماعية أو فنيّة أو اقتصادية. ولقد نشرت اسم كنيستنا ليس محليًا فقط بل وأيضًا عالميًا. وحصدت الجوائز العالمية نتيجة تميزك وبراعتك كقائدٍ مسيحيٍّ وفلسطينيّ. أنتَ من جلتَ العالم حاملًا رسالةَ شعبكَ من هذه الأرض المقدسة، رسالةَ فلسطين المغتصبة والمحتلة – ومعلنًا للعالم كما قال شاعر فلسطين محمود درويش أن "على هذه الارض الفلسطينية ما يستحق الحياة."
وألقى البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين سابقاً كلمة، أوضح خلالها" كلمتي في صلاة الشكر هذه بعد الخدمة الطويلة للقسيس متري الراهب في هذه الكنيسة هي كلمة كايروس فلسطين . وكايروس فلسطين هي وقفة حق وكلمة إيمان ورجاء ومحبة. هذا العنوان وحده يصف القسيس متري في إيمانه وفي خدمته لرعيته اللوثرية في بيت بحم، ولرعيته التي هي فلسطين كلها".
وأضاف" القسيس متري، رجل دين بالمعنى الشامل الجامع، أي هو الرجل الذي يحمله إيمانه على الاهتمام بالإنسان، بكل إنسان. رعيته هي رعية في بيت لحم، ولكنه رعا فلسطين، بتعليمه وكتبه ومقالاته. وجد أصدقاء وعقلاء فهموه وقدَّروه وأحبّوه وأجزلوا له الأوسمة تقديرًا لخدمته للإيمان المسيحي في الكنيسة اللوثرية ولخدمته للإنسان في واقع الإنسان الفلسطيني".
وأكد المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس" كان القس متري وما زال صوتا صارخا في برية هذا العالم مناديا بالعدالة وتحقيق السلام الحقيقي ونصرة المظلومين والمتألمين ونبذ العنصرية والكراهية وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني في ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم".
وأضاف" فلقد نال القس متري الراهب الكثير من الجوائز العالمية تقديرا لمواقفه وحضوره ودفاعه عن قضية شعبه العادلة، ونعتقد بأن تكريمه هو تكريم للحضور المسيحي في هذه الديار وهو تكريم لكل من ينادي بالعدالة ورفع الظلم عن شعبنا لكي يعيش بسلام في ارض السلام وفي هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته ورحمته تجاه الانسان، القس متري الراهب صوت مسيحي فلسطيني وطني بامتياز ، نادى دوما بالقيم المسيحية وبشر بانجيل المحبة ولكنه كان دوما وانطلاقا من قيمه الايمانية والانسانية والاخلاقية مدافعا حقيقيا عن عدالة قضية شعبه. تترك اليوم رعيتك وكنيستك لكي تتفرغ لنشاطاتك الاكاديمية والثقافية والعلمية التي لن تكون بعيدة عن كنيستك وعن الرسالة الروحية والانسانية التي كنت دوما تنادي بها".
وهنأ المحامي أنطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم القس منذر اسحق الراعي الجديد لكنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم، مستعرضا أهم انجازات القس الدكتور متري الراهب.
وبين" كرّس القس الدكتور متري الراهب حياته لخدمة الله عن طريق الكنيسة، وخدمة شعبه وأبناء مدينته عن طريق المشاريع التنموية، حيث يؤمن القس متري الراهب بالاستثمار بالإنسان الفلسطيني، وبضرورة البناء والعمل، وإمتاز بإيمانه بالعدالة والحق حيث دافع عبر السنين عن قضيتنا، من إيمانه بالحقّ وبالله الذي ينصر المظلوم، وتميز برفضه للهجرة ويؤمن بأن الله يدعونا كي نكون كشجرة الزيتون الأصلية التي تغرس بجذورها عميقاً في الأرض البيتلحمية، لتمتد أغصانها عالياً في السماء".
وأضاف" للقس الدكتور متري الراهب انجازات عديدة منها: في عام 1995 أسس دار الندوة الدولية، وفي عام 1999شيد مدرسة دار الكلمة، وفي العام 2003 إفتتح مسرح وقاعة مؤتمرات الدار ودار الكلمة للصحة المجتمعية، وفي عام 2006 إفتتح كلية دار الكلمة الجامعية، قد حاز على العديد من الجوائز والمنح الدولية، امتاز بكاتاباته ومن بينها: كتاب " بيت لحم محاصرة " وحصل على جائزة أفضل كتاب روحي ينشر في الولايات المتحدة في العام ذاته".
وقالت المطرانة الكندية سوزان جونسون خلال كلمتها" يشرفني في هذا اليوم أن يكون لي القدرة أن أشكر القس الدكتور متري الراهب بالنيابة عن الشركاء العالميين تقديراً لعطائه اللامحدود الذي كان يشاركنا به، فإن القس الدكتور متري الراهب صاحب الأفكار الابداعية وهو دائما يبتكر ويقدم افكار جديدة ويستثمر بأشخاص وينمي مواهبهم".
والقى عيسى قسيسية سفير فلسطين في الفاتيكان كلمة اللجنة الرئاسية للكنائس عبر من خلالها عن أن القس د. متري يعتبر من أبرز رجال الدين الفلسطينيين المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية وعلى صوت فلسطين في المحافل الدولية، وأن تاريخ القس متري حافل بالانجازات والنجاحات، مبينا" وباسم الرئيس وفلسطين نكرم القس متري الذي يستحق منا كل الاحترام والتقدير".
وتخلل الاحتفال العديد من برقيات التهنئة من الكنائس الشقيقة والمؤسسات الشريكة، مهنئة القس د. متري الراهب، متمنية له المزيد من التوفيق والعطاء.