![]() |
أرضُ الإله ! إلى القاهرة التي لا تنام
نشر بتاريخ: 09/07/2017 ( آخر تحديث: 09/07/2017 الساعة: 14:08 )
![]()
الكاتب: المتوكل طه
تصحو !
هي لم تنمْ حتى تُحضِّرَ قهوةَ الصُّبحِ المُرَنَّمِ والبهيجِ، ولم تزل في يقظةِ الأضواءِ في الليلِ المُسَرْنمِ والضّجيجِ، ولم يزل شبّاكها الشمسيُّ ينشرُ مِفْرشَ الجسدِ المُدَبَّغِ بالنشيجِ .. تقول ؛ نامت ! لم تنم يوماً ، فعينُ الماءِ تفتحُ بابَها الكحليَّ إنْ مرَّ الفتى مِن تحتِ نافذةِ الصبيّةِ ، والطريقُ تعجُّ بالشايِ المُدَّخَّنِ ، والنداءاتِ النديّةِ ، والصلاةِ على النبيِّ إذا تعددت النوايا لإبتياعِ حوائجِ البيتِ الهَنيّةِ ، والوقوفِ بدكَّةِ الفولِ الشهيّةِ ، والضبابِ الحارقِ الدَّبِقِ الذي غطّى الوجوهَ ، كأنَّها خرجت لتمشي من مدامعِها .. إلى وجعِ الحياه . هي لا تنامُ ، من البدايةِ .. حيث وَحَّدَها المليجيُّ الذي فاحت رُؤاه ، وهي التي غسلتْ مشيمَتَها على حَجَرِ المياه ، وعندما نطقَ البهاءُ على الضفافِ ولم يروا شيئاً سواه .. قد فاضَ شَهْدُ النَّخلِ مِن بُرجِ اليمامةِ والجِباه ! وبلَّلته عيونُها بالبَرْقِ أو دخلت سِهامُ رُموشِها في صدرهِ فأتى الصدى مُتجاوِباً من كلِّ آه . والنهرُ أوّلُ شمسِها ، من منبعِ المانجوِ السَّخيِّ إلى الشواطئِ ، حيث أشعلَ أوَّلُ الزوَّارِ قنديلَ الفنار . وقال للسفنِ البعيدةِ ؛ هذه دربي إلى قلبِ النهارِ ، وهذه كفّي ، تعالي نحوها .. فهي التي ألقتْ قلائدَها إلى شَغفِ المَحار ، وتلك أرضُ التِّبْرِ والطينِ المُرَنَّقِ بالأُوار ، فلا تسيري غير ناحيتي ، ونامي فوق صدري ، إنّني ولدُ النبيِّ وهذه دارُ الإله . والّلوتسُ النيليُّ يفتحُ تاجَه لفَراشَةِ الرُّؤيا .. من سبعةٍ تُفْضي إلى سبعٍ من السنواتِ ، أو تمشي الشقيقةُ كي ترى الطفلَ الرَّضيعَ وأين يمضي اليَّمُّ بالصندوقِ ، حتى تأكلَ الأفعى العِصيَّ وكيف تصعقهُ الإجابةُ ، ثم تحملهُ إلى التِّيهِ الخُطاه ، أو يحضرُ النّورُ المسيحُ وتتركُ العذراءُ منديلَ البكارةِ في الجبالِ لكي يرى الغرباءُ معجزةَ الكهوفِ ويرتمي مَن جاءها تحتَ الرُّماه . هي جنةٌ ؛ نهرٌ وحُورٌ والأرائِكُ كلُّ غصنٍ ينثرُ الحَبقَ الرخيَّ .. وإنّما ؛ فيها يموتُ الطيِّبونَ ولا يموتُ بها الجُنون ، قد يأكلون ويشربون ، ويفتحون عيونَهم ، لا يرمشون ولا منامَ لهم .. ولا هُم ينعسونْ ، وربّما هجسوا بليلٍ يحلمونَ به .. وقد لا يعرفون إنْ جاءهم حلمٌ فماذا يفعلونْ ؟ هي جَنَّةُ الأرضِ البديعةُ والمُعَمِّرةُ الرَّضيعةُ والمخاضُ إلى صِّباه .. وربّما آن الأوانُ لنجمةٍ .. تأتي إلى حقلِ الرُّعاه . |